آخر الأخبار

الذكرى ال ٤٥ لوفاة الشيخ هارون الجازي شيخ المجاهدين في فلسطين

راصد الإخباري :  


ذكرى وفاة شيخ المجاهدين في فلسطين هارون بن جازي.
في مثل هذا اليوم من العام 1979 تصادف ذكرى وفاة المرحوم الشيخ المجاهد هارون سحيمان الجازي, والذي ولد بالعام 1913في قرية اذرح /معان وتلقى رحمه الله تعليمه في كُتَّاب العشيرة ولقد أدرك رحمه الله خطورة التآمر الصهيوني الانجليزي  على فلسطين وشعبها.

منذ وعد بلفور اسوة بالشهيد البطل عزالدين القسام ومن ثم القائد البطل الشهيد عبدالقادر الحسيني قائد الجهاد المقدس ، ومرافقة هارون  له وجهاده معه حتى استشهاده في معركة القسطل، وما أن صدر قرار التقسيم  بالعام 1947حتى قاد هارون الجازي رحمه الله كتيبة مجاهدين من أبناء الاردن إلى فلسطين هبوا ولبوا نداء الجهاد، لم يدعهم أي أحدًا اليه بل الدعوة ذاتية من داخلهم ووحي  ضمائرهم وحسهم الديني والاسلامي والاخلاقي والوطني والعروبي  وقبل عدة أشهر من المؤتمر العشائري  الذي عقد لنصرة فلسطين في نهاية شهر نيسان من العام 1948 من خلال إرسال العشائر الاردنية أبناءها للجهاد في فلسطين.

وكانت كتيبة هارون التي شكلها وتعرف باسمه وتدربت في معسكر  عرف باسمه أيضا  في منطقة غرندل و تعرف باسمه من أوائل كتائب المجاهدين التي تدخل فلسطين من خارجها لنصرة فلسطين  وسلاحهم ونفقتهم في البداية من جيوبهم الخاصه  ووضعوا أنفسهم تحت إمرة قيادة الجهاد المقدس وعندما علم جلالة الملك عبدالله الاول عن بطولات المجاهد  هارون الجازي أعجب بشجاعته وحنكته في القتال هو ورفقاه المجاهدين قدم له هدية كبيرة كان بحاجه لها ، وهي كمية من الأسلحة والذخيرة والمؤن يقول هارون بن جازي في مذكراته،((طلبني قائد اللواء الرابع احمد صدقي الجندي في رام الله وقدم لي كميه من الأسلحة والذخيرة قائلا لي: إن الملك عبدالله أرسلها هدية لك ولرفاقك المجاهدين)).

   وكان رحمه الله من قادة الجهاد المقدس في فلسطين وقائد المناضلين في معارك باب الواد واللطرون يقول الكاتبان الأمريكي لاري كوليتز والفرنسي دومينيك لابيير في كتابهما يا قدس ويصفان فيه معارك باب الواد ومواقف المجاهد الكبير هارون بن جازي ما نصه((قضى رجل ذو عينين سوداويين يلف وجهه بطرفي كوفيته يتجول في تلك السلسله من التلال ويدرس منحدراتها ،كان هارون بن جازي قد جاء يدرس الموقع بزي الرعاه ولكنه لم يكن راعيا بل كان شيخاً من شيوخ قبيلة الحويطات)).

