آخر الأخبار

الأردن لا ينسى أبناءه

راصد الإخباري :  



اللواء الركن (م) الدكتور محمد خلف الرقاد
مدير التوجيه المعنوي السابق

كم هو رائع ذلك المشهد الأردني بشقيه السياسي والعسكري .. وطائرات سلاح الجو الملكي العسكرية الــC 130) ) تهبط على أرض مطار عمان العسكري شرق عمان وعلى متونها مئات الأردنيين الناجين من فم الموت إثر الأحداث المؤسفة التي يشهدها السودان الشقيق ...كم هي رائعة جهود وزارة الخارجية الأردنية وقواتنا المسلحة الأردنية الباسلة .... مشهد إنساني ووطني كبير تعجز الكلمات عن أن تفيه حقه .
كنت قد كتبت سابقاً بأن الجيوش إذا نزلت إلى الشوارع تكون مصدر خوف وعدم استقرار ، ولكن الجيش العربي الأردني الباسل إذا نزل إلى الشارع يكون دائماً مصدر أمن وأمان ...كم هي جميلة تلك العبارة التي قالها ذلك المواطن الأردني العائد من السودان الشقيق أنه كان على مدى عدة أيام يعيش حالة من الرعب والتوتر والخوف ... وحينما رأى الجنود الأردنيين وطائراتهم في بورت سودان وقد جاءوا لإنقاذ أبناء الوطن من جحيم ما يجري هناك قال : " بمجرد أن رأيناهم – ويعني الجنود الأردنيين - ارتسمت الابتسامات على  شفاه كل المواطنين الأردنيين ، وشعروا بالأمن والأمان ، وأنهم قد وصلوا الأردن ، وتركوا الخوف والتوتر خلفهم" .. أيضاً كم هي جميلة تلك العبارة التي جاءت عفوية على لسان أحد المواطنين العائدين إلى عمان وبعد أن حطت الطائرة على أرض الوطن ، حيث قال بالحرف : " الأردن ما بنسى أولاده"  .
وهنا إقرار لحقيقة طالما أكدنا عليها في كتابات كثيرة أن الجندي الأردني وعلى مدى التاريخ كان مصدر أمن وأمان ، وله من المواقف الإنسانية ما يملأ المجلدات... وهذه رسالة مضمنة موجهة إلى كل من يستهدف الأردن فحواها أن في الأردن قيادة وشعباً وجيشاً يجمعهم هدف واحد هو رفعة الأردن وسلامة مواطنيه وأمنه واستقراره  .... كنت أشاهد النقل الحي والمباشر لوصول أول طائرتين هبطتا في مطار عمان العسكري في شرق عمان على شاشات للأسف غير أردنية... لقد كان مشهداً يثير الفخر والاعتزاز في النفس الأردنية... ويعزز الثقة بالقوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي .... وبالدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني رأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة ..
الدول الغربية التي نجحت في إجلاء رعاياها وبخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبريطانيا وغيرها قامت بعمليات إجلاء لرعاياها بنسبة لا تصل إلى 50% من مستوى عملية الإجلاء التي نفذتها الخارجية الأردنية والقوات المسلحة الأردنية وبخاصة نسور سلاح الجو الملكي الأردني ... قد وصفوا دبلوماسية بلدانهم ورجال قواتهم الخاصة ببديع الأوصاف .. وما توقفت شاشات وفضائيات إعلامهم عن إسباغ مواصفات الشجاعة والجرأة والتنسيق العالي المستوى على منفذي هذه العمليات ووصفوها بأكبر عمليات الإنقاذ والإجلاء في مثل هكذا ظروف ...
لكننا نقول بأن عمليات الإخلاء التي نفذتها الدبلوماسية الأردنية وبواسل الجيش العربي كانت الأكبر والأمهر والأشجع والأجرأ  والأدق والأكثر تنظيماً من كل العمليات التي جرت وبدون ضجيج يسبق التنفيذ ... هذا الكلام ليس من عندياتنا ، ولكننا قرأناه من خلال أحاديث الأردنيين العائدين إلى البلاد على متن طائرات النقل العسكرية الأردنية.
ولكن للأسف ... حينما كانت فضائيات الجزيرة والعربية والحدث والجزيرة مباشر وكثير من الفضائيات العالمية تنقل الحدث مباشرة من مطار عمان العسكري وبحماس شديد لسلامة عودة المواطنين الأردنيين .... وكعملية إجلاء ناجحة شملت الأردنيين وغير الأردنيين من العرب وبعض الأجانب .... في حين كانت وسائل إعلامنا الوطني الرسمية وغير الرسمية تغط في سبات عميق ... وتتصدر شاشاتها المسلسلات والمسرحيات والأغاني ... فيما تنقل الشاشات العالمية المعروفة بكل اللغات العربية وغير العربية صورة حية على الهواء مباشرة عن هذا الجهد الأردني الكبير على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري ... نعم هذا هو الأردن بقيادته الهاشمية وبدلوماسيته وسياسته الخارجية المعهودة ، وبقواته المسلحة الأبية / الجيش العربي ... دائما كان وسيبقى الصورة الناصعة والصفحة المشرقة والمثل الأرقى والأكبر في المواقف الإنسانية والوطنية ..
جميل جداً أن يتحدث عنا الآخرون ... ولكن الأجمل أن يقدم إعلامنا الوطني خارجيتنا وقواتنا المسلحة بأبهى الصور وأدق التفاصيل الرائعة ... لنقول للعالم بأن في الأردن قيادة وشعباً وجيشاً يستحقون الصدارة في العالم بجدارة .