يعد إعلام المؤسسات الحكومية جزءا من مؤسسات الدولة وصوتها الذي يستمع إليه الجمهور، ويتعرف على انجازاتة، كما أنه أحد وحدات القياس التي تبرز نشاط المؤسسة الحكومية ومدى نجاحها في تحقيق الأهداف التي التي تضعها الجهات العليا، وكما تظهر أيضا توافقها مع خطط العمل للتشكيل الحكومي والمؤسساتي للدولة بشكل عام .
وإعلام المؤسسات هو المنظومة الإعلامية داخل المؤسسات الحكومية والأهلية على حد سواء، والهدف الرئيسي منه هو عكس صورة إيجابية عن المؤسسة لدى الجمهور وغالباً ما تكون الرسائل في الإعلام الحكومي هو تعريف بإنجازات تلك المؤسسة وأهدافها ورؤيتها ورسالتها.
وليصبح الإعلام الحكومي هادف وبناء ونتائجه مرضية لدى الجمهور يجب أن تتوفر عدد من العوامل التي تدفع العمل الإعلامي لتحقيق الأهداف التي وضع من أجلها ومن أهم هذه العوامل هو ايمان الإدارة في المؤسسات بأهمية الإعلام، والدور الذي يمارسه في إيصال
صوت المؤسسة إلى المحيط الخارجي وأن وجوده داخل المؤسسة هو ركيزة أساسية في نجاحها وتطورها.
ولكن ما نعيشة للأسف وبالرغم من التقدم الذي يشهده الإعلام في العالم فأن الكثير من مؤسساتنا "وخصوصاً
الحكومية منها" لا تعترف بوجوده بل وتعتبر وجوده "شي لابد منه" في الهيكلة وليس لحاجة المؤسسة الفعلية لهذا الدور المهم ، وهذا ما نراه في أغلب المؤسسات الحكوميه من تهميش من قبل المسؤولين ، بل أننا اليوم أمام إدارات تربط العمل الإعلامي في المؤسسة بنشاطات المسؤول نفسه! وليس بإنجاز المؤسسة وهذا هو الجهل الإعلامي بعينه.
وفي حال وجود المنظومة الإعلامية في المؤسسة فهي في الأغلب لا تملك الكوادر البشرية المؤهلة والإمكانات المادية التي تدعم إظهار المؤسسة بصوره جيده، كما تنعدم في الكثير من المؤسسات التجهيزات التقنية وهذا ما يجعل رسائل الإعلام ضعيفة تفتقر لأدنى مقومات العمل الإعلامي المهني وبالتالي تكون المؤسسة في هذه اللحظةغير قادرة للوصول إلى جمهورها بالشكل الصحيح .
وغالباً ما تكون قلة الإمكانيات المادية للمؤسسة هي الشماعة التي ترمي عليها مؤسساتنا فشلها الإعلامي، والحقيقة أن السبب الوحيد في هذا الفشل هو "الإستهانة بأهمية الإعلام وتهميش دوره بشكل عام".
إن من أهم أسباب فشل الإعلام المؤسسي هو تسخير الإعلام المؤسسي لخدمة الإدارات في المؤسسة، وهذا ما هو إلا نتيجة للجهل الإعلامي وعدم فهم أهمية الرسالة الإعلامية بل وكيفية إدارتها بصورة صحيحة تخدم المؤسسة وليس بالضرورة خدمة المسؤولين فيها .
ومن العوامل الأخرى التي تؤثر بجودة العمل الإعلامي في المؤسسات هو تكليف مهمة الإعلام لموظف ذو مهام متعددة أو وغير مؤهل بإعتبار إدارة إعلام المؤسسة هي مهمة ثانويةوغير أساسية ، أما في الكثير من مؤسساتنا يؤمنون أن مهمة الإعلام تنحصر في ضخ كمية كبيرة من أخبار المسؤولين وإغراق المواقع بصور القيادة العليا مما يؤدي إلى تراجع المستوى الإعلامي للمؤسسة وعدم ايمان الجمهور بما يشاهدون من استعراض غير مبرر للقيادات.
وفي نهاية المطاف فإن حاجة المنظومة الإعلامية إلى كادر إعلامي متفرغ لهذه المهمة أمر مهم جدا، كما من الضروري أيضا إمتلاك الخبرة والكفاءة بدءاً من إيمان الإدارة العليا للمؤسسة بأهمية الدور الإعلامي في نجاح تلك المؤسسة ومنحها الثقة الكاملة للعمل بشكل مهني بحت وتسخير كافة الإمكانات والطاقات البشرية والمادية لخدمة الأهداف المروه ومن الضروري معرفة المعايير الأساسية للعمل الإعلامي المميز مرورا بأساليب الكتابة الصحفية والأهم من هذا كله فالأهم هو امتلاك أخلاقيات العمل الإعلامي المهني .
فلننقذ ما تبقى من صور لمؤسساتنا قبل فوات الأوان.....لا للتهميش ولا للقيود...