آخر الأخبار

أعلام من الطفيلة : الدكتور عبدالرحمن السفاسفة

راصد الإخباري :  

 
بقلم : يوسف المرافي 

عصامي صنع نفسه بنفسه في تعلمه من الطراز ما وراء الرفيع أحب العلم منذ الصغر ،حيث فاق حبه الشديد للعلم على معاناته من جراء متابعته للدراسة ؛ لذا وجب علينا كشف سر هذه الشخصية ، حيث لم يذق طعم الطفولة على أساسها و بساطتها و لا حتى في دراسته الإبتدائية و الثانوية التي عانى فيها كثيرا ؛ فقد  عاش حياة صعبة تفوح منها المرارة في بيت من الشَّعر ضمن بيئة فقيرة . درس مرحلة الأول إعدادي إلى الأول ثانوي في مدرسة الطفيلة الثانوية سيرا على الأقدام  من بصيرا إلى الطفيلة ذهابا وايابا ، حيث لم تكن مدرسة ثانوية في بصيرا في ذلك الوقت ، و قبل ذلك أمضاها متنقلا بين بيوت الشعر من بصيرا إلى الشوبك و السلع يدرس المرحلة الإبتدائية سيرا على الأقدام ؛ لعدم وجود مدرسة تدرس الصف السادس في بصيرا آنذاك كما أنه في بداية مشواره الجامعي عانى فلم يكمل دراسته الجامعية لأسباب مالية و ظروف معيشية صعبة بعد سنتين من التحاقه بالجامعة و سوف نتطرق عن ذلك و عن سيرته الدراسية و العملية ضمن سياق المقالة . 

ينحدر الدكتور عبدالرحمن السفاسفة من عشيرة المزايدة إحدى العشائر المعروفة في لواء بصيرا ، التي تقع جنوبا على بعد ٢٢ كم جنوب  مدينة الطفيلة في جنوب الأردن .

 من مواليد بصيرا عام ( ١٩٤٣ ) ، و هو تربوي مخضرم قديم واسع الثقافة و الإطلاع ، حيث يعتبر من الجنود المجهولين في محافظة الطفيلة ومن القلة القليلة الذين يحضون بسيرة عطرة مليئة بالإنجازات على الصعيد المدرسي و الإشرافي و الإداري و التعليم الجامعي لا سيما أن الرجل من الرعيل الأول القديم في قطاع التربية والتعليم ، حيث أحيل على التقاعد في قطاع التربية بعد مسيرة ٣٣ سنة حافلة بالإنجازات . 

 تم تعيينه عام ( ١٩٦٢ ) كاتبا في وزارة التربية والتعليم في عمان قبل زهاء ( ٦٠ ) عاماً و معلما في مدارس عمان عام ( ١٩٦٥ ) و سوف نتطرق لهذا الجانب التربوي ضمن سيرته الذاتية و يا لها من سيرة فريدة  !  وأنا أكتشف أن ما كتبت عنه بعد البحث المستفيض و الإطلاع  على سيرته إنما قامة تربوية فريدة ، قل نظيرها ، لا سيما أنه عالم واسع الاطلاع في العلوم التربوية ، فهو تربوي من الجيل الذهبي القديم .

يقول عنه أحد الأساتذة القدامى ممن عاصروه أن الرجل يعتبر أحد أبرز أعلام الطفيلة القدامى ولكن الإعلام  لم يظهره بل بقي مخفيا عن الأضواء وهذا دليل تواضع الرجل وعدم حبه للشهرة لكننا طرقنا بابه لكي يظهر  ليكون قدوة للجيل الحالي .

 تمتاز  هذه القامة بسعة البحث و الاطلاع ، وعمق الأفق التربوي  و من قدامى الحاصلين على شهادتي الماجستير و الدكتوراه و عملة نادرة ، بما احتوته سيرته من درر، و مجوهرات ، و لآلئ ، سوف اتناولها في ختام هذه المقالة التي استندت في كتابتها على شهادات بعض رجالات التربية من  الرعيل الأول القديم .

 تعتبر هذه الشخصية الموصوفة بالعلامة غير معروفة عند غالبية الجيل المعاصر من الشباب عملة نادرة وأنا أعتبره عملة صعبة لما عاناه من حياه قاسية وظروف قاهرة ومثابرته واجتهاده في المضي بتحقيق أحلامه ، مع أنني حقا لا أعرفه و لا تربطني فيه صداقة ، ولم تطرب أذني لسماعي إسمه من قبل أن ادون عنه  وذلك لسببين :  الأول ، أن الرجل من الرعيل الأول القديم لم يعاصره الجيل الحالي من الشباب ومتوسطي الأعمار ، والسبب الثاني:  أنه أصيل بطبعه طيب الخلق و التواضع ، زاهد في عمله لا يعشق الأضواء و الشهرة ، و لا يحب الظهور في الإعلام رغم أنه حاصل على شهادة الماجستير في المناهج و طرق التدريس في جامعة مؤتة عام ( ١٩٩٤ ) ثم الدكتوراه في المناهج وطرق التدريس في جامعة عمان العربية عام ( ٢٠٠٣ ) ، فهو معروف لدى من هم من الرعيل الأول و القديم من زملائه وكذلك ممن تتلمذوا على يديه في محافظة الطفيلة و بعض المعلمين الذين أشرف عليهم بموجب وظيفته كونه مشرفا تربويا .

