لا انفس ولا اروع من المملكة الاردنية الهاشمية، وهي ترسو دوما على شواطيء العز، وضفاف الوفاء
وكنا اشرنا في مقال سابق، الى المئوية التي صنع فيها الهاشميون دفئا وعشقا للامان، وتفعيلا لكل عناصر الاطمئنان، في وسط عربي لا ترى فيه الا الشتات والانفلات .
فكانت تلك النهضة التعليمية، والتنافس على نيل الدرجات والشهادات، في ظلال عشر جامعات حكومية، و (١٧) جامعة خاصة، وقرابة (٥١) مؤسسة تعليمية متوسطة من الكليات المختلفة، وسط كواكب من الطلبة يصل تعدادهم لقرابة (٢٣٦) الفا في الجامعات، و (٧٤٠٠) مدرسة فيها قرابة (٢,٥) مليون طالب
ما تحقق ذلك الا بالاصرار على التفوق، والعزم على تنمية العقل الاردني، ليصل قائدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين الى هذا اليوم الذي انعقدت فيه الاتفاقات مع العالم، لضمان الحرية والامان، وتغييب لحظات الفوضى والارتهان، والعودة للبداوة والجهل والامية والهوان
لكل ما مضى، نعود لادبنا وتاريخنا، الذي سجل للعظمة وللغيارى وللقيادات النبيلة، فقد سأل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشاعر المخضرم عمرو الزبيدي، الذي كان يلقب بفارس العرب: هل كان مَن هو أشجع منك في فرسان الجاهلية؟ فقال عمرو: والله يا أمير المؤمنين ما كذبت في الجاهلية، أفأكذب في الإسلام؟ والله ما خفت إلّا من حُرّيْها وعبدَيْها، وكان يعني بعبدَيْها عنترة بن شداد والسليك بن السلكة، ويقصد بِحُرَّيْها عامر بن الطفيل وربيعة بن زيد المكدّم.
المعنى ان لمليكنا صولات وفروسية، لم يبلغها حاكم عربي، فهو على ذات النحو الذي قيل
سقيْناهمُ كأسًا
سقوْنا بمثلها
ولكنّهمْ كانوا
على الموتِ أصبر
هذا الاعتراف المكلّف لجهد جلالة الملك، نتج عن صدق الكلمة ومدى تأثيرها في النفس العربية والعالمية، ولم ينهزم يومًا بمعركة، كما يصف الشاعر:
ومدجَّجٍ....
كرهَ الكماةُ نزاله
لا ممعنٍ هربًا ولا مستسلمِ
حفظ الله الملك والمملكة، وحمى سيوف الهاشميين مرفوعة، واعلامهم رفرافة على قمم الامة، وشوامخ العروبة