تملكني انحياز، يعود لخبرات طويلة للتمييز بين مسؤول ارتهن وقته للبيرقراطية في ألاداء، وآخر خرج على قواعد التسويف،
ولعلني استند في ذلك على قاعدة قوية من العمل العام والخبرات المتراكمة.
من بين كل المسؤولين وأصحاب المعالي الذين عملت بمعيتهم، أولئك الذين اتصف عملهم بالمتابعة والإنجاز
ورغم مضي عام واحد على اضطلاعها بمسؤولية قيادة التنمية السياحية، فقد وضعت الوزيرة مجد شويكة بصمتها الجليّة الناجعة على مفاصل أساسية في اداء القطاع السياحي
وحين لم يتجاوز مجموع الأردنيين الذين استفادوا من برامج السياحة الداخلية في الاعوام التي شهدت انطلاقتها بضعة آلاف، فقد ناهز العدد الثمانين ألف مواطن ونحو خمسين وجهة سياحية في موسم برنامج "أردننا جنة" الاول خلال أربعة اشهر فقط، بينما تجري استعدادات لمضاعفة هذه الأعداد واستهداف الأشقاء من الزوار العرب في محيط البرنامج، بعد أن استصدرت الوزيرة موافقة من مجلس الوزراء على تقديم حوافز داعمة .
علاوة على ذلك، فقد بدى واضحا، انها تضع يدها على اوجاع القطاع في النقل السياحي وفي تعزيز التشاركية مع جمعيات المهن وفي قيادة العمل السياحي، بل عمدت بجرأة لاقتحام أكثر الملفات صعوبة ووضعتها على طاولة الحوار ذات النهج التشاركي.
أكتب عن الوزيرة شويكه في الوقت الذي لمست فيه اشراقات في أداء القطاع. اذ بلغ الدخل السياحي قرابة خمسة مليارات وثمانمئة مليون دولار عام 2019 بارتفاع وصل إلى 10,2%، وزاد عدد الزوار ليصل إلى نحو خمسة ملاين ونصف. لم تكن لهذه الأرقام ان تكون واقعا ملموسا، دون الإدارة الذكية لفريق العمل الذي رأسته. في نقلات نوعية أسس لجهد وطني استثنائي.
اليوم ، وفي خضم مسؤولياتها كوزيرة للسياحة، فقد وجدت وقتا لمتابعة حثيثة للمواقع السياحية والأثرية على اتساع نطاقها، وكان في طليعة اهتمامها إبقاء هذه المواقع مهيأة لاستقبال السياح والزوار
وترجمت ذلك باستحداث لجنة متابعة لهذه المواقع من كوادر مكتبها، مهمتها زيارات دورية للمواقع وتقديم تقرير اسبوعي عن مستوى الخدمات السياحية فيها وتصويب الملاحظات على الفور
ووجدت الوزيرة وقتا للناس في المكتب وفي الميدان، لزيارة المواقع وتلمس الخدمات السياحية فيها، ووقتا للجلوس مع نساء ذات ريادة في العمل التطوعي السياحي، وفتيات يعملن في تحضير وجبات الطعام التراثية في الشمال والوسط والجنوب وفي البادية والأغوار. تلهم الجميع للوقوف في طليعة المنتج السياحي الأردني، ذاك الذي يتفرّد بتقاليد ضيافة عريقة. في جهد فلرق عادل لا يتاح لكثير من المسؤولين
غير أن انموذج وزيرة السياحة يتكئ على حكمة في إدارة الوقت والجهد.
يوازن بين عراقة المنتج الوطني وبين القواعد الحديثة في التسويق والترويج.