نقف جميعًا اليوم إجلالًا وتقديرًا لأولئك الرجال الذين أفنوا زهرة شبابهم في ميادين التضحية والعطاء، فكانوا حصن الوطن وسياجه المنيع، يذودون عنه بالغالي والنفيس، ويقدمون ارواحهم رخيصة في سبيل ان تبقى راية الوطن خفاقة عالية.
المتقاعدون العسكريون هؤلاء الأبطال الذين لم تبعدهم السنون عن عشقهم للأردن، ولا أنستهم الحياة قسمهم وعهدهم، بل ظلوا على العهد والوعد، يشكّلون الرديف الصادق لقواتنا المسلحة، والدرع الحامي لهذا الوطن في وجه كل العاديات والتحديات والمخاطر.
إن تقدير المتقاعدين العسكريين ليس مجرد تكريم أو تقليد سنوي، بل هو واجب وطني مستمر، تعكسه توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، واهتمام سمو ولي عهده الأمير الحسين، برعاية رفاق السلاح وضمان حياة حرة وكريمة لهم ولعائلاتهم، فهؤلاء الرجال حملوا على أكتافهم مسؤولية الدفاع عن الوطن، ولا يزالون يشكلون نموذجًا للفداء والانتماء، يضيئون الطريق للأجيال القادمة بمعاني الشرف والولاء والتضحية. وما اختيار جلالة الملك لهذا اليوم إلا رسالة واضحة بأن الدولة الأردنية لا تنسى أبناءها، وأن العطاء الذي قدموه سيظل محفوظًا ومقدّرًا.
حمى الله الأردن، وحفظ جلالة الملك وولي عهده، وأدام عزهم وحكمتهم في قيادة الوطن، ورعاية أبنائه الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لحمايته والذود عنه.