عَمّان – في إطار متابعة المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، عقدت جمعية الشؤون الدولية يوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير 2025 حواراً بعنوان "المستجدات على القضية الفلسطينية وموضوع التهجير"، بمشاركة معالي السيد ناصر جودة، وزير الخارجية الأردني الأسبق، وحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الفلسطيني.
و أكد جودة خلال الحوار أن الموقف الأردني ثابت وواضح في رفض أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، سواء في المحافل الدولية أو خلف الأبواب المغلقة. وأشار إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني أدار الحوار مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بحكمة، مركزاً على ضرورة تحقيق سلام عادل يستند إلى حل الدولتين، ورفض أي إجراءات تُرسخ الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت جودة إلى أن الملك استغل لقاءه بترامب – كأول زعيم عربي يلتقيه بعد توليه الرئاسة – لإعادة تركيز النقاش على القضية الفلسطينية كأولوية إقليمية، مؤكداً أن الأردن لن يتحرك منفرداً في هذا الملف، بل سيعتمد على موقف عربي مشترك، خاصة من مصر التي تعمل على صياغة رؤية موحدة تجاه المخططات الأمريكية المطروحة.
و كشف جودة عن مخاطر المقترحات الأمريكية التي تروج لتهجير سكان غزة، واصفاً إياها بـ"السيناريو السطحي والمدمر"، مؤكداً أنها تهدف إلى اختبار ردود الفعل العربية والفلسطينية. وطرح ثلاثة سيناريوهات محتملة لأجندة ترامب:
1. **اختبار ردود الفعل**: إذ قد تكون فكرة التهجير "بالون اختبار" لقياس مدى مقاومة الفلسطينيين والدول العربية، تمهيداً لتوسيع التطبيع أو فرض حلول مجحفة.
2. **مناورة تكتيكية**: استخدام التهجير كورقة ضغط لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، أو إجبار دول عربية كالسعودية على التنازل عن شرط الدولة الفلسطينية مقابل إعادة إعمار غزة.
3. **دعم نتنياهو**: تقديم الفكرة كـ"منحة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي لتعزيز استقرار حكومته، وتسويق اتفاقات وقف إطلاق النار كإنجاز أمريكي.
و تطرق جودة إلى القمة العربية الخماسية المزمع عقدها في الرياض، متوقعاً أن تُطلق موقفاً عربياً رافضاً للتهجير، ومؤكداً على ثوابت القضية الفلسطينية، مثل حق الشعب في تقرير المصير والبقاء على أرضه. وأوضح أن القمة قد تقدم خططاً لإعادة إعمار غزة، مع ربطها بضمانات سياسية تمنع استغلال الإعمار لتحقيق أهداف إسرائيلية.
و اختتم جودة الحوار بتأكيد ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن ذلك يشكل "حصانة" للقضية ويُفقد الاحتلال الإسرائيلي قدرته على التوسع. ودعا الدول العربية – خاصة مصر والأردن والسعودية – إلى تبني مواقف قوية تعتمد على ورقة المصالح المشتركة، مؤكداً أن الغرب لا يحترم إلا الأقوياء.
وقد جاء هذا الحوار في ظل تصاعد الحديث عن مخططات إسرائيلية مدعومة أمريكياً لتهجير فلسطينيي غزة، وتنامي المخاوف العربية من تأثيراتها على أمن المنطقة، لا سيما على الأردن ومصر اللذين يعدان خط الدفاع الأول عن الحقوق الفلسطينية.