"كلمتك وقفة يا دكتور"... حين يتحدث رئيس المجلس بلغة الدستور وهيبة المنصة
بقلم: سمير الشخانبة – رئيس تحرير موقع راصد الإخباري
في الحياة البرلمانية، حيث تتقاطع الأصوات وتتصادم الآراء، تبقى الكلمة هي رأس مال النائب، والموقف هو معيار الوزن السياسي. وفي لحظة برلمانية مشحونة، أطلق رئيس مجلس النواب عبارة مقتضبة لكنها محمّلة بالمعنى: "كلمتك وقفة يا دكتور".
تلك العبارة لم تكن زلّة لسان، بل وقفة دستورية، ورسالة سياسية وإدارية في آنٍ معًا، وُجّهت إلى أحد النواب بعد أن تجاوز في خطابه حدود اللياقة تحت القبة، ووجه كلامًا اعتُبر مهينًا لرئيس المجلس.
الرد جاء بهدوء، دون انفعال، لكنه حمل في طياته كل الحزم اللازم لضبط إيقاع الجلسة. الرئيس، الذي يجلس على منصة تمثل ضمير المجلس، اختار أن يرد بكلمات قليلة، لكنها صلبة المعنى، تعيد ضبط البوصلة وتذكّر الجميع أن الكلمة في المجلس ليست مجرد رأي، بل مسؤولية.
إن عبارة "كلمتك وقفة" تصلح أن تُدرَّس في أدبيات العمل النيابي؛ فهي تختصر مفهومًا كاملاً: أن الحرية تحت القبة لا تعني الانفلات، وأن حق النائب في التعبير لا يلغي واجبه في احترام النظام الداخلي، وزملائه، وهيبة الموقع.
مثل هذه المواقف تفتح الباب أمام مراجعة حقيقية لأداء بعض النواب، وتؤكد أن المجلس لا يدار بالصوت العالي أو بالمزايدات، بل بالحكمة، والانضباط، والرجوع إلى نصوص الدستور، واحترام موقع الرئاسة.
نعم، قد نختلف، وقد ترتفع الأصوات، ولكن تحت قبة البرلمان، لا بد أن تبقى الكلمة مسؤولة، والمواقف موزونة، والخطاب نزيهًا. وهذا ما أكده رئيس المجلس بلغة مختصرة، حين قال: "كلمتك وقفة يا دكتور."