 تم تزكية الكتابة عنه بطلب من أساتذة أفاضل عاصروه من الرعيل الأول  ولا نزكي على الله أحداً ، حيث أعتبروه   " رمزا من رموز التربية والتعليم في الطفيلة و رجلا تربويا مخضرما و قدوة تحتذى في الإخلاص والتفاني وشخصية فريدة جدا يجب الكتابة عنها لاستخلاص العبر في كيفية ما وصل إليه من علم وثقافة رغم قساوة الحياه ومنغصاتها "  وآخرون وصفوه بأنه "خبيرٌ في عمله وموسوعةُ علم ومعرفة تربوية يعشق البساطة والهدوء وعدم التكلف ، ودودٌ ، معتدلٌ ، يتمتع بخصال و مزايا حميدة، جلّها دماثة الخلق ،و حسن المعشر، وطيبة القلب ، متميزًا بالتواضع الذي زاده احترامًا و تقديرًا و محبة الناس و كل من عرفه و التقى به " .

 فيما اتفق آخرون  على أنه " رجلٌ تربويٌ من نوعٍ آخرّ يتصف بدماثة الأخلاق معطاء ومخلص حتى النخاع يعشق عمله و ينقل خبراته بكل براعة و قدوة حسنة و مثال يحتذى بعطائه وانتمائه لمهنته و وطنه " .

نظرا لتعدد خبراته وتنوعها من حيث عنصري الزمان والمكان ولدت لدينا أنه يمكن أن  نطلق عليه بالعلامة نظرا لأنه طاف اقطارا عربية سوريا ولبنان ومصر وعمان ، وطموحه الزائد الذي قل نظيره وكذلك سيرته العطرة الزاخرة بالإنجازات الملفتة للنظر التي تكتب بأحرف من نور وتسطر  بماء الذهب  على حد وصف البعض ، وأن كانت هذه السيرة لا تظهر لهذا الجيل المعاصر ولم يطلع عليها بحكم ما اوردناه في المقدمة من أسباب. 

وقالت قائدة تربوية من الرعيل الأول ممن عاصروا هذا  الرجل عن سيرته ، علاوة على ماجاء في حق هذا التربوي المجاهد ممن عاصروه بأنه " يمتلك سجل مهني تربوي ضخم جدا وأخلاقي ناصع البياض عمل بجد ومثابرة طيلة خدمته في قطاع التربية والتعليم "  على حد قولها .

فيما قال أحد  التربويين القدامى أن  القامة " يعتبر أحد أبرز  أعلام التربية في الأردن ، و أحد  أبرز  خبراء التربية والتعليم في مجال التربية والتعليم  بوصفه موسوعة متنقلة تقدم النصح و الإرشاد إلى مؤسسات المجتمع المدني و أصحاب الرأي ؛ لخبراته الكثيرة وثقافته الواسعة وسيرته التربوية الغنية بالإنجازات و علاقته الوطيدة بالمجتمع التربوي . 

ولا ننسى أنه دائم الابتسامة ذو وجه بشوش رغم قسوة الحياة وظروفها وما عايشه من صعوبات ومنغصات بداية دراسته الإبتدائية والثانوية حتى الجامعية 

وفي الختام نترككم مع سيرته الذاتية 

من مواليد بصيرا بتاريخ ١٩٤٣/٤/٧ 
ولد في بيت الشعر ولم يعرف الطفولة
التحق بمدرسة بصيرا ١٩٤٩ في الصف الاول وحتى الخامس امضاها سيراً على الاقدام من مضارب بيوت الشعر .

درس الفصل الأول في الصف السادس في مدرسة الشوبك ثم انتقل في الفصل الدراسي الثاني الى مدرسة السلع /الطفيلة وذلك لعدم توفر الصف السادس في مدرسة بصيرا في ذلك الوقت حيث كان المسير على الاقدام آنذاك ، بعدها انتقل الى مدرسة الطفيلة الثانوية ودرس  الصف الأول الإعدادي وبقي فيها حتى الأول الثانوي حيث  كان السفر من بصيرا إلى الطفيلة ذهابا وايابا سيرا على الاقدام ، بعدها انتقل الى مدرسة معان الثانوية لدراسة الصفين الثاني والثالث الثانويين ، حيث تقدم في نهاية العام ١٩٦٢/١٩٦١ لإمتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة( التوجيهي ) حيث كانت تلك هي الدفعة الأولى في الاردن التي تتقدم لإمتحان الثانوية العامة(التوجيهي ).

التحق بدار المعلمين في عمان لفصل دراسي واحد ثم ترك الدراسة لتعيينه في وزارة التربية والتعليم بتاريخ ١٩٦٢/١١/١٧ .

