نظرة الساسة الأردنيين في الثورة السورية (فيديو+صور)
الأربعاء-2024-12-18 | 03:37 pm
راصد الإخباري :
يمكن تلخيص نظرة الساسة الأردنيين تجاه الثورة السورية من خلال المحاضرة التي ألقاها رئيس الوزراء الأردني الأسبق د. عبدالرؤوف الروابدة، والتي عُقدت في جمعية الشؤون الدولية، بحضور د. عدنان بدران، على النحو التالي:
1. العلاقة الأردنية-السورية عبر التاريخ
وصف الروابدة العلاقة بين الأردن وسوريا بأنها متوترة منذ عهد حافظ الأسد واستمرت في التوتر في عهد بشار الأسد، مع استثناء عامين من الهدوء خلال محاولات إقامة وحدة بين البلدين، لكنها فشلت بسبب الخلاف على رئاسة الوحدة.
شهدت العلاقة بين البلدين إغلاق الحدود وتعطل التجارة، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الأردني.
2. الآثار الاقتصادية للأزمة السورية على الأردن
أشار الروابدة إلى تأثر التجارة البينية بين الأردن ولبنان وتركيا وأوروبا، حيث تسببت الأزمة السورية في انقطاع طرق التجارة البرية، وهو ما زاد من كلفة النقل ورفع الأسعار في الأردن.
تعطل تجارة الترانزيت، والتي كانت مصدر دخل مهم للأردن، مما أدى إلى خسائر كبيرة.
3. الآثار الإنسانية والاجتماعية
استقبال اللاجئين السوريين: حيث أشار الروابدة إلى أن الأردن استضاف حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري، وهو ما شكل ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية للأردن في مجالات الصحة والتعليم والمياه، مع تحمل الأردن الجزء الأكبر من الكلفة، إذ لم يتجاوز الدعم الدولي 20٪ من الكلفة الإجمالية.
الضغط على الجانب الأمني: وجود عدد كبير من اللاجئين زاد من التحديات الأمنية، حيث تخوفت الأردن من تسلل الجماعات المسلحة أو انتقال عناصر خطرة عبر الحدود.
4. المخاوف الأمنية والسياسية
أبدى الروابدة تخوفه من تسارع انهيار الجيش السوري وغياب الدور الروسي والإيراني في المنطقة، مع تزايد الزخم الثوري في سوريا.
عبّر عن القلق من تأثير الحركات الثورية المنظمة، التي وصفها بأنها "نيو لوك" (New Look)، حيث لاحظ أنها كانت منظمة بشكل مريب، لم تعبث بالممتلكات العامة ولم تضر أحدًا، مما أثار تساؤلاته حول:
من نظّم؟
من درّب؟
من موّل؟
من سلّح؟
ومن المستفيد؟
5. التحليل السياسي لمصالح الأطراف الخارجية
اعتبر الروابدة أن أمريكا وتركيا هما أكبر المستفيدين من الثورة السورية، حيث إن الثورة أضعفت الجيش السوري، وهو ما قد يخدم أهداف هاتين الدولتين.
6. رؤية الساسة الأردنيين حول مستقبل سوريا وتأثيره على الأردن
يرى الروابدة أن استقرار سوريا سيعود بالفائدة على الأردن من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية.
أما د. عدنان بدران، فقد شدد على أن سوريا قبل عهد الأسد كانت دولة ديمقراطية تعددية، مؤكدًا على أهمية الحذر الأردني في التعامل مع الأزمة السورية، وداعيًا السوريين إلى تبني نظام تعددي لتجنب عدم الاستقرار والعنف.
الاستنتاج
نظرة الساسة الأردنيين تجاه الثورة السورية اتسمت بـالحذر الشديد، إذ أشاروا إلى التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي تحملها الأردن نتيجة الأزمة. كما عبروا عن القلق من الأدوار الخارجية في الثورة السورية،
خلص المشاركون في المحاضرة إلى أن الأردن دفع ثمنًا باهظًا للأزمة السورية، خاصة من الناحية الاقتصادية والأمنية، في وقت استفادت فيه قوى دولية مثل الولايات المتحدة وتركيا. ودعا الساسة الأردنيون إلى ضرورة استقرار سوريا وتبني نظام سياسي تعددي، مؤكدين أن استقرار سوريا سينعكس إيجابيًا على الأردن والمنطقة ككل.
في الوقت نفسه، دعا الساسة الأردنيون إلى ضرورة أن تتبنى سوريا النظام التعددي لضمان الاستقرار في المستقبل، مع إدراكهم لأهمية استقرار سوريا لما له من انعكاسات إيجابية على الأردن.