"الُأمُّ والفقر" قصة للشاعر الخوالدة يكتب فيها توصيفا للفقر والحرمان
وهي في حوارات الملتقى، محطة عرض من خلالها لطبيعة الحياة المازومة بالحاجة، والمقتولة بالفقر
وتاليا القصة:
لقد خلا دهرٌ،وكنت فيه أسمع الناس يسبون الفقر والحرمان،وكنت لا أرى مسوِّغا لذلك... ولم أكن حينها غنيا، ولكنني كنت في مرحلةٍ يستوي فيها الغنى والفقرُ،فقوتي من أبٍ جعلت الحاجةُ من الحاجز الفاصل بين الليل والنهار سرابا لايراه،فهو يعمل ليلا ونهارا ضحىً وسحراً ومساءً... حتى يأوي إلى سلم الحاجات التي نتطلبها جميعا.. وما أكثرَ ما يكونُ احترامُ الأولويات عند البسطاءِ أدقَ وأروعَ منه عند الساسة والاقتصاديين..
وما أكثرَ ما ترى علامات الحيرةِ في وجه أبي المتجعد،إذ أنَّ تجاعيدَ وجههِ هي سنيُّ الحرمان التي لاقى طائعا راغبا،مقبلا غير مدبرٍ لاجلنا... ما أكثر ما ترى الحسرةََ،وتسمع التنهدَ ، لحاجةٍ يرغبُ في تلبيتها لنا ، غيرَ أنَ ّيده تَقْصُرُ عن ذلك، فيستودعَها زاوية َالحسراتِ في القلبِ الكبير ،ويتأكدُ من وصولها إلى تلك الزاويةِِ بخروجِ صوتٍ من ذات المكان.. من صميم القلب.
نعم لقد كانت الحالُ بالنسبةِ لي لا يعني شيئا على حالتيه:فقرا أو غنىً لان المسؤوليةَ على عاتق ذلك الذي ادخر من سني عمره لأعمارنا،ومن طاقة بدنه لأبداننا، ومن راحةِ نفسه لراحةِ أنفسنا،وراكمَ في نفسه أكواما من الحرمانِ، كسلمٍ ليبلغَ حاجةً يسيرةً من حاجاتناوتقفُ هناك،أو تضعُ يدها على خدها ، وتتقاسمُ الهمّ معه امرأةٌ كأنها خُلِقَتْ بهذا الهمّ ،أو تلك التجاعيدِ،كأنها لم تكن بالأمس فتاةً.. يتزينُ الكحلُ إن لامس مُوْقَ العين منها ،وتنعكسُ الشمسُ عن مرآةٍ مصقولةٍ رائعةٍ،هي وجهها،وتخجلُ الأزهارُ وتنحني إن مرّتْ بها لفرطِ جمالها،وشذى عبيرها،ولنضارتها ،وخضرةِ روحِها.. نعم،كانتْ الغزلانُ تتخذُ من صخرٍ عالٍ مكانا مطلاً على بريقِ عينيها ، وجمالها.. وكانت السماءُ تتمنى لو تُبْقِي شعرها،لتأخذَ منه لونَ الليلِ،أو نحرها مكشوفا لتنالَ جمالا وصفاءً منها... كان البدرُ يرجو لو ينالَ بريقَ عينيها الرائعِ
كانت الريحُ تلوذُ برواسي الجبالِ ،أملا في أن تغيّرَ في معالمها،بعد ما يئست من أن تنالَ من عزيمةِ تلك اللطيفةِ الرقيقةِ الرائعةِ ،التي لم تَضْعُفْ أبدا إلا بعدَ أنْ صارتْ أماً وعندما صارتْ أما أخذَ كلُّ بثأرهِ منها.. ولكن في وقتٍ لا يهمها فيه ما نيلَ منها، شريطةَ أن لا ينالَ الدهرُ من صغارها شيئا
عوضها الدهرُ عن جمالِ الوجه،تجاعيدَ، هي ذاتها تحبّ أن تراها، ما دامتْ في سعادةِ أبنائها.