وتحكم هارون بن جازي رحمه الله وإخوانه  المجاهدين بطريق باب الواد واللطرون وبحكم موقعهما ساهموا بعزل وتضييق الخناق على اليهود في القدس ومنع المساعدات والنجدات عنهم(السلاح ،الغذاء ، والدواء،والمياه والوقود) واغلاق الطريق بين القدس  وتل ابيب ،ولقد كان عبدالقادر الحسيني وهارون الجازي على علم  ودرايه تامه وقناعه راسخه بأن موازين القوة لمصلحة الصهاينة، ونقطة ضعفهم اليهود في القدس فحصارهم وخنقهم سيمنع قيام دولة إسرائيل وكذلك السيطرة على موقع القسطل الاستراتيجي تعني السيطرة على القدس، ومن يسيطر على القدس يسيطر على فلسطين ويحميها،وعلى اثر ذلك تم استدعاء الشيخ عبدالقادر الحسيني والشيخ هارون بن جازي من قبل قادة الجهاد المقدس لمعركة القسطل واستلهم عبدالقادر الحسيني للمعركة تنظيم القائد العربي المسلم خالد بن الوليد في معركة اليرموك( مقدمة وقلب وميمنه وميسرة)
وتم تكليف الشيخ هارون بن جازي بقيادة الميسىرة  في المعركة والبدء باطلاق النار فيها يقول الكاتب الاسرائيلي داني روبنشتاين المتخصص في الشأن الفلسطينيي في كتابه إما نحن وإما هم ، معركة القسطل : الساعات الأربعة  وعشرون الحاسمة ما نصه(الوحدة العربية الأبرز التي اخلت مواقعها واستدعيت الى معركة القسطل هي وحدة القائد البدوي  هارون بن جازي من شرق الاردن وكان النشاط الفلسطيني في قطاع شاعر هجاي (باب الواد) تحت قيادة شيخ بدوي من شرق الاردن وهو هارون بن جازي ويضيف أعد عبدالقادر خطة لاحتلال القسطل ثلاثة اجنحه ،جناح اليمين حافظ  بركات، جناح اليسار الجنوبي الغربي بقيادة المقاتل البدوي من شرق الاردن هارون بن جازي ،والمركزي ابراهيم ابو دية وتقدمت قوات هارون بن جازي بصورة جيدة)) ويقول الشهيد البطل عبدالقادر الحسيني  بعد مغادرته الجامعه العربية وخذلانها له وقبيل وأثناء معركة القسطل والإعداد لها(((جمعت ما يقرب من ثلاثمئة مقاتل لدي رجال الواحد بالف كان لدي هارون بن جازي ترك أرضه وأهله وجاء الى القدس يتتبع آثار نبيه ويتلمس الأرض التي مشت عليها أقدامه الطاهرة،كانت مهمه هارون والذين معه أن يبدأو الهجوم من الوجهه الجنوبية الغربية ولقد قاتلوا عن عقيدة وعن شجاعه وتشهد لهم الأرض والدماء والله يشهد وأنا أشهد، ها أنا ازحف بقواتي الى القسطل ، طوقنا القسطل من كل الجهات وبدأ هارون بن جازي إطلاق النار  كما كانت الخطة ،هارون لو نجى فعلى قادة العرب إذا كانوا ينزلون الرجال منازلهم أن يجعلوه قائداً لجيوشهم أنه مسعر حرب ،كان يدي اليمنى وكنت كثيراً اعتمد عليه في الاقتحامات الصعبه هو رجل الموقف،الان بدأ النار ، فلسطين في عنقك يا هارون وعنق كل المناضلين) وخاض هارون بن جازي رحمه الله الكثير من المعارك في باب الواد واللطرون وبيت قاد وعرطوف  وخلده وبيت محسير وتل راس الحبه ودير ايوب وجبال يالو وغيرها من المعارك ضد العصابات الصهيونية والاحتلال البريطاني،ولقد سلم هارون بن جازي ورفقاه المجاهدون موقع باب الواد بالعام 1948للجيش الاردني يقول هارون الجازي في مذكراته ( وفي ليله 15ايار استلمت مني باب الواد الكتيبه الرابعة التي يقودها السيد حابس المجالي والكتيبه الثانية التي أركان حربها السيد عكاش الزبن ،ثم أننا اعتزينا كل الاعتزاز بوجود جيشنا الباسل......) ولقد اتحدوا جيشا ومجاهدين في معارك باب الواد واللطرون ضد الصهاينه وكبدوهم خسائر فادحه يقول مؤسس دولة الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون  (لقد خسرنا في معارك باب الواد ضعفي قتلانا في الحرب كامله) ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شارون الذي شارك في معارك باب الواد ((هذا باب جهنم).

ولقد رفض هارون بن جازي رحمه الله الهدنه التي فرضتها الامم المتحدة على الجيوش العربية والصهاينه ولم يلتزم بها وهاجم الصهاينه وأوقع بهم الكثير من الخسائر واعتبر هارون الهدنه خدعه صهيونية دوليه الغرض منها إعطاء الصهاينه الوقت للتزود بالسلاح والعتاد وهذا ما حصل فعلاً ويقول عقيد ملاك الكتيبة الرابعة الاردنية محمد النعيم المكلف بالاشراف على تدريب وتسليح المجاهدين((( لم يلتزم هارون الجازي بالهدنه ،فكان يشن الغارات على مواقع العصابات اليهودية في الوقت الذي يريده وحاول مره ان يستولي على قافله للقوات الدولية،وطلبت منه ان لا يقدم على ذلك ،فاليهود هم عدونا فقط ،وكان يستجيب مره ،وعشر مرات لا ينفذ الا الذي برأسه،وكان يعتقد ان كل الغرب ضد العرب ويجب محاربة كل أعداء العرب،وهذا يعود الى حماسته للقتال فجنون الشجاعة عنده لا يوصف حتى أن الموت كان يهرب منه))لقد كان هارون الجازي هدفاً مطلوباً للعصابات الصهيونية والاحتلال البريطاني يقول المجاهد عبدالله السمريه في دفتر مذكراته عن حرب فلسطين (كانت معركة بيت قاد التي قادها المجاهد الكبير هارون الجازي الحافز الأكبر لجميع المجموعات الجهادية،وعندما زارنا  المجاهد حسن سلامه ،تحدث عما فعله هارون بالعصابات الصهيونية،وابلغنا أن هذا الفارس الكبير قتل وجرح أكثر من عشرين يهوديا، حتى أصبح هدفاً للاغتيال من قبل قادة الصهاينة)) وتقديراً لجهاده وبطولاته وبسالته في معركة باب الواد انعم عليه جلاله الملك عبدالله الاول بوسام الاستقلال، وتوفي رحمه الله في العام 1979.