شارك الأستاذ الدكتور همام غصيب، ممثّلًا لمجمع اللغة العربية الأردني، يوم الأربعاء الموافق للعشرين من شهر تشرين الثاني لعام 2024م، عن بعد، عبر برنامج (مايكروسوفت تيمز) في الحفل الافتتاحي للمؤتمر الدوليّ الثالث للغة العربية، المنعقد في جامعة الوصل بدبي، في المدة من (20-21) الشهر الجاري، بنظام المؤتمرات الهجينة.
وحملت مشاركة الدكتور غصيب عنوان "المعجميّة العربية وجهود مجمع اللغة العربية الأردني"، التي استهلّها بنقل تحية المودة والتقدير من أسرة المجمع ورئيسه الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، معبّرًا عن مدى إعجابه بحسن اختيار الجامعة لموضوع المؤتمر، وتركيزها على الدراسات البيْنيّة في سياق المعجمية العربية.
وفي كلمته التي ألقاها الدكتور همام بحضور راعي الحفل رئيس مجلس أمناء أعضاء جامعة الوصل، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والأساتذة أعضاء المؤتمر، أوضح أهمية المعجم قائلًا: المعجم المتقن بكل ما يعنيه وضعه من طول نفَس وقوة إرادة وحكمة إدارة، لهْو من المؤشرات المهمة على النضج الحضاري للأمة، وعلى الاهتمام بثقافة الإتقان، فاللغة، وتحديدًا اللغة الأم، ليست نحوًا وصرفًا وبلاغةً، وإنما هي، من قبل ومن بعد، أداتنا الرئيسية للتفاعل مع الكون بأسره.
وعن بدايات تأسيس مجمع اللغة العربية الأردني بيّن الدكتور غصيب أنه قبل ثمان وأربعين سنة كان للمجمع بصمة بارزة وعناية خاصة بإيجاد المقابلات العربية المناسبة للمصطلحات، وخصوصًا مصطلحات العلوم الأساسية التطبيقية، متّبعًا في ذلك المنهجية المعروفة المستندة إلى الاشتقاق، والمجاز والنحت والترجمة والتعريب.
وأضاف: "بدأ المجمع بلجنة مصطلحات واحدة، تفرّعت فيما بعد إلى ثلاث لجان. أمّا الآن فتوجد لجنتان: الأولى في العلوم الأساسية والتطبيقيّة، والثانية في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة. وهكذا، بعد سنوات طوال من جهد جماعي هائل، تضمّن خبرات ومهارات متعددة التخصصات تجمّع لدى المجمع كمّ ضخم من المصطلحات الإنجليزية ومقابلاتها العربية في ذخيرة محوسبة الآن؛ ويمكن معاينتها في موقع المجمع، إلا أن "مكنزنا" هذا بحاجة إلى غربلة ومراجعة.
ولفت الدكتور غصيب إلى أن المجمع واعٍ لعملية المراجعة؛ لذا ألّف لجنةً خاصةً لاستدراك الأمر، حيث تم الرجوع إلى أبرز المعاجم، والتركيز على الصيغ الإلكترونية المتوافرة على الشابكة، وزيادة التفاعل مع سائر المجامع العربية، ومع مكتب تنسيق التعريب بالرباط الذي يصدر المعجم التقني، بالاشتراك مع الوزارة الاتحاديّة للتعاون الاقتصاديّ والتنمية في جمهوريّة ألمانيا الاتحاديّة.
وحول تجربة تعريب التعليم الجامعي التي أطلقها المجمع منذ سنيّه الأولى على أمد عشرين عامًا تقريبًا، قال: "أصدر المجمع اثنين وعشرين مجلّدًا مترجمًا من الإنجليزيّة إلى العربيّة... وحازت هذه الإصدرات على جائزة الملك فيصل العالميّة للمؤسسات في اللغة والأدب لعام 2017م، ورافق الحملة مشروع لتعريب الرموز العلميّة، ضُمّ لاحقًا إلى مشروع مماثل لمجمع القاهرة، وكانت المحصّلة مشروعًا موحّدًا للرموز العلمية العربيّة.
وفي نهاية كلمته عرّج على تجربة وضع "معجم ألفاظ الحياة العامة في الأردن"، الذي نشره المجمع عام 2006م. وتجربة إطلاق مشروعين معجميين كبيرين، هما: "المعجم المدرسي الحديث"، و"معجم المصطلحات الديوانيّة"، واختتم حديثه بتكرار التهنئة لإدارة الجامعة والقائمين على الحفل لجهودهم المباركة التي يأمل أن تعزّز مستقبلًا بالتعاون والعمل العربي المشترك في المجال المعجمي.