نداء من أهالي الديسة وقرى حوضها إلى الوزير محافظة

{title}
راصد الإخباري -


 

معالي الوزير، وأبناء الوطن جميعًا،
نكتب اليوم لا لنرثي حالنا، بل لنكشف واقعًا مريرًا يعيشه أبناؤنا في مدارس الديسة وقرى حوضها، واقعًا لا يليق بوطن رفع راية أن التعليم حق مقدس لكل طفل.

 القصة تبدأ هنا:
٥٦ طفلًا في روضة مدرسة الديسة الأساسية للبنات، حُرموا من مقاعدهم الدراسية لثلاثة أيام متتالية، ليس بسبب عجز أو كارثة طبيعية، بل لأن الأهالي اعترضوا على قرار جائر بتقليص الشعب من (٤) إلى (٢). اعتراض مشروع، صرخة حق، لكن الرد كان عقوبة قاسية: إغلاق الباب في وجه أطفال بعمر الزهور، وحرمانهم من أبسط حقوقهم.

 ولم يقف الأمر عند ذلك:
صدر تعميم من مديرية تربية العقبة، يمنع استقبال مؤسسات المجتمع المدني أو الأشخاص داخل مدارس حوض الديسة. أي منطق هذا؟ كيف تُغلق أبواب المدرسة في وجه المجتمع الذي كان عبر السنين سندًا للمعلم والطالب معًا؟ المدرسة ليست جدارًا معزولًا، المدرسة قلب المجتمع، وإذا مات القلب مات الجسد كله.

 أما مدارس الأطراف – في الديسة وقرى حوضها – فهي تعاني من تهميش مستمر:

نقص في المتابعة والتفقد.

غياب الزيارات الميدانية الجادة من مدير التربية.

تجاهل لصوت الأهالي الذين طرقوا الأبواب مرارًا دون جدوى.


فأصبح السؤال على كل لسان: لماذا تُعامل الأطراف وكأنها خارج خريطة الوطن؟ أليس أبناء الديسة وقرى الحوض جزءًا من هذا الأردن؟ أليس من حقهم أن يُعاملوا بالعدل ذاته الذي يناله أي طالب في العاصمة أو المدن الكبرى؟

 إننا، أهالي الديسة وقرى الحوض، نعلنها صريحة واضحة:

التعليم حق مقدس، لا يُعطل بسبب خلاف إداري أو اعتراض أهالي.

أطفالنا ليسوا ورقة ضغط بيد أحد، ولن نسمح بتحويلهم إلى رهائن.

المجتمع المدني شريك أصيل في العملية التربوية، وإقصاؤه قرار معيب وظالم.

مدارسنا تستحق العناية، والزيارات الميدانية الفورية، لا تقارير مكتبية باردة.


 وعليه نطالب معالي الوزير:
* التدخل العاجل لإعادة انتظام طلاب الروضة فورًا وضمان عدم تكرار تعطيلهم.
* إلغاء التعميم الذي أغلق المدارس أمام المجتمع المدني والأهالي.
* توجيه مديرية التربية للقيام بزيارات جادة وميدانية إلى مدارس الديسة وقرى الحوض، والاستماع مباشرة للأهالي.
* محاسبة كل من قصّر أو اعتبر أن أبناء الأطراف مواطنون من درجة ثانية.

 هذه ليست مجرد شكوى، بل بيان كرامة، وصوت أمل وغضب معًا.
إذا كانت التربية رسالة وطنية، فإن امتحانها الحقيقي يبدأ من هنا: من أطفال الديسة وقرى حوضها، من الأطراف التي تنتظر عدالة الدولة ورعايتها.

أطفالنا خط أحمر،
والتعليم حق لا يُنتزع،
والشراكة المجتمعية لا تُقصى.

 أهالي الديسة وقرى حوضها