إنّ العذابَ في المحبوبِ يعطي العذابَ فلسفةًً تجعلُ منهُ سعادةً وراحةً ، بل وفوقَ كلِ ذلك خطةً لمستقبل واعدٍ،وأملا عريضا، تكملُ فيه الأمُ ما انتُقِصَ منها –تكملُهُ-لأولادها، وهي غيرُ آبهةٍ بفرقِ موقعه،إذ هي في مرحلةٍ تُعْطي،ولا تنتظرُ شيئا،اللهمَّ إلا مزيدا من عطاءٍ،تنسى الأنانية كلها، وتعطي ولا تعرف المنةَ،وتعرفُ شيئا هو أساسُ الحياةِ السعيدةِ بالنسبةِ لها.. وهو الحب.. بلا منةٍ وبلا مقابلٍ وبلا حدود.
تضحي... وتضحي فوق التضحية السابقة؛ تضحي بالجمالِ وما يعنيه للفتاةِ،وبالعمرِ،وما يعنيه للمرأةِ، وبالمتعةِ وما تعنيه للانسان..
حملتْ أجنتَها أشهرا ثقالا،وهم يقاسمونها لقمةَ العيشِ ووضعتْهم كرها،وأرضعتهم ليقاسموها لقمةَ العيشِ،وتحيى لهم فيما بعد،ليتقاسموا هم لقمةَ العيشِ،وتنظرُ من بعيدٍ لترى هل شبعوا؟؟!!فإن شبعوا شاركتهم السعادةََ بشبعهم،وإلا فإنها ستزيدُ ثنيةً جديدةً في وجهها ،لتعكس ذلك الحزنَ،والألم،والحسرة في جوفِ الفؤاد،. تتقاسمُ مع صغارها راحتها ،ولا ترضى أن تقاسمهم راحتهم،فيما بعد حين يكبروا.. فهي أبدا وعلى الإطلاق،لا تطلبُ إلا سعادتهم. ويستوي في ذلك الأب والأم.. لقد سمعتُ أبا يقولُ لابنه_الذي يرافقه وهو يرقدُ على سرير المرضِ المقْعِدِ_يقول له وهو يستيقظُ فجأةً،ليرى أباه يزحفُ نحو كأسٍ من الماءِ،،،يزحفُ ويده ورجله قد شُلَتا إثرَ خثرةٍ دماغيةٍ،يزحفُ برفقٍ لئلا يوقظَ ابنه من النوم،.. ولكن ابنه يستيقظُ ليقول له الوالد الحنون:إيه ما أشقاني ،أيقظتك من لذيذ النوم،ألا ليتَ الماءَ يتحولُ إلى سُمٍ فأموتَ جزاءَ إزعاجي
إياك ،بإيقاظك من النوم.. وتظهرُ كلُ معالم الندم الإنساني على وجهه،فيردُ عليه ابنه الذي يتحينُ الفرصةَ،لمثل هذه الخدمةِ،ومثل هذا الموقف،ليردّ لأبيه قليلا مما أفاء عليه،ويجزيه بيسير الإحسان عن عظيم الفضل الذي تلقى منه فيقول:لا عليك يا أبي ،والله ما رافقتك إلا لمثل هذا، ولأقوم على خدمتك، وإلا فما جدوى وجودي عندك؟والله يا أبي لو كنتُ أنا المريضَ،وأنت ترافقني لمل نمتَ،ولكني نمتُ لأجدك تتسللُ لتتناول كأس الماء.. نعم،أنا لم أتركَ شهوتي في النوم لأجلك ،وكم تركتها أنتَ،وتركتَ غيرها من أجلي كم... كم... كم سريتَ بليلٍ لتعمل هنا ،أو هناك لتجلبَ لي الطعامَ،واللباسَ،وكلّ شيءٍ. ولم تمنّ عليّ مدى العمرِكم شقيتَ لأوجدَ وأسعدَ من بعد؟كم يا أبي.. كم؟
يا أبي ،ليتك ترضى،وتصفح عن تقصيري، وتسامحني، إنما مثلي ومثلك:كمثل العبد يصلي لله ركعتين شكرا على نِعَمٍ لا تُحْصَى وإن عُدّتْ، فهل ترى ذلك العبد قد جازى مولاه تعالى على ما أولاه من نِعَمٍ؟...