التحق بجامعة دمشق لدراسة الحقوق ولمدة عامين ولم يكمل دراسته لأسباب مالية وظروف المعيشية الصعبة في ذلك الوقت ، بعدها التحق بجامعة بيروت العربية لدراسة اللغة العربية وبسبب احداث لبنان انذاك وفي السنة الرابعة أكمل دراسة البكالوريوس في جامعة الإسكندرية عام( ١٩٧٦ ) .
حصل على الدبلوم العالي في التربية من جامعة مؤتة عام (١٩٩٠ ) ، ثم حصل على الماجستير في المناهج وطرق التدريس من جامعة مؤتة عام( ١٩٩٤ ) ثم على الدكتوراه في المناهج وطرق التدريس من جامعة عمان العربية عام ( ٢٠٠٣ ) .

عمل كاتبا في شؤون الموظفين في مركز وزارة التربية والتعليم( ١٩٦٢ ) و معلما في مدارس عمان من عام (١٩٦٥ ) و حتى( ١٩٧٠ ) بعدها مديرا لمدرسة الحسا الإعدادية في الطفيلة (١٩٧١ ) ثم  مديرا لمدرسة بصيرا الثانوية مسقط رأسه عام ( ١٩٧٢/١٩٧١ ) ثم مديرا لمدرسة عيمة الثانوية (١٩٧٥  - ١٩٧٦) بعدها عاد مرة أخرى مديرا لمدرسة بصيرا الثانوية (  ١٩٧٦- ١٩٧٧ ) بعدها انتقل إلى سلطنة عُمان في عام ( ١٩٨٢ ) حيث عمل مديرا لمدرسة بركاء بن محمد الثانوية ولاية بركاء و بعدها مديرا لمدرسة كعب بن سور في ولاية المصنعة سلطنة عمان في عام (١٩٨٣ ) .

عمل رئيسا لقسم الأبنية في مديرية التربية والتعليم في الطفيلة عام( ١٩٨٧ ) و مشرفا تربويا في مديرية التربية والتعليم في العقبة ( ١٩٨٧ ) و مشرفا تربويا في مديرية التربية والتعليم في الطفيلة ( ١٩٨٨ ) ومديرا للإشراف و التدريب للإدارة المدرسية في الطفيلة( ١٩٩٣) .
أحيل على  التقاعد من وزارة التربية والتعليم  عام (١٩٩٥ ) بعد خدمة (٣٣ ) عاماً .

عمل مدرسا في جامعة مؤتةمن عام (  ١٩٩٥-  ١٩٩٦ ) حتى عام (  ٢٠٠٣ - ٢٠٠٤ ) و مدرسا في كلية الطفيلة الجامعية لمدة فصل دراسي واحد عام ( ٢٠٠٢ ) .

عمل مدرسا في جامعة نزوى - سلطنة عمان منذ عام ( ٢٠٠٤ ) وحتى عام ( ٢٠٢١ ) .

كلف بعدة أعمال خلال مشواره في قطاع التربية والتعليم  حيث عمل في مجال التدريب في الادارة العليا والتنفيذية 
و عمل في مجال الاشراف التربوي على غرف المصادر الخاصة بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة و عمل في مجال تعداد السكان مراقبا عام ( ١٩٧٩ ) و مساعد منسق عام ( ١٩٩٤ ) .

شارك في تدريب مديري المدارس والمعلمين ولسنوات طويلة 
شارك في تدريب المشرفين التربويين الجدد في محافظتي الكرك والطفيلة
حضر العديد من الدورات في مجال العمل لا نستطيع حصرها ضمن هذه السيرة الزاخرة. 
حصل على جائزة مدير المدرسة الفعال في الأردن 
حصل على جائزة مدير المدرسة المثالي في سلطنة عمان 
حصل على عدد كبير جدا من شهادات التقدير في كل مجالات عمله لانستطيع ذكرها ضمن هذه السيرة الغنية بالإنجازات. 
عقد العديد من الندوات للمجتمع المحلي في كل من الأردن وسلطنة عُمان .

له عدد من المؤلفات في طرائق التدريس وإدارة التعليم والتعلم الصفي.
شارك في العديد من المؤتمرات التربوية والعلمية لانستطيع ذكرها ضمن هذه السيرة الطويلة .
له عدد من البحوث التربوية والمقالات العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة وفي الصحف اليومية
أشرف على العديد من رسائل الماجستير في جامعة نزوى في سلطنة عمان 
ناقش العديد من رسائل الماجستير في جامعة نزوى وجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان 
شارك في تدريب مديري المدارس في سلطنة عمان

يحمل وسام التربية تكريما لجهوده في قطاع التربية والتعليم من المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه  .

و في الختام لك جل الإحترام و التقدير لجهودك العظيمة في السك التعليمي و المجتمعي و وافر الشكر وعظيم الإمتنان لهذه الأب التربوي الفاضل على جهوده التي لن تنسى في حقل التربية والتعليم والتعليم الجامعي ، داعين الله أن يمنحك الصحة والعافية ، و يزيدك  بالأعمال الصالحة ، و يبارك في عمرك ، و  يجزيك الله خير الجزاء على ما قدمته من إنجازات تربوية و إدارية واجتماعية .