عاين وزير الثقافة الأسبق الدكتور صبري ربيحات في ندوة حوارية نظمها المركز الثقافي الملكي مساء أمس، الجذور الثقافية العميقة للهوية الأردنية وتأثيرها على الشخصية في عالم متغير.
وعرض الدكتور ربيحات في الحوارية التي قدمها مدير المركز الدكتور سالم الدهام، بحضور عدد كبير من المثقفين والمهتمين، لمفهوم الثقافة بأنها مجموعة الأفكار والتصورات والقيم والمعتقدات والتقاليد والأساطير والقصص واللغة والطقوس والرموز واللباس والأطعمة وكل العادات والممارسات التي تنتج عن علاقة الجماعة بالمكان والتفاعلات التي تتولد بين الأعضاء عبر الزمن على مر الأجيال. وأوضح أن الثقافة تعد في كل المجتمعات اللحمة التي تجمع الأفراد، وتشكل خصوصيتهم وتصقل ذواتهم وتميز الجماعة عن غيرها من الشعوب والجماعات الأخرى.
ولفت إلى أن الثقافة في الأردن بقيت منفتحة والهوية تحت التشكيل، عازيا ذلك لأسباب تتعلق بالموقع وطبيعة تشكل الدولة وخطابها وأسس نشأتها والإزاحة في الاولويات وزخم الضغوط الدولية والإقليمية والنزاعات العربية والخريطة الديمغرافية للسكان وغيرها من العوامل.
وفي ختام محاضرته، دعا إلى اصلاح ثقافي تربوي إعلامي يتناول مختلف الأبعاد والمدخلات المتعلقة ببناء الإنسان.
وقال الصحفي الدكتور عبد المهدي القطامين إن الثقافة تظلم عندما نصنفها على أسلس قطري، لأن الأقطار كلها تشترك في صياغة مفهوم الثقافة العربية الجامعة التي لا تقبل أبدا الانحياز إلى تقسيمات سياسية أوجدها ضعف الأمة وتشرذمها.
واعتبر أن من باب التجربة أن الثقافة المجتمعية هي المحرك الأول للثقافة الأردنية على وجه العموم، وأن العمل والمنتج الثقافي الأردني ساير مثل كهذا توجه بحثا عن الشعبية والانتشار فلا يمكن لمثقف ان يكون مؤثرا في مجتمعه إذا ما انفصم عن الثقافة المجتمعية السائدة أو كان مغايرا لها أو على تضاد معها. وبين أن من أبرز محركات الثقافة الأردنية العميقة الدين باعتباره يمثل القاسم المشترك الأعظم لشرائح المجتمع كافة، ثم القيم المجتمعية السائدة في المجتمع والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالتراث ومكوناته، كما تشكل اللغة الوعاء الأثير لحمل الثقافة إلى مصافها الحقيقية كبانية نهضة وعمران وتقدم.
وفي ختام الندوة، جرى حوار واسع شارك فيه عدد من الحضور.(بترا)