هل تعدل الطاعات على مدى العمر والدهر نعمة الإبصار؟ولله المثل الأعلى يا أبي _ولكنّ الهدايا على مقدار مهديها.. أنت هناك.. هناك حيثُ منتهى العلو،وأنا هنا.. هنا في الحضيض من العطاء.. كلما صعدتُ خطوةً من سلمي نحو أول خطوات إحسانك، تعثرتُ بتقصيري فعدتّ من جديد.. ولن أصل إلى عتبة إحسانك الأولى أبدا.
كل يوم اكتشف يا أبي أنني ما زلت دون مستوى تسمية ما أفعله إحسانا،أو جزاءً،أو معروف.. ما الذي أفعله حتى يُذْكَرَ تحت أي اسمٍ مهما ظنّ الناسُ أنه اسمٌ مجحفٌ.. يا لروعة الآباء حتى في قمة الضعف، يمنحوننا القوة،التي تدخلنا أعلى المراتب... الجنةَ...
يا لشقاوتنا كأبناء حتى في قمة قوتنا لا نزيد آباءنا إلا ضعفا وهما وحسرةً وحزنا...
يا لهول الفجوة بين قمةٍ سامقةٍ في القوةِ، وأخرى مبدؤها ومنتهاها الضعف , حتى تصير إلى ذات المرحلة السامقة , إلى مرحلة الأبوة , فتسمو فوق الاعتبارات العادية , لتصل إلى المبادئ الأبوية الرفيعة .
يا لقسوة الفقر... يا لفداحة الظلم الذي يُوجِِده الفقر , ويوجبه علينا !
ترى كل ما أسداه إليك أبواك , وتنظر كيف ترد شيئا يسيرا من ذلك , فيمسك الفقر يديك ويكبلك فتقف حائرا : ماذا أفعل لهؤلاء ؟
ما ذنب أمي وأبي أن تنقضي الأيام , وأنا أنتظر زوال الفقر حتى أقدم لهم دليلا –ولو كان ضعيفا – على اعترافي بجميلهم على أنني لم أنكر كل شيء , وأنني ذلك الذي قدموا له كل ذلك العطاء , وأنني الأرض التي زرعوا فيها كل أيام حياتهم لتتفتح عن ابن بار....
نعم ابن بار وليس فقيرا ,يعلم ما تحبه تلك العجوز – التي لولاه لما أصبحت عجوزا بكل معنى الكلمة من القسوة والتغيير – ثم لا يعلم سبيلا لتقديمه لها , فيلفه الحزن والألم وتكويه الحسرة :" أأنتظر طويلا حتى يأتي الغنى ؟" ويحتار في سبل الخلاص من الفقر, ثم يرى أعجب العجاب.. يرى أنّ أمه تضيف إلى همومها همه , وتسعى ليخلص إلى حال أحسن من الغنى والسعادة...
يراها يوم العيد ,فيمد يده إلى جيبه , فلا يجد شيئا ويمد نظره إلى الأرض ويتمنى لو تقوم بابتلاعه.. تلك التي أعطتني كل شيء لا أجد لها شيئا أعطيها.... تلك التي منحتني الأعظم , لا أملك أن أمنحها الأقل الأدنى... تلك التي بدموعها نسجت ثوب سعادتي, لا أملك أن أمنحها خيطا تستر به ذلك التغيير في كيانها وبدنها , وهو الذي نتج عن غزلها ثوب سعادتي ووجودي , حتى صارت على حالها من الضعف كل الضعف , إلا قوة الحب المتأصلة لديها . فلا تمهلني للتفكير يعذر أسوقه لها عن عدم قدرتي , فيتعدى الأمر كل ذلك , ويفوق التصور الأبنوي القاصر , فأجدها تقول : " الله يفرج عليك..
