إن الأوضاع الحالية التي نعيشها تشير إلى معاناة الشباب من البطالة بشكل كبير
هذا الأمر يشغلهم عن المشاركة السياسية بل و يجعلها ترف زائد لا يعنيهم. فهدف الشاب الأول يتلخص في العثور على فرصة عمل، وإذا أردنا إصلاح منظومة العمل السياسي و مشاركة الشباب يجب إيجاد خط مواز في الإصلاح الاقتصادي و حل مشكلة البطالة بالإضافة إلى الجانب التشريعي وذلك من خلال تشجيع الشباب في الجامعات وفي المجتمع ككل على الإنخراط في العمل الحزبي و السماح بذلك دون قيد أو شرط.
كما يجب على الجميع توعية الشباب بأن السبيل الوحيد في مساهمتهم في طرح أفكارهم وتطبيقها ورفع سوية القطاعات في الدولة ستكون من خلال ممارسة العمل الحزبي المؤدي للسلطة التشريعية أو التنفيذية.
و بالشكل الحديث للدولة فمشاركة الشباب مطلوبة لأخذ التغذية الراجعة خاصة أنهم يشكلوا شريحة كبيرة في المجتمع.فمن الضروري إشراكهم للتعبير عن أفكارهم و رؤاهم للشكل الجديد الذي يسعون له. ولهذا فإننا نحتاج نماذج واقعية تشجع وتكون قدوة في السلطات وقد تواجد في مجلس النواب الحالي نسبة كبيرة من الشباب، لكنها كانت حالات خاصة وليست ضمن إطار عمل حزبي.
من خلال جلسات العصف الذهني التي أتابعها وغيري من المهتمين لمسنا بشكل ملحوظ بأن ليس كل الشباب لديهم الرغبة بالتعبير والمشاركة السياسية نظرا للموروث التاريخي في المجتمع الأردني بما يخص موضوع الأحزاب . و ذلك يتطلب جهد مضاعف لإزالة هذا الانطباع عن الأحزاب. و تبيان أهمية و دور الأحزاب و انعكاسها على شخصية الشاب أو على مستقبله في الممارسة الحزبية التي من الممكن أن تكشف عن إمكانياته و مواهبه ضمن مسار اخر.
و تحتاج هذه التجربة بأن يشعر الشاب بالعدالة و تكافؤ الفرص ليكون هنالك إقبال من جهته على الحياة الحزبية. فالتغيير و التأثير يحتاج لهما ليشارك الأغلبية الصامتة، فهذه مرحلة مفصلية و ربما فرصة لن تتكرر مرة أخرى.
وبما أن الشباب هم أساس مستقبل الوطن حيث أن ما يدور الآن من استهلال للعمل الحزبي لا بد أن يرفد كل الجهود التي تصب في بدء حياة حزبية تشاركية ينشط فيها جميع أطياف الوطن.
في التجربة الحزبية التي أخوضها في هذه المرحلة ما يلفت انتباهي ويثلج صدري النشاط الشبابي والذي أرى فيه ذلك النور الذي يبشّر بخير قادم لا محالة
و إن مما يثري تجربتنا خبرة منذ البدء ،أن من يقوم بالعمل هم في غالبيتهم من الشباب، ففي زياراتنا لمناطق مختلفة في المملكة قرى و بواد ومخيمات و مدن هم العدد الأكبر ، وجولاتنا في جميع اللقاءات كان جلها تدار من الشباب.ونحن نعول الكثير في العمل الآني على كوادرنا الشبابية من حيث التواجد في الاجتماعات و من ثم متابعة من أبدى رغبته بالانضمام ومحاورتهم وإظهار ما لديهم من ثقافة حزبية وآلية متابعتهم لعملية الاستقطاب لمن يبدي عدم تقبل للفكرة. كل هذا النشاط الشبابي وإيمانهم بالعمل الحزبي يعزز فرص استمرار الحزب و ديمومة عطاءه.
و ضمن ما نمارسه أيضا في مشروعنا الحزبي هو أن كل فرد من الشباب يقوم باختيار لجنة خاصة تتناسب مع رغباته و اهتمامته واختصاصه ليكتسب خبرة من زملاء له في هذا العمل ممن هم من أصحاب الخبرة ويشارك أيضا في ابداء الرأي والنقاش وفي عرض تجربته الشخصية إن وجدت وكل هذا سيتيح لهم أن يكونوا أصحاب قرار صائب مستقبلا و خبرة مميزة في العمل الجماعي بإطاره الحزبي، بالإضافة لما سبق فهم أيضا يقومون بالمشاركة بشكل فعّال في الورش التدريبية التي تعمل على صقل الهوية الحزبية للشباب و القيام بمبادرات مجتمعية قد تكون فردية أحيانا لتنمية الإحساس بالدور المجتمعي للحزب و منتسبيه من الشباب.
إن انخراط الشباب يحتاج إلى معاول بناء تسهم في وضعهم في المسار الصحيح المفيد للشعب والأرض ،
وإننا بين واقع الشباب و إرادتنا للنهوض بالوطن حاضراً و مستقبلا لا نملك رفاهية الوقت للتراخي. فلنبدأ كل من موقعه و مكانه سعينا لتذليل العقبات للجيل القادم و بذلك نعزز انتماءه لوطنه و نعيد له دوره في العمل الوطني و نساهم في صقل هوية و فكر و إرادة الجيل.