عمان - أصدرت جمعية الشؤون الدولية الأردنية بياناً حادّاً أدانت فيه ما وصفته بـ"العدوان الصهيوني اللاإنساني" على فلسطين من غزة إلى الضفة الغربية، معربةً عن قلقها العميق إزاء تصريحات وإجراءات إدارة أمريكية تُروج – وفقاً للجمعية – لمسارات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وخاصةً نحو دول عربية كالأردن ومصر. وجاء في البيان أن مثل هذه المخططات "شكّلت صدمة للشعب الأردني والدولة الأردنية"، مؤكداً رفضها القاطع لهذه السياسات التي تُهدد أمن المنطقة واستقرارها، وتُمثل "استمراراً لاستلاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأكد البيان أن الشعب الأردني بكافة فئاته يقف متحدياً خلف قيادته الرسمية الرافضة لهذه المخططات، مشيراً إلى أن الدولة الأردنية ومؤسساتها ترفض أي توجه يمس بحق الفلسطينيين في الوجود على أرضهم التاريخية، أو يُهدد الأمن الوطني الأردني. وحذّرت الجمعية من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تفاقم النزاعات بالمنطقة، وزعزعة الاستقرار طويل الأمد، وتعطيل خطط التنمية، فضلاً عن تغذية العنف والتطرف.
ووجهت الجمعية انتقاداً لاذعاً للإدارة الأمريكية، واصفةً سياساتها بـ"المتقلبة والمخالفة للقانون الدولي"، خاصةً في ظل تناقضها مع ادعاءات واشنطن بدورها كـ"وسيط عادل للسلام". كما استنكرت المطالبات الأمريكية بتهجير الفلسطينيين في وقت تُعلن فيه التزامها بالاتفاقيات الدولية، معتبرةً أن ذلك "محاولة عقيمة لتصفية القضية الفلسطينية".
وشدد البيان على أن تحقيق الاستقرار الإقليمي يرتبط بالالتزام الكامل بالقرارات الدولية وقواعد القانون الإنساني، التي تكفل الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه. ودعا إلى تعزيز التضامن الوطني الأردني الرسمي والشعبي لمواجهة التحديات، و"تمتين بنية الوطن" لصد أي مخاطر تُهدد أمنه.
يُذكر أن التصريحات الأمريكية الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين أثارت موجة غضب عارمة في الأردن، الذي يستضيف جالية فلسطينية كبيرة، فيما تُحذر تحليلات محلية من تداعيات سياسية وديموغرافية قد تطال البلاد في حال تنفيذ هذه المخططات.
تاليا نص البيان :
اكتب خبر
تتابع جمعية الشؤون الدولية الأردنية تفاصيل العدوان الصهيوني اللاإنساني على فلسطين من غزة الى الضفة الغربية، كما تتابع الجمعية ما يصدر عن الإدارة الأمريكية من تصريحات وما تخطط له من مسارات تتعلق بتهجير الفلسطينيين من غزة الى مواقع أخرى في العالم العربي، وبشكل خاص الاردن ومصر. الأمر الذي شكل صدمة للشعب الأردني والدولة الأردنية. وعليه فان جمعية الشؤون الدولية تؤكد رفض هذه السياسات والمحاولات والتصريحات رفضاً باتاً لأنها تشكل تهديداً لأمن واستقرار الدولة الأردنية وتهديداً وجودياً للشعب الفلسطيني، ولأنها تمثل استمراراً "للعدوان واستلاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومحاولة عقيمة مرفوضة لتصفية القضية الفلسطينية".
والشعب الأردني يقف بكافة فئاته خلف قيادته في هذا النهج، والدولة الأردنية بكافة مؤسساتها تقف ضد هذا التوجه الذي يحرم الفلسطينيين من حقهم في الوجود، ويحرم الأردنيين من الأمن والاستقرار، ويؤدي بالمنطقة الى مزيد من النزاعات والحروب التي تفشل كل خطط للتنمية والتقدم، كما يؤدي إلى تفجر العنف والتطرف وزعزعة الاوضاع على المدى الطويل بكل ما تحمله من أخطار على مصالح شعوب المنطقة بكاملها، ويضع المصالح الأمريكية في مهب الريح.
إن الاجراءات التي تتحدث عنها الادارة الامريكية من شأنها أن تؤكد عدم الثقة بالسياسات الأمريكية المتقلبة والمخالفة للقانون الدولي، والتي ستقود المنطقة الى صراعات مستمرة، خلافاً لتطلعات شعوب المنطقة، وخلافاً لما تدعيه وتتظاهر بالتخطيط له الادارة الأمريكية الا وهو تحقيق السلام.
ومما يدعو الى الاستغراب والاستنكار والأسف، ان تطالب الادارة الامريكية بتهجير الشعب الفلسطيني من ارضه التاريخية في الوقت الذي تدعي انها تقوم بدور وسيط عادل للسلام بناءً على الاتفاقيات الدولية.
ومن المؤكد بشكل قاطع، إن استقرار المنطقة حاضرا ومستقبلا يستوجب التزام الادارة الامريكية بالقرارات الدولية وبالقانون الدولي والإنساني وقواعده الناظمة والقاضية بالحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره على أرضه.
علينا جميعاً كأردنيين، رسمياً وشعبياً، أن نعمل على تمتين بنية الوطن وتعزيز إمكاناته، ونعد أنفسنا وبلدنا لمواجهة التحديات الماثلة.