الله يرزقك.. لا ترهق نفسك بالتفكير بي أبدا.. والله ما أريد منك أي شيء , إلا أن يفرجها الله عليك , ولا أطلب لنفسي شيئا.. والله إنه ليضايقني أن تكلف نفسك عناء التفكير بي في مثل هذا اليوم.. يوم العيد.. إفرح واهنأ أنت ." وهكذا تسوق لي مبررات لتقصيري من جراء ذلك اللعين الذي يسميه الناس الفقر , وأسميه الموت في ثوب الحياة.
ولولا خشيتي من جريان الدمع من مقلتيها لقلت لها:إلى متى يا أمي سيبقى الفقر ويبقى معه التقصير؟والله يا أمي ما يؤلمني فقري وعوزي عن تحقيق أشيائي الخاصة مهما بلغت من الأهمية،ولا اطمح أو اطمع بالكثير في هذه الدنيا،لأنني أعرفها وأعرف حقيقتها.. وما تؤلمني حاجتي للغنى، إلا في أمرين:أولهما:أني لا املك أن أؤخر أجلك حتى أصبح غنيا ،قادرا على أداء واجبي نحوك،وأخشى أن يفجأني الموت بك،فيجعلني أسيرا لحزنين:حزن التقصير، وحزن فقدانك،فاندم ولات لا ينفع الندم،واتالم غداة لا يجدي الألم...
لكنها حكمة الله يا هبة الله حين أكرم الإنسانية بالأم، وكنت أكرم أم جادت على ضيق،وأعطت على حاجة،وكتمت حزنها وجاعت وأبدت للناس شبعها... وتحملت الكثير... الكثير،وتقلبت على جمار الصدّ ،والحرمان والعوز،ووهبت من ذاتها لفلذاتها كل لذاتها ومسراتها،وكتمت عنهم –حينما أضحوا كبارا-كل حسراتها.. وتناست حينما تفتحت أزهارهم كل آهاتها،
... آهٍ يا قلب الأم ما أعظمك..آهٍ يا قلب الأم المحرومة الفقيرة ما أروعك!!!تجعل من الحنان والعطف،عوضا عن المال والمتع...آهٍ يا ربّ ما أحكمك واعدلك.
أما ثانيهما يا أغلى أمّ وأكثر مدركة للأبوة فهو:أنني عاجز عن تأخير الطفولة التي تحياها ابنتي وأخشى أن تنصرم طفولتها دون أن تلقى بعضا من متطلبات الطفولة،فيحرقني الم حرمانها منها، وتأثرها بذلك فيما بعدُ..
فهل الأم بعد ذلك على ما يكتنفني من حزن وهم؟؟وهل يجد احد في الوجود حلا لهذين الأمرين؟هل يملك احد أن يمد عمرك بسنوات حتى أغدو غنيا،؟أيملك احد أن يؤجل طفولة ابنتي؟؟!!!!
إني لأعلم أنَّ صبري على الفقر واحتسابي له عند الله، من أسمى عباداتي له،ومن أرجى مكفرات ذنوبي عنده جل شأنه ،ولذلك فقد نذرت ذلك كله شكرا لله على النعمتين العظيمتين:أنتِ يا أمي وأنت أعظم النعم،وصغيرتي..
وقد يقول قائل:"أفلا تحسب حسبانا لنفسك،وعدم تمتعك بحياتك جراء الفقر أنت وزوجك؟فأقول:ومن ذا الذي لا يهمه حظ نفسه من الدنيا،إلا الأنبياء؟ وذلك بما منحهم الله من عزيمةٍ،فقط،ولكن الأمل عندي في نفسي وزوجي عريض،وهو في الوالدة قصير مخافة موتها،وفي الطفولة قصير مخافة انقضائها"..
