الأخوة والأخوات اعضاء الملتقى الكرام (مع حفظ الالقاب)..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فيسرني ان اتناول موضوع وصف جمال المرأة ضمن ندوة المرأة في ظل القوافي الندوة (١٣) للملتقى... والله المستعان...
المرأة في ظل القوافي...
..... المرأة في ظل القوافي... ام القوافي في ظل المرأة؟...
... المرأة هي ملهمة الشعراء.. رمز الخصوبة والتجدد والعطاء... المرأة نبض القصائد وروح الأدبِ.. المرأة وجود الشاعر وانفاسه.. فهي أمه التي وهبته حياةً من حياتها... وعشيقته التي تمنحه مفاتيح القوافي وهي ابنته التي تفخر به فيتغنى بها وبحبها وهي زوجته التي يتكئُ عليها اذا غلبه الدهر وهزمته الليالي الحالكات.. وقد كانت هذه الزوجة له _من قبل_العضُد والسندَ وعلى حسنها وجمالها وخُلُقها وحيائها وابتسامتها وعفتها وصمتها وكلامها وفرحها وحزنها. يتكئ حرف الشاعر فيستمد منها جمال الحروف ولحن القوافي وموسيقى المشاعر وأصوات تغاريد الشعور وترانيم العاطفة وزغاريد الفرح ودموعه وصراخ الانفعال في قصائده.
.... المرأة جمالان:
جمال حسيٌّ أخّاذٌ جذاب وجمال روحي آسرٌ غلّاب المرأة مطوقة اذا ذكرها الرجل بالحسنى والانصاف وعرف قيمتها وقدّر أنوثتها صعدت لأعلى القمم ولاذت بأسمى القباب.. لكنها تأبى ان ترتفع وحدها فإن كانت أُمَّا رفعته تعليما وتاديبا وتوجيها حتى يصير في الدنيا عَلَما. وتبقى ترفعه حتى تجعله في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. ترفعه ان اطاعها لأعلى مراتب الجنة..
وإن كانت حبيبةً؛ فإن قلبها يسمو به حتى لا ترى مثله أحدا ولا تقدم عليه أحدا.. وترى رفعته رفعة لقلبها إذ هو قلبها فإن أحبت اخلصتْ حتى انها لتنسى نفسها ولا يدور بخلدها ان تنسى حبيبها..
وأما إن كانت بنتا :فهي كبده وهي التي تكف النار عن وجهه في الدارين وهي التي ترعاه وتعينه وتحبه وتجله...
... إنَّ المراةَ نبع ُ الحب والحنان وهي وطن للرجل فوق وقبل كل الأوطان.. وهي مُنطِقَةُ ألسنةِ الشعراء وهي زينة القوافي والاوزان... وهي باعثة شاعرية الحرف فيهم منذ اقدم العصور والأزمان..
... من هنا نرى ان المرأة حظيتْ بأجمل الأوصاف وأرق التعابير وابلغ القصائد على مر العصور :
ففي العصر الجاهلي :اختلفت الأشعار الجاهلية في نظرتها للمرأة فمن الشعراء من نظر لها نظرة تقدير واحترام وإجلال ورفع من شأنها وقدر لها دورها في العشيرة والأهل ونصرتها لاخيها وذويها... وحتى قدر بعض الشعراء بكاءها على أخيها وابيها وزوجها وعدوا ان البواكي سند ومفخرة وان من لا بواكي له ذليل مهان....
.... ومن الشعراء الجاهليين من نظر للمرأة نظرة المجون والابتذال...
ومهما كان الإختلاف فإن كلا الطرفين أجاد وصف المرأة بشعره..
.. ومن الخصائص الجمالية التي كانت لدى شعراء العصر الجاهلي :
البدانة والسمنة والضخامة في الأوراك والاكتناز.. فقد كان الاعتقاد لديهم ان بدانة المرأة دليل على ترفها وغناها... ومن الخصائص الجمالية الأخرى جمال القد والخد والجيد والرمش وغيرها من صفات الجمال المعروفة...
فقد ابدع الشعراء الجاهلون في وصف جمال المرأة وحسنها.. فوصفوا بطنها وثغرها وسوقها (الريانة) وطولها (الفارع)... ووصفت الطويلة بالفارعة..
