في قلب الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، يبرز الجسر الجوي الأردني كرمزٍ للأمل والتضامن. يومياً، تُقلع 16 طائرة عمودية من الأراضي الأردنية، محملةً بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث تعاني الأسر من ويلات الحصار والدمار. إن هذا الجسر الجوي ليس مجرد عملية لوجستية، بل هو تجسيد للإنسانية التي تتجاوز الحدود.
عندما رأيت النشمية، الطيارة الأردنية، تقود إحدى الطائرات، شعرت بفخرٍ عميق. كانت تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة، ولكنها كانت أيضاً رمزاً للقوة والعزيمة. في تلك اللحظة، أدركت أن جيشنا ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو درعٌ يحمي الإنسانية ويعزز من قيم الكرامة والعزة.
الملك، الذي يقود هذه الجهود، يُظهر للعالم أن الأردن ليس فقط بلداً صغيراً في منطقة مضطربة، بل هو قلبٌ نابضٌ بالإنسانية. لقد اتخذت القيادة الأردنية موقفاً شجاعاً، حيث أظهرت التزامها الثابت بمساعدة الأشقاء في غزة، رغم التحديات التي تواجهها. إن هذا الموقف يعكس قيم النخوة والشجاعة التي يتمتع بها الشعب الأردني.
تتوالى الطائرات في رحلاتها، محملةً بالمواد الغذائية، الأدوية، والاحتياجات الأساسية. كل رحلة تحمل معها رسالة أمل، وتؤكد على أن الإنسانية لا تزال حية، وأن التضامن بين الشعوب يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً. إن تلك الطائرات لا تنقل المساعدات فحسب، بل تنقل أيضاً رسالة مفادها أن الأمل لا يموت، وأن هناك من يهتم ويعمل على تخفيف المعاناة.
في كل مرة تُقلع فيها طائرة، تتجدد الآمال في قلوب الناس. إنهم يعلمون أن هناك من يقف إلى جانبهم، وأنهم ليسوا وحدهم في هذه المحنة. إن هذا الجسر الجوي الأردني هو أكثر من مجرد ممر للمساعدات، إنه جسرٌ يربط بين القلوب، ويعزز من الروابط الإنسانية التي لا يمكن كسرها.
في النهاية، يبقى الأردن، بقيادة الملك، مثالاً يُحتذى به في التضامن والمساعدة الإنسانية. إن جيشنا، الذي يقف في الصفوف الأمامية، هو فخرٌ لنا جميعاً، وهو رمزٌ للكرامة والعزة التي نعتز بها.