ألا تبا لك أيها الفقر ، تحرمني من الإحسان في مجمله، ثمّ تحرمني إياه في أعظمه:وفاءً لامي؟!!!
أما إنك أيها الفقر لو رضيتَ بأنصاف الحلول لرضيت بأن تحرمني كل شيء إلا أن أفي بحقّ أمي ولو قليلا،نعم إن شئتَ فاحرمني من منح ابنتي حقوق الطفولة،ولكن لقاء أن أمنح تلك النجمة الساطعة في ظلماء عمري بعض الانعكاس من قبس نورها،أن أمنح تلك الواحة الغناء في صحراء حياتي القاحلة تلك الراحة بتحسن حالي وأوضاعي،لترقد في قبرها وهي لا تسكب دمع العين خوفا من ظلمك لي وتبديدك لعمري..حتى ذلك الشعور تبخل عليّ به..يا أيها الفقر لو كنتَ رجلا لما قتلتك قبل أن أقطع أوصالك،فأقتلك ألف قتلةٍ..ثمّ عهدا لله بأنني سأمثل في جثتك وبأروع وأبدع الأساليب والافانين.
يا أيها الفقر امنحني أياما قليلة لامي ،أكون حرا فيها منك ومن أثرك وتأثيرك،وخذ بعدها ما شئتَ من عمري الرديء،أو الأحسن"..الله أعلم".
يا أيها الفقر ألا ترى انك تسلبني راحتي وحياتي وشبابي وقلبي وملذاتي وطموحاتي..وحتى قدراتي تسلبها جميعها...ألا ترى كل ذلك؟ألا يكفيك؟لماذا تفجعني في غاليتي...في أمي؟يا ويحك..بمن تحت أقدامها الجنة تفجعني؟آهٍ لو كان لك أمٌّ،لأريتك معنى ما تفعل بي.
أنا لا أسألك شيئا كثيرا،أريد فقط أن لا أندم بعد ضياع الفرصة،فأغرب عن وجهي قليلا..أفلا تنشغل بغيري ؟؟ولكن إياك أن تنشغل بمن لم يفقد أمه وأباه بعدُ،إن كان لا بدّ من مقامك:إما عندي وإما عند مثلي،فأرجو أن تبقى عندي لئلا يُبْتلى أحد غيري بمثلك وبمثل ما ابتليت به، ابقَ عندي لان لدي أمُّا عظيمةً تغفر وتصفح ولا تطلب لنفسها شيئا..
يا أيها الفقر لو شاء الله لأزالك،وقصم ظهرك،وقطع دابرك ولكنها حكمته ،ولذلك فلا تفرح بحرماني وبثقلك عليّ،وأني سأحرم من خير كثير...لا وألف لا، لان الله يعلم حالي، وسيغفر لي ذلك التقصير،وربما كان انكساري له ثم لوالدتي لضيق ذات اليد ،خيرا في الأجر عنده من غناي وجزيل العطاء لها!!!!!!!!!!!!!!..
واعلم يا فقر أن انكسار القلب للذنب خير من الفخر بالطاعة..
إن الله حين أوجدَ الحبّ أراد سبحانه أن يكون له كيان واحد،يمثله كله،يورده ويصدره ويحمله ويمنحه، فكان ذلك الكيان هو الام.
وعندما خلق الجمال أراد له كيانا يمثله فكانت المرأة..
وعندما أوجد القسوة والجفاء، والشقاء والحرمان،والقطيعة،أراد لها كيانا واحدا يجمعها في بوتقة ويمثلها فكلن الفقر.. وكان له من اسمه النصيب الأعظم:فكانت الألف أذىً،واللام لوما،والفاء فاقةً،والقاف قطيعة،وقهرا،وقلقا،وقسوةً،وقعودا عن الإحسان،والراء رفضا من قبل الناس،فاجتمعت عظائم معاني الحروف لتصوغ عظائم المأساة في معنى واحد.