"انعجقت" بثلاث ندوات خلال يومي الإثنين والثلاثاء، وفي الندوات يجد الساعي قضيتين مهمتين؛ الأولى أنك تلتقي بجمهور يختلف باختلاف موضوع الندوة، والأخرى أنك تدرس أو تتأمل اتجاهات الرأي العام، ولو بحدود اهتمامات الجمهور الحاضر، لكن قبل الحديث عن محتويات الندوات الثلاث، أبين أن بعض الندوات يقل جمهورها لولا تدخل المحاضر بإحضار بعض أقاربه، أو أصحابه لكي لا يقل الجمهور عن خمسة عشر: ذكورًا وإناثًا. على أي؛ فإن نوع الجمهور أكثر أهمية من كَمّه، لكن يلاحظ أنّ نسبة الشباب بين الجمهور قليلة جدّا، فالحضور من كبار السن! ولك أن تستنتج ما تريد، أو تسأل ما تريد، مثل أين يذهب الشباب؟ وهل غيابهم يعكس عدم الاهتمام بما يهتم به منظمو الندوات؟ أم إن أماكن عقد الندوات ليس مما يعني الشباب؟ وهل هناك جهة أخرى لا نعرفها استقطبت الشباب! مثل وزارة الشباب أو مؤسسات نفاق الشباب؟
هذه أسئلة تحتاج إجابات! ولتسهيل الإجابة، أعرض ما دار في هذه الندوات!
(01)
التراث الشعبي
ندوة قدمها الباحث رائد حجازي من إربد في "ملتقى الرواد الكبار" وهو منتدى أنيق حديث بل حداثي، تقوده "المناضلة هيفاء البشير" ذات الإثنين وتسعين عامًا، والقاصة المبدعة سحر ملص!
كان موضوع الندوة مهمّا جدّا، يعكس مفاهيم تراثية مهمة، وأدوات تراثية، وأحداثا تراثية ممتعة جدّا ومفيدة جدّا، فالولاء للتراث جزء من الهوية.
أنا شخصيا أُلهمتُ كثيرًا، وعدت إلى تاريخ من الأصالة!
لكن سألت: أين الشباب؟ هل هو اسم المكان؟ الموضوع؟ لست أدري!
(02)
الطب الصهيوني
ندوة قدمها د. محمد الزعبي في مركز تعلَّم واعلَم الذي يديره المفكر أحمد ماضي ذو الخمسة وثمانين عامًا!
كان أصغر الحضور في الخمسين من أقارب المحاضر!
المحاضر قدم معلومات مهمة عن: الأحوال الصحية للعرب، واليهود في إسرائيل، وبين كيف أن أرقام ومؤشرات الصحة الفردية والاجتماعية تميل لصالح اليهود، كما بين سعي العدو الصهيوني للتطبيع الطبي والصحي عن طريق البحوث والدراسات المشتركة، والسياحة العلاجية، وموقف نقابة الأطباء الإيجابي منها.
الندوة مهمة! وجمهورها ليس من الشباب! هل هو المكان؟ هل هو قيادة ابن الخامسة والثمانين ؟ لست أدري!
(03)
في الفكر والفلسفة
كانت الندوة الثالثة في الجمعية الفلسفية، بقيادة د. محمد الشياب، وقدمها المهندس المبدع المعلم: نور شبيطة ذو الخمسين عامًا. قدم متعة فكرية فلسفية من العيار الثقيل، تناولت موضوعات اللغة والفكر، والفلسفة والتربية، كان الجمهور مهيبًا، راقيًا، لم يخل من حضور نسائي قليل بينهن شابات، ولو بأقل من عدد أصابع اليد، لكن جمهور الرجال كان فوق السبعين!