وفي العصر الإسلامي...
ومع سمو الفكر وازدهار الثقافة وتسامي الادبيات والاخلاقيات في المجتمع.. فقد ظلت المرأة حاضرة في قصائد الشعراء ولكن مع التخلي عن بعض طرائق تناول المرأة ووصفها... وشذب الشعراء من ادواتهم بحيث يتوافق وصفهم لجمال المرأة والتغزل بها مع المنزلة العظيمة الكريمة التي أعطاها الإسلام للمرأة لكن هذا التخلي عن طرائق الوصف المبتذلة لم يستمر في كل العصور الإسلامية فقد عاد الشعراء في..
العصر الأموي للمبالغة في وصف جسد المرأة واستخدام ألفاظ الإغراء والإثارة والوصف الحسي الدقيق لتفاصيل الجمال المثير لدي المرأة..
ولعل عمر بن أبي ربيعة ممن أجادوا فنَّ الوصف والغزل بالمرأة وكان لهم الدور الواضح في ذكر الملامح الجمالية الحسية..وما يرافق ذلك من إثارة..
وفي هذا العصر ظهر قيس بن الملوح الذي عشق ليلى لكنه شبب بها قبل خطبتها الأمر الذي اغضب أهلها فابوا ان يخطبها فجنَّ جنون العشق وهام على وجهه وقرض الشعر حتى هامت به نفوسنا وهامت به الصحراء والوحوش من قبلنا... ومما قال مجنون ليلى :
اهيم باقطار البلاد وعرضها..
ومالي إلى ليلى الغداة طريقُ
كأنَّ فؤادي فيه مور بقادحٍ
وفيه لهيب ساطعٌ وبُروقُ
إذا ذكرتْها النفسُ ماتت صبابةً..
لها زفرةٌ قتّالةٌ وشهيقُ
برى حبُّها جسدي وروحي ومهجتي...
فلم يبقَ الا أعظمٌ وعُروقُ.....
المرأة في العصر العباسي :
تمازجت في هذا العصر الثقافات وتالق الأدب الإنساني والشعري والثقافي.. وازدهر فكثر الأبداعُ الأدبي وكثر الشعراء والادباء وعزز ذلك كله الثقافة والتذوق الشعري لدى الولاة والحكام الأمر الذي دفع الأدب للازدهار والتقدم وأعطى الشعراء والادباء قيمةً عاليةً كما عاد ذلك على الشعراء بالاعطيات والمكرمات.. فابدعوا وابتدعوا في ضروب الشعر كلها ومنها وصف المرأة جمالا وخُلُقا وسلوكا.... وقد سما حتى من لم يكن يعرف عنه سمو الأخلاق في وصف المرأة.. فهذا ابو نواس يصف من احبها بالتمام حين قال :
تمّتْ وتمَّ الحُسنُ في وجهها...
فكل شيئٍ ما خلاها محالُ
للناس في الشهر هلالٌ ولي...
من وجهها كل صباح هلالُ
.......
واما المرأة في العصر الحديث :
فقد جمع الشعراء بين خصائص كل العصور السابقة فمنهم من يعمد لوصف المرأة وصفا حسيا مثيرا يتناول فيه تفاصيل جسدها ولا يتورع في ذكر ما يخدش الحياء وقيم المجتمع ويبتذل المرأة وينتقص من حقها وكرامتها....
ومنهم من ابدع في وصف الجمال ملتزما بطريق تقدير المرأة واحترامها وعدم اقتصار جمالها على جمال الجسد وإنما إبراز جوانب الجمال الاخلاقية والسلوكية والقيمة الإنسانية للمرأة ودورها في المجتمع...
ومن هؤلاء أمير الشعراء (احمد شوقي)
:
صوني جمالك عنا اننا بشر ٌ
من التراب وهذا الحسن روحاني..
وقال
حبيتكِ ذاتَ الخالِ والحبُّ حالةٌ
إذ عرضتْ للمرء لم يدرِ ما هيا..
