آخر الأخبار

الإبل ومكانتها التاريخية

راصد الإخباري :  

 
 إن الإبل لها مكانة خاصة في نفوس مربيها و أهل البادية على وجه الخصوص منذ القدم ؛ و قد ذكرها الله تعالى في محكم آياته في سورة الغاشية ، بقوله تعالى { أفلا يَنظُرون إلى الإبلِ كيّفَ خُلقت }(١٧) ، و هي آية من آيات الله التي تستدعي التفكر في خلقها وعظيم شأنها و هي ملازمة لابناء البادية في حياتهم و متوارثة جيل إثر جيل و لها جوانب متعددة الاغراض ، نتحدث عن أحد جوانبها وهو الجانب الترفيهي المتعارف عليه منذ القدم و هي (سباقات الهجن) و التي تعتبر عادات وتقاليد أصيلة منذ العصور القديمة الى وقتنا الحاضر و هي محط المتعة والاستجمام لمالكيها والمشاهدين ومحبي رياضة الهجن و مصدر فخر لمالكيها عندما تكون في المراكز المتقدمة في السباق و يُروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت له ناقة دائماً تحصل على المركز الأول في جميع السباقات فَجَاءَ أعْرَابيٌّ عَلَى قَعودٍ لَهُ، فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى عَرَفَهُ، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام : "حَقٌّ عَلَى اللهِ أنْ لاَ يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَهُ"رواه البخاري. 

إن سباق الهجن موجود ومتوارث عند ابناء البادية منذ القدم وقد كان مقتصر على الافراح والاعياد والمناسبات بحيث يكون استعراض للهجانة في هذه المناسبات في وضع بهيج و الغناء عليها وقد يحدد ‏ مكان السباق بدايته ونهايته ، وفي النهاية تكون جوائز عينيه للأبل الفائزة الخاصلة على المراكز الأولى من قبل محكمين تم اختيارهم لهذه الغاية وقد تكون ميادين خاصة للسباقات متعارف عليها ‏وتقام عليها سباقات محددة في أوقات معينة وكل ذلك اجتهادات شخصية وعادات متوارثه . 

لقد تم الاهتمام بهذه الرياضة على مستوى دول العالم وخاصة دول الخليج المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت و عُمان وقطر ودول إفريقية كدولة مصر ودول أخرى ‏لها اهتماماتها في هذه السباقات، و تعد المملكة الأردنية الهاشمية و بالتوجيهات الملكية السامية و المتابعة الحثيثة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله ‏تحظى الهجن الأردنية بأهتمام بالغ و أن البادية الأردنية و الذين يهتمون بتربية الإبل والعناية بها تشكل أكبر شريحة في المجتمع الأردني على امتداد الوطن من الرويشد شمالا و لغاية العقبة جنوبا . 
‏ فكان لابد الاهتمام بهذه الرياضة وتطويرها و باعتبار الأردن من ضمن الدول التي تهتم بذلك حيث تم إنشاء مضمار الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله في منطقة الديسة وادي رم بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة وحسب المواصفات العالمية للمضامير و ميادين السباق الدولية  للهجن حيث يقام عليه سباقات متعددة اثناء العام ومن ضمنها سباق الإمارات والمدعوم من قبلهم مشكورين وكذلك مهرجان الأردن المدعوم من الديوان الملكي الهاشمي العامر ( مستشاريه العشائر )و كذلك سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وجهات أخرى‏،  ‏وهذه السباقات تقام بشكل سنوي و تحت رعاية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله حفظه الله ورعاه و توزيع الجوائز على المستحقين كما وأن الأردن له حضور دائم في المشاركات الخارجية في دول الخليج مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وكذلك مصر و له عضوا في الاتحاد العربي لرياضة الهجن ، كَون الأردن تمتلك من الهجن الأصائل وتكون من ضمن الاوائل و تحصل على مراكز متقدمة في السباقات الدولية .
‏إن لجنة رياضة الهجن الأردنية ممثلة برئيسها السيد علي المسامرة وكافة الأعضاء لا تألو  جهدا في تطوير وتحديث هذه الرياضة الممتعه بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية و الجهات ذات الاختصاص والتي لا تقل أهميتها عن الاتحادات الرياضية الأخرى، بحيث تعمل على توزيع الميادين على مناطق البادية الشمال ‏والوسط والجنوب والعمل على تهيئة الميادين القائمة حاليا والتي يقام عليها سباقات ولكنها بحاجة إلى تطوير مثل الميادين في منطقة الحميمة ورحمة وقريقرة والجفر وكذلك الميادين الموجودة في الوسط والشمال و محاولة توفير الدعم المادي والمعنوي كي تتطور هذه الرياضة ‏وتواكب التحديث المستمر كما وأن لجنة رياضة الهجن تعمل جاهدة على التنسيق المستمر مع الدول التي تقام فيها سباقات دولية و المشاركة في تلك السباقات بحيث تكون الأردن في مصاف الدول المتقدمة في رياضة الهجن على مستوى العالم . 

نائب رئيس لجنة رياضة الهجن الأردنية 
عبدالله عوض الزلابيه