آخر الأخبار

شيخ من الطفيلة

راصد الإخباري :  


الصحفي غازي العمريين

هو من القلة في المملكة، التي يتزاحم فيها الشيوخ، بعضهم لصلي، والاكثرية تقليد. 

فقيدنا الشيخ عودة الله العودات. مختلف تماما، فهو قد تفرغ لخدمة الناس، والاصلاح بينهم، في كل ارجاء المملكة

اذ يخرج الراحل من بيته مبكرا. ليصل الى نقاط للاستراحة. كان يجالس اصحابها، فياتيه اهل الخلافات والنزاعات، ليذعب معهم فورا ودون انتظار، وما ان ينهي المشكلة، حتى ياتيه آخر لحل مشكلة في اربد او عمان او العقبة، فيتحرك دون ابطاء. .

هذا الشخص، الذي يساوي الملايين، في امكاناته وقدراته، ويعدل اكثر في حلمه وتحمله وحكمته، رحل اليوم وترك آلاف البصمات

وما كان التشييع الجماهيري الواسع لجثمانه الظاهر، الا التعبير الصادق عن المحبة والوفاء، وعن الدور المجتمعي الذي لعبه. بصورة اوسع من النواب، واهم من اصحاب رؤوس الاموال البخلاء

رحم الله ابا موسى، فقد غادرنا بعد اكثر من ٨٥ عاما. وقذ علمنا كيفية التسامح، والتجاهل والتغافل والصفح عمن اساء، وعلمنا الى جانب ذلك الحكمة وعزة النفس والمروءة، وحب الاوطان في المنشط والمكره

وقف على قبره امس، رغم اوامر الدفاع. اعداد غفيرة، جاؤا من محافظات المملكة، ممن شاركهم اصلاح ذات البين، او وقف لجانبهم، اضافة للاهل في الطفيلة. ممن كان لهم هذا الشيخ ظهيرا ومعينا، ظلوا يتناقلون سيرته العطرة. من حبه للناس. واشفاقه عليهم

رحم الله ابا موسى. وقد سجل في صحيفته كل خير. فمات ليلة الجمعة. وتشفع به الناس من كل المحافظات

هذا الشيخ الجليل يعد القدوة للاخيار، ان الدنيا التي وصفها الحبيب بالجيفة، ليس عليها من شيئ باق الا السمعة الطيبة، والعمل الطيب
رحم الله فقيدنا
وجعله في عليين