كتب نضال العضايلة
ضيفتنا اليوم هي المرأة التي طمحت ان يصل اسمها الى مختلف صالونات الأدب العربي، ووصل، وهي المرأة التي تمتلك تفكيراً واسعاً لتصبح اديبة وكاتبة يشار لها بالبنان.
تمثل قصة نجاح الكاتبة الأردنية والأديبة فاديا الحريرات، قصة سطرتها بفضل خبرتها وكفاءتها حتى أصبحت متفردة في طرازها وتفاصيلها ومستواها، فتوشحت فصولها بعبير الإنجاز وإرادة التحدي في المجالات كافة وعلى رأسها قطاعات الفكر والأدب والثقافة والإعلام لتعكس جدارة وتميز المرأة الأردنية.
المبدعون يتألقون كالنجوم في السماء ويحلقون بعلم أوطانهم فهم سند وذخر ومرآه للوطن أمام العالم قادرون على عكس الصورة الحضاريه للمجتمع في جميع المحافل الدولية لتجدهم كاللآلئ في البحر متميزين عن غيرهم، وهذا هو حال ابنة الكرك فاديا احمد حريرات، فهي امرأة مجنونة رغبت في تكريس حياتها للإبداع فأبدعت، وتفوقت، وتميزت، وتبوأت المرأة مكانة مرموقة سواء في الأردن أو في العالم العربي، ولهذا فإننا عندما نتحدث عن التحديات التي تواجه هذه المرأة، فإننا نتحدث عن مدى قدرتها على الإبداع واللحاق بالركب الثقافي.
وعلى الرغم من أن أكبر التحديات التي تواجه المرأة فاديا حريرات، كغيرها من الأدبيات، هي مقارنتها بالرجل المبدع من ناحية، وبالمرأة في العالم العربي من ناحية أخرى، وهي مقارنات تخلقها المرأة نفسها أو محيطها بحيث تجعلها في جهة مقابلة، ولهذا فإن تلك المقارنات قد تؤدي إلى إشكاليات عدة على مستوى النص، ومستوى الشخصية، والحافز للاستمرار، لذلك نجد أن حريرات تتميز بمميزات وسمات خاصة مستمدة من محيطها الاجتماعي والثقافي والفكري الذي تأسست عليه، فقد استطاعت صناعة اسمها وسط عمالقة الأدب العربي، فرونقها وأناقتها واضحة تماما، كعادة المرأة الأردنية.
وتظل فاديا تبدع لتظل واحدة ممن ساهموا كثيرا فى صناعة القصة والرواية، وتظل تعلن تفوقها الكبير اردنياً، وعربيا حاليا، فهي التي أدركت التوازن القوي بين طبيعة المرأة وطبيعة العصر الذي توجد فيه منذ الكلمة الأولى في كتابها "افكار وأحاسيس أنثى” فسعت جاهدة لتأصيل الفكرة منه بطرحها سؤالا ذكيا لم ينصب على معنى الأدب النسوي الذي اعتبر ظاهرة أدبية في وقت ما وتناقلته الأوساط الثقافية وناقشته كثيرا، لكن الكاتبة تعبر هذه المحطة باعتبارها محطة، وتقرر واقعا جليا كان أصل الإبداع في ذلك.
انا اليوم لا أتحدث فقط عن كاتبة وأدبية، وانما أتحدث عن إمرأة إستثنائية، أتحدث عن أنثى جادت بكل ما تملك لتعلن وجودها على الأرض الصلبة، فوضعت لها قدماً بين أولئك الذين يقدمون كل ما لديهم ليكونوا نافعين لمجتمعاتهم واوطانهم، ولا أعتقد أن الحرة الكركية فاديا احمد الحريرات قد تخلفت عن هذا الركب، فقد واصلت الليل بالنهار وعملت من أجل طموحها، ولم تتوقف لحظة ولم تتردد لبرهة عن تحقيق أحلامها، فالإصرار والإرادة من أسس نجاحها، درست، وتعلمت واهتمت بزيادة ثقافتها، وتركت بصمتها في كل المجالات، ولم تهاب أو تتردد من أي ميدان كان، فوجدت نفسها، وولجت إليها، واعتمدت على حدسها ومشاعرها كونها أنثى قبل كل شيء وفاعلة بالمجتمع أولا وآخراً.
هي واحدة من القلائل اللواتي وضعن لهن بصمة في كافة مجالات الحياة، سيدة ذات رؤية واضحة، ولها بصمات في كل موقع احتلته طوال فترات عمرها العملي.
فاديا ليست فقط تلك المرأة المستقلة المحبة لأدبها، والمتفانية فيه، ولكن هي ايضا سيدة مجتمع من الطراز الاول، ولديها اهم الصفات التي تؤهلها للعب هذا الدور مثل النضوج، والثقة بالنفس، والتحكم في زمام الأمور، ومما جعلها بالإضافة لكونها كاتبة، سيدة مجتمع من طراز فريد هو اجتماعيتها، وقدرتها على خلق أحاديث مع من حولها، وإظهار الإحترام لنفسها ولمن حولها، لذلك لن تجد احدا يمل من جلستها او حديثها الشيق، الذي تسخر له كل خبراتها، حتى تكون مميزة.
وتبقى فاديا الحريرات تتجول كالفراشات، تحلق بثقافتها وأفكارها في فضاءات لا حدود لها، وتنتقل بين زهرة وأخرى لتنشر لمساتها الإنسانية الساحرة هنا وهناك، فتداوي جراح هذا، وتشارك تلك أفراحها وأحزانها، وتتبادل الخبرات التي ترتقي بكل منهن.
ونظرا لأن فاديا سيدة من طراز فريد، ومثال حي للقدرة على التحدي، فقد بنت نفسها نموذجاً حي لواقع الحال الذي يعيشه مجتمعها، وهي تمتلك إرادة حديدية قوية وغير عادية اهلتها لأن تبقى تبحر في بحر الريادة والإبداع.
هذه هي فاديا حريرات ابنة الأربعون عاماً، التي نرجوا الله لها دوام التقدم والازدهار.