من هنا نرى ان المرأة هي الحياة للأدب وهي روح المجتمع والشعر والابداع. وسواءً أأنصفها الشعراء بطرائق تناولهم لوصف الجمال والتغزل بها فاحسنوا ام تمادوا فأساؤا.... فإن المرأة تبقى على مر العصور مُلهِمَةً للشعراء وَوَلَّادةً للقوافي ونهرا يروي حروف الشعراء والادباء...
وتظل المرأة بجمالها روحا وجسدا أمّاً وحبيبةً وبنتا واختا تظل وطنا وسكنا للرجل؛ تزمله اذا افزعه غار الحياة القاسية وتمده بالدفء اذا آلمه برد الكون وجليد الماديات وتُسرّي عنه اذا اتعبته الحياة القاسية...
المرأة شق الروح والنفس ومستودع الحب والالهام.... وقد اجادت القوافي وصفها ولكنها تسمو بأسمى القوافي..فلكان القوافي لا تسمو الا في ظل المرأة...
وقد استهل المشرف الاعلى للملتقى د فيصل الرفوع، هذه القراءات للورقة فقال انه تحليل علمي ومنهجي ومنطقي للمرأة وعالمها في الأدب والشعر وثقافة القوافي، فلعطوفتكم كل الشكر على هذه الإحاطة الأدبية المهمة والمتميزة ،
وراه الشاعر ايمن الرواشده، بحث محكم متراص مكتنز .أحاط بالمرأة وجمالها الحسيِّ والمعنوي إحاطة السوار بالمعصم..
وأوفى المرأةَ حقها وأشبع عين الناظر على اختلاف موضعه أباً وزوجاً ووالداً وأخاً ..
التحية لمُعدِّ هذه الورقة البحثية الفخمة أستاذنا وشاعرنا خليل الخوالدة .. طابت الأنفاس
ويقول د. محمد المعايعه، لقد أجدت الوصف والتحليل لمكانة المرأة في ظلال القوافي، مقال يرقى إلى مستوى ورقه بحثيه محكمة يشار إليها بالبنان .. ثريه بالمضمون والمعاني الرائعة.. لقد احطت بمكانة المرأة إحاطة المتبصر الحكيم فأبدعت وأجزلة القول، فسقيت وأرويت...
فسلم فكرك وقلمك وأدبك، ورفع الله شأنك كرافعه فكرية إبداعية سامقة نتفاخر ونتباهى بها بين كبار الأدباء والشعراء .
وقراها د. احمد الحليسي على أنها ورقة شاملة متميزة، حيث تسلسلت تاريخيا في تناول الشعراء للمرأة على مر العصور، أحسنت هذا التدرج، وتحدثت عن المرأة الزوجة والبنت. الخ وهذا اضفى جمالا على جمال، حفظك الله ورعاك.
أبدعت أستاذنا العزيز وكتب د. غازي المرايات رئيس مؤسسة اعمار الطفيلة،ان الورقة امتازت .بجزالة التعبير واختصرت كل العصور وأعطيت المرأه حقها الوافي.
سلم قلمك ودمت دائما بخير وصحة وسعادة.
وللادب والشاعر الاردني د. محمد العمايره، رؤيته. اذ قال انها ورقة مكثفة مجردة من اية زوائد لا ضرورة لها.
اوفيت الموضوع حقه من حيث تحديد الموضوع ووصفه واستخلصت المنشود منه .
المرأة والقوافي موضوع واسع
وهي بين الجمال الحسي والروحي و موضعها زوجة وحبيبة واما واختا وابنة ..
كنت اتطلع الى نماذج لشعراء كثر ولكني ادرك ان المساحة المتاحة حالت دون ذلك..
كل التقدير والاحترام.
