آخر الأخبار

د. الرفوع يفتتح ندوة المراة في ظلال القوافي على منصة السلع

راصد الإخباري :  


عمان - راصد
كتب عبدالله الحميدي

افتتح الوزير الاردني د فيصل الرفوع الندوة (١٣) لملتقى السلع الثقافي، عصر اليوم. 

وأكد د. الرفوع راعي الندوة، في كلمة الافتتاح ان الثقافة الأردنية. ظلت تعيش في محيطها العربي، وان المؤسسات الثقافية ساهمت في إسناد الثقافة العربية بما تمثله من مدارس فكرية، وقيادات للعمل الثقافي

وثمن في كلمة الافتتاح الدور الوطني لملتقى السلع الثقافي وتمكينه للأدباء. والمثقفين من الانضواء تحت رايته التي باتت تضم الكثير من القامات الادبية العربية
وتاليا نص كلمة الافتتاح

بسم الله الرحمن الرحيم، 
والصلاة والسلام على نبينا وهادينا ورسولنا  محمد صلى الله عليه وسلم،

الاستاذ غازي العمريين مؤسس ورئيس ملتقى السلع الثقافي، 

 ايتها الاخوات، أيها الاخوة المنتدون الأكارم،
   نلتقي  اليوم، الخميس،2021/9/9،  ومن على منصة السلع الثقافية الواعدة، والتي اسسها ويديرها أخينا الأستاذ غازي العمريين، وضمن نشاطات ملتقى السلع الثقافي، على موعد مع الندوة (13)، لملتقى السلع الثقافي، التي عنوانها، (المرأة في ظلال القوافي) .

 وشاءت  الأقدار ان اكون راعيا لهذه الندوة من على بعد آلاف الأميال، من تورونتو، العاصمة الإقتصادية لكندا. حيث شرفني الزميل والصديق والأخ الأستاذ غازي العمريين، مؤسس وسادن هذا الملتقى الواعد، