بدعوة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، تشرفت بتقديم ندوة تربوية حول سياسات تربوية ترتبط بفكرتي الديموقراطية، والديموقراطية الاجتماعية.
وقبل الحديث عن محتويات الندوة وأفكارها، أقدّم بعض الملاحظات:
-لست معروفًا بعشقي للأحزاب الحديثة، وإذا لم أكن معارضًا فأنا على الأقل "محايد" حزبيّا.
-لدي انطباعات على أن انتهازيي الوطن حجزوا المقاعد الأمامية جميعها في مختلف الأحزاب ، لا سيما الحديثة منها أو المهندسة.
-قد تنجح القضية الحزبية بعد خمسين سنة شرط إذا تم القضاء على الانتهازية السياسية، بأشكالها كافة إلى جانب القضاء على أعداء الحرية ومختطفي المجتمع.
-ما شاهدته أمس في الحزب شبابًا متحمسين، وقيادات غير انتهازية مثل: سمر دودين الواسعة الصيت في مجال التواصل المجتمعي، والخدمة الاجتماعية، والفكر التنويري في مجال الفنون والموسيقى. والدكتور مدير المدرسة الحزبية أسامة تليلان، الذي عرفته جادً
ّا.
-وقد يكون حزبيو الديموقراطي الاجتماعي في معظمهم، أصحاب تاريخ نضالي في مجالات عديدة، ويعرفون بتاريخهم، خلافًا لما نلاحظ في الأحزاب"إيّاها".
(١)
المدرسة الحزبية: هل هي ضرورة؟
الحياة هي المدرسة الحزبية والقيادية، والأخلاقية، وكما يقول "روسو": الطبيعة خير معلم!
ولكن تعقد الحياة فرض مقولة: الحزبي مطبوع ومصنوع؛ بمعنى أن الحزبي شخص غيري، يحب خدمة الآخرين، ويؤمن بقيم الشراكة والمسؤولية والتنمية والتطوع والتضحية، وغيرها من القيم الأخلاقية ، هذا يعني أن الحزبي "مطبوع، لا مصنوع"!!
لكن هذه القيم تحتاج إلى مهارات الحشد والحوار والتواصل، والتفاعل، والاستعداد، ومواجهة الأزمات، وحل المشكلات؛ وهذا ما يرجح أن الحزبي أيضًا هو شخص"مصنوع"، بمعنى أنه متعلم باستمرار، لمواجهة مشكلات الحاضر والمستقبل.
وهذا يعني: المدرسة الحزبية مفيدة في إنتاج شخصية حزبية
قادرة على تطوير العمل التنموي، والأخلاقي، والسياسي، والتربوي.
(٢)
الفكر التربوي للحزب
يحمل الحزب الديمقراطي الاجتماعي مشروعًا تربويّا متكاملًا، حاولت في ندوة الأمس أن أحدد السياسات الإجرائية التي تضمن تنفيذ هذه الأفكار مثل:
- العمل على تقديم الخدمة التعليمية المناسبة لكل البيئات
وتنوعاتها.
.إلغاء التباينات في البيئات المتنوعة. بما يضمن الإفادة من التعلم من دون فروق بين مدارس ومدارس، أو بين مناطق ومناطق.
-اتخاذ سياسات توفير فرص متكافئة للطلبة في جميع البيئات.
-ضمان المشاركة المجتمعية الواسعة في القرار التربوي.
-إلغاء ثقافة التزمّت والتضييق على الحريات في المؤسسات التربوية.
-توفير قيادات تربوية ذات رؤى تربوية.
-التوجه نحو نظام تربوي عادل وديموقراطي. ينتقل بالتعليم من الماضي إلى المستقبل، ويعد طلبة قادرين على التفكير لا على التلقين.