من لا يشكر الناس ربما لا يشكر الله ومن واجبي كمواطن قابع في داري منذ اربعة ايام اراقب المشهد عن بعد فأرى فيما يرى الفائق ان الدولة قد انحازت لمواطنيها الضلع الثالث من ثالوث الدولة وارى فيما يرى الحالم ان دولة مصنفة من اكثر الدول فقرا قد انتفضت لرعاية مواطنيها في حين ارى ان دول العالم الاكثر غناء والاكثر تقدما قد تراجعت ووقفت او كادت ان تكون متفرجة على فايروس يفتك بناسها فتكا وهي لم تزل تراوح بين ضعف وضعف كيف تدير ازمتها .
منذ اندلاع الازمة شاب رئيس الحكومة او كاد وتحت اجفانه بدا التغضن واضحا حتى حديثه بدا اقرب للرجاء والامل من صدمة الواقع ...ولم يزل وزير صحتنا هذا الجنرال الذي كاد ان يهرم في عشرة ايام بدا متعبا لكنه يقاوم كاي جنرال يقود حربا طاحنة يتفقد جنده الذين اصبحوا تماما مثل كائنات قدمت من الفضاء ...وبدا العضايلة امجد الفتى الكركي المؤابي ينسج خيوط الامل الممتدة بين الرجاء والخشية والخوف من القادم المجهول ....ثمة في وطني لم يزل رجال اقسموا ان تظل اصابعهم على الزناد توجسا وانتظارا وحلما بغد افضل ... وفي الميدان كانت الوجوه التي لوحتها الشمس والايدي المتعرقة الممدودة للناس بخطاب ابوي لن تجد في الارض نظيره ...تلوح على اكتافهم نجوم وتيجان وشعار متألق ببريقه تحت الشمس .
وحين بدا الملك يوم امس كانت اللهفة في عينيه والخوف والحنو ...كان يقلب عينيه وحزن شفيف يلف الوجه الذي تغضن والرأس الذي اشتعل شيبا وكان يقود جنده يوجههم يناور مثل نمر يداري عن رضيعه وحوشا ضارية...
هذا هو موطني يا سادة به نشد الظهر... وبنا يشد ظهره ...يحيطنا حبا ونضمه حبا وعشقا .
بقلم د. عبدالمهدي القطامين