آخر الأخبار

الكفاءات الشبابية وعقم المناصب القيادية

راصد الإخباري :  


أيوب ابوغريقانة 

قال الكاتب والفيلسوف  المصري مصطفى محمود "إن لم يشترك الشباب في صنع الحياة فهنالك آخرون سوف يجبرونهم علي الحياة التي يصنعونها". 

يتميز الأردن بأنه دولة فتية، و ما نسبته 63٪   من سكانه هم ضمن  فئة الشباب، وقد أولت القيادة الهاشمية الحكيمة جل الإهتمام لفئة الشباب، وأنشات عدداً من المؤسسات الشبابية التي تعنى ببناء وتمكين الشباب وصناعة القيادات الشبابية،  التي يعول عليها في بناء مستقبل الأردن. 

ولذلك أصبحنا نرى في مجتمعنا الأردني عقول شبابية نيرة تحمل الفكر الريادي والوعي الوطني اللازم على كافة الأصعدة والقطاعات لبناء الأردن وتحقيق الإزدهار والرخاء، كما تسعى لتذليل كافة الصعاب التي تواجه مسيرة الإصلاح والإنجاز، وهناك نماذج عديدة من الشباب الأردني الريادي الذي أبدع على مستوى العالم. 

ومما لاشك فيه، أن الشباب الأردني يمتلك القدرات والإمكانيات التي تؤهله لقيادة المرحلة القادمة في مسيرة البناء التي تقودها القيادة الهاشمية، ولكن للأسف يقف هذا الطموح والشغف  أمام العقم الفكري لبعض الإدارات،  بأن الشباب هو آداة يمكن الإستفادة منها في الشعارات أمام المنظمات للحصول المنح والمساعدات التي يتم تحصيلها بأسم الشباب لا بقدراتهم التي يمكن توظيفها والإستفادة منها، مما ساهم في حالة من الإحباط لدى الشباب. 

وللأسف أصبحنا نواجه الشباب بالتعليمات والأنظمة الإدارية العقيمة،  وأكبر مثال ديوان الخدمة المدنية الذي يحد من تطورهم وزيادة طاقاتهم الشبابية وفرصهم المستحقة بالمشاركة في منظومة البناء في الدولة الأردنية وخاصة في المناصب القيادية والإدراية،  التي تحتاج إلى إزالة مطلقة لبعض القيادات التي عتى عليها الزمن ولم تقدم أي إضافة في مواقعها. 

في تصريحات دولة رئيس الوزراء  الدكتور بشر الخصاونة  قال أتمنى أن أرى في حكومتي  وزراء شباب، وأعتقد بأنه لا يمنع ذلك  شيء الإ إرادة التغيير الحقيقة والإيمان المطلق بقدرات الشباب بأن يكونوا ضمن الفرق الوزارية، دولة الرئيس  قبل أن يكونوا وزراء نتمنى أن نراهم  في المواقع القيادية الأقل مثل المدراء والأمناء العامين،  الذي يقف ديوان الخدمة المدنية أمامهم عائقا بسبب  أعمارهم ودرجاتهم الوظيفية التي  وضعت في نظام عقيم يختار القيادات بناءً على سنوات خدمة قد تخلو من الكفاءات والقدرات اللازمة لشغل هذه المناصب، وتحرم من هو أحق وقادر على إحداث التغيير وقيادة هذا المنصب بكل كفاءة وإقتدار. 
إن تعديل وتغيير مسمى ديوان الخدمة المدنية إلى هيئة الخدمة المدنية إن لم يصاحبه تعديل وتغيير المواد  أوالتعليمات القانونية، سيبقى تغيير شكلي يرواح مكانه كما هي التعديلات السابقة خالية من الدسم، الإختيار يجب أن يكون على الكفاءة والقدرة والإمكانية للفرد، وليس على سنوات خبرة لا تسمن أو تغني من جوع، ويجب أن يكون للشباب حق وفرصة في المنافسة على شغر المناصب القيادية لمشاركتهم في صنع مستقبلهم فهم الأقدر على ذلك.

ما يبعث الآمل هو إستمرار  القيادة الهاشمية بدعم الشباب  وبث روح المثابرة والإستمرارية فيهم بأنهم الحصان الأسود في بناء هذا الوطن، وهم على قدر المسؤولية أن يصنعوا الحدث والتغيير المرجو منهم ، ولذلك أن التغيير المطلوب في الفكر القيادي والأنظمة والتعليمات الإدارية في المؤسسات الحكومية أو الشركات الحكومية بإعطاء الفرص للشباب  بإطار قانوني وطني يحميهم من أي تغول عليهم أو على فرصهم والسماح لهم بالمشاركة والبناء في مستقبل الأردن.