د.عبدالمهدي القطامين
هذا هو نيسان الذي يحمل الرقم ٥٨ في حياتي ففي اخر يوم فيه ولدت و اليوم استقبل اوله .... تلفه غمائم الحزن من كل الجهات وتطبق على عنقه كوابيس كورونا التي تطوف الارض شرقا وغربا تحاصرها من الجهات الاربع .
نيساننا هذا العام جاء يرفل بالتعب والوجع والانين وان كان ربيعه حافلا بكل انواع الورود بعد شتاء كان استثنائيا والمح صاحبي ابي الطيب يطوف في البلاد منشدا
مغاني الشعب طيبا في المعاني
كمنزلة الزمان من المكان
نيسان يا صاحبي يا صاحب الوجه البشوش لماذا هذه المرة معبسا اراك.... الم تكن بيننا حبال الود غير مقطوعة الم يكن بيننا موعد هناك حيث "الاروى " ترتوي من سيل "جميلة" ويتعربش الحمحم على جدرانها المتيبسة وتحت مسطبتها يتمدد الرفاق تعبا في انتظار صيد ظل الطريق وغاب في شعاب "شيبانة" باحثا عن مأوى يقيه رصاص صياديه .
لست نيسان الذي اعرفه ...كانك يا صاح متخفيا في اثواب تشرين حين تلوح عواصفه وتشارينه تحمل بعض تراب وتسفو بعض رمل حملته شرقية لا تبق ولا تذر .
من اغواك يا صاح هذه المرة لتكون عابسا مثل طعنة صديق وتكون قاسيا مثل هجر حبيب وتكون مرا مثل طعم حنظل وتكون قاتلا مثل بروتس.... لماذا ترقبنا من ركن بعيد وكأننا لم نلتق يوما في طريق .
كورونا تسعة عشر ونيسان ثمانية وخمسون وما بينهما الف بسمة خمدت والف عثرة غدرت والف خيبة لم تزل تتوارى في الخباء وملايين الاوجه تختفي خلف الاقنعة فهل نحن يا صاح في حفلة تنكرية ابتدأت ولا نعرف متى تنتهي .
ما زلت رغم ما انت فيه وما انا فيه وما الانسانية فيه اراهن على انك ستعود نيسان الذي اعرف... فيك مواسم الورد والدحنون وجدائل الشحيم واوراق الزعتر البري تلمه ايدي الصغار والكبار والنسوة اللواتي شمرن عن السواعد قاطفات مؤنسات حابسات الانفس في ترويدة التوحد مع الارض حين يلوح تموز بخيراته ومواسم البيادر تمتد في افق غير محدود
منجلي ومنجلاه. ....راح للصايغ جلاه
نيسان يا صاحبي ...ما زلت انطر ما تبقى من لياليك لتحمل لنا الفرح وتقول وعلى شفتيك ابتسامتك العزيزة تلوح ....ايها الناس هيت لكم فاقبلوا غير نادمين .
ملاحظة
الاروى ...جميلة ...شيبانه ...اسماء اماكن تقع في منطقة وعرة في جبال الطفيلة .