أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، أن الأردن حريص على العمل مع إسبانيا، من خلال توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي، للمساعدة في إيجاد أفق سياسي يضمن تحقيق السلام العادل والشامل للفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال جلالته خلال لقائه في مدريد جلالة الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وجلالة الملكة ليتيزيا، "إن التزامنا المشترك بالسلام واضح من خلال دعمنا لحل الدولتين كونه السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
وأشار جلالة الملك، بحضور سمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، إلى أن السلام على أساس حل الدولتين يعتبر أساسيا لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة بأكملها وما يتعدى حدودها.
وتابع جلالته "وسنستمر بالعمل مع إسبانيا ضمن هذا المسعى من أجل إيجاد حلول للأزمات التي تواجه منطقة الأورومتوسطي، انطلاقا من إيماننا المشترك بالحوار، وبأن التعاون يجب أن يقود طريقنا نحو التطور المشترك".
ولفت جلالة الملك إلى أن الأردن وإسبانيا يتخذان خطوة مهمة في بناء الشراكات كونه أمرا أساسيا نتيجة الإدراك بأن "الطريق إلى الأمام هو الذي نسلكه معا، فلا يمكننا التغلب على هذا الكم من التحديات التي تواجه عالمنا بمفردنا".
ورأى جلالته أن هنالك كثيرا من الأحداث التي استجدت خلال السنوات الثمانية الماضية منذ آخر زيارة له لإسبانيا، وقال إنه برغم الأزمات والصراعات والجائحة والكثير من التطورات، إلا أن العلاقات والصداقات الوثيقة "بين عائلتينا، وشعبينا، وبلدينا لا تزال متأصلة، ومستمرة بالتوسع يوما بعد يوم".
وأضاف جلالة الملك "أن شراكة كهذه التي تجمعنا هي أساس الاستقرار العالمي الذي نحن بأمس الحاجة إليه في منطقتنا وفي العالم، واليوم تشكل هذه الزيارة لبنة أخرى لتوطيد علاقتنا، والتي استمرت بالنمو على مدار العقود السبعة الماضية".
واعتبر جلالته أن النقاشات مع ملك إسبانيا ورئيس حكومة إسبانيا بناءة، معربا عن تطلعه لإطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين.
وبين جلالة الملك أن الارتقاء بالعلاقات بين الأردن وإسبانيا إلى المستوى الاستراتيجي سيمكننا من العمل أكثر قربا على قضايا تهم شعبينا وعالمنا.
وأكد جلالته أن الأردن وإسبانيا شركاء في السعي نحو السلام والازدهار بالمنطقة والعالم، ويعملان على مواجهة أثر التغير المناخي على أمن الغذاء والطاقة، كما تربط البلدان شراكة متجذرة في مجالات الاقتصاد والتنمية والعمل الإنساني.
وقال جلالة الملك "نحن ممتنون جدا لدور إسبانيا في دعم جهودنا التنموية، ونتطلع لتوسيع التعاون في قطاعات التعليم والسياحة والتبادل الثقافي والمياه والطاقة، وكلانا يعمل بجهد لبناء عالم أكثر استقرارا للأجيال المقبلة".
وفيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، أشار جلالته إلى ما تقوم به إسبانيا والأردن يدا بيد لتنظيم أحدث جولة لاجتماعات العقبة والتي ستعقد غدا الثلاثاء بمدينة قرطبة، معربا عن تطلعه لعقد نقاشات مثمرة مع الأصدقاء والشركاء حول كيفية تعزيز التنسيق الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف.
وأعرب جلالة الملك عن تهنئته لجلالة ملك إسبانيا بمناسبة ذكرى تتويجه، معربا عن سعادته بالعمل معه خلال السنوات الماضية، والتطلع للاستمرار بهذه الشراكة والصداقة في خدمة الشعبين الأردني والإسباني.
بدوره، أشاد العاهل الإسباني بعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيرا إلى أن تاريخ زيارة جلالة الملك إلى إسبانيا يصادف الذكرى التاسعة لتتويجه ملكا لإسبانيا.
وأشار إلى الروابط العميقة التي تجمع الأردن وإسبانيا، وإيمانهما بالديمقراطية والعيش المشترك والتطور والحداثة، فضلا عن حرصهما على المساهمة بشكل فاعل في جهود تحقيق السلام في الإقليم والعالم.
وأكد العاهل الإسباني أن القضية الفلسطينية ما تزال مركزية في المنطقة، مشيدا بجهود الأردن المستمرة للعمل نحو سلام عادل ودائم، على أساس حل الدولتين.
وأشار الملك فيليب السادس إلى الدور المحوري للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تحظى بدعم دولي، وبدعم إسبانيا.
وأكد حرص بلاده على تعزيز شراكتها مع الأردن ضمن الاتحاد من أجل المتوسط ومن خلال رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد الأوروبي.
وأشار العاهل الإسباني إلى جهود الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، ومن قبلهم اللاجئين من العراق وفلسطين، مشيدا بالمساعي الأردنية لقيادة العمل للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
كما أكد أهمية مبادرة "اجتماعات العقبة" كمحور أساسي في محاربة الإرهاب، لافتا إلى شراكة إسبانيا مع الأردن ضمن إطارها.
ووصف العاهل الإسباني الأردن بحجر الرحى للتوازن الإقليمي الذي يحمل أهمية استراتيجية لإسبانيا ولأوروبا، مؤكدا حرص إسبانيا على تعزيز التعاون الاستثماري وفي قطاعات المياه والطاقة المتجددة والسياحة.
وأكد العاهل الإسباني أهمية الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، والسفيرة الأردنية في مدريد أريج الحوامدة، وعدد من كبار المسؤولين الإسبان.