وعدها الاديب هاني البداينه، مراجعة وثائقية واستقصاء رشيد لمقام المرأة وشأنها العظيم، وستبقى المرأة، كيان الجمال ومستودعه
تحية واحتراما شاعرنا العزيز
امينة الجمجومي. الاديبة المغربية. قالت فعلا هي غير محشوة بالزيادات، بل جاءت رشيقة، لتحمل معنى رائعا عن المرأة في ظلال القوافي،
فما من سبيل الا الى المراة، يسالها العاشق، وينصت لها المحب، ويرعاها بالعيون كل منصف. عرف قيمتها اما واختا وابنة وزوجة
فما من سبيل الى عشق الانوثة الطيبة،
اهيم باقطار البلادل وعرضها
وما لي الى
ليلى الغداة طريق
احسنت في هذه الورقة، التي جمعت كل الخصال السامية. وعالجت كل العقبات
اما مريم العنانزة، القاصة والاديب، فقالت ان ضوء الحرف يجيئ ليبدد الظل المعتم، ويضيء ظلام الدرب في صيغة نادرة؛ بلغة تغذي ذاكرتنا من نبع وعيكم الصاخب غير المنقطع بإذن الله، ناحتا من الأدب سيمفونية مشرقة متوهجة ومفصلة ومجملة للموضوع بأسلوب رزين ونصوص تحفل بمعنى المعنى....
نشكر أستاذنا الفذّ على هذه الورقة التي جمعت في طياتها جمال الإحساس والمعنى كاشفة عن عميق وعيك، معالجة ومناقشة مقام المرأة وعظيم شأنها على مختلف العصور... دمت بنقاء حضورك وعطائك...
وقراها التربوي محمد التميمي باعتبارها الورقة الأولى في الندوة ١٣ لملتقى السلع الثقافي حيث كان عنوان الندوة *المرأة في ظل القوافي*
وذكر انها ملهمة الشعر والشعراء وهي ابنته وزوجته واخته ووالدته
اعجبني جدا إستعراض أديبنا الفاضل للمرأة من عصر الجاهلية قبل الإسلام مرورا بعصر الإسلام الزاهر ثم الأموي والعباسي والعصر الحديث
وزاد باستعراضه أن للمرأة جمالان جمال حسي أخاذ جذاب وجمال روحي آسر غلاب
ورقة قمة الروعة والتوثيق
كنت أتمنى ان يزيدها جمالا بإستعراض الحقبة الأندلسية... ابن زيدون وزرياب وولادة بنت المستكفي..... بوركت اخي خليل الخوالدة
كل الإحترام والتقدير
ورقة رصينة جامعة مانعة..رآها الاكاديمي الشاعر د. صقر الصقور.
وقال انها اوفت القوافي حقها واحاطت بموضوع المرأة في الشعر العربي .. ايما احاطة ... احترامي لك شاعرا .. و تقديري لك باحثا ..
كل المحبة والتقدير ..
ولفت الشاعرة الأردنية ريما البرغوثي الى ان الورقة هي أول الغيث
وهذه قطرة عذبة جمعت السحب كلها بين جنبيها
ورقة جمعت بين العصور الأدبية منذ الحاهلية إلى الآن بصورة مكثفة اختزلت صفحات وكتبا طويلة وشروحات واسعة وجاءتنا بزبدتها جميعا
حتى كدنا نحس أننا في خطوات سريعة كالبرق مررنا بأزمان شعرية وعصور أدبية وتوقف بنا القطار في محطة عصرنا هذا
أيها الأستاذ الشاعر المبدع
شكرا لك على هذه الورقة الماتعة النافعة
دمت متألقا
من جانبها رأت الشاعرة نبيلة حمد ان تقدم احترامها وتقديرها لهذا الجهد الذي بذلتموه في إعداد هذه الورقة ، والذي أكد على احترام العرب للمرأة حتى فيما سمي بالعصر الجاهلي ، فالمرأة العربية لها صورة نقية وطيبة وراقية في الشعر العربي
حتى في وصف المعارك كانت حاضرة وبقوة ، أمتنان
ومن لبنان فقد قرأها الساع. د. فواز زعرور، وقال انها جهود مباركة، وسعي مشكور، من جهابذة الأدب والشعر والأخلاق في عالمنا العربي .. كل النجاح والتوفيق نرجوه لكم، استاذ خليل، في مبادرتكم الحالية ومبادراتكم القادمة .. سدد الله خطاكم لكل خير ونفع بكم وبعلومكم ..
ووجدها الشاعر د هشام القواسمه. استعراض جميل وماتع لصورة المراة عبر العصور الزمنية المختلفة.. لا شعر دون أن تكون المرأة عنصرا يجمل القصيدة ويعطرها كما أشرت في ورقتك المهمة.. زادك الله رفعة وتفوقا صديقي الغالي الاستاذ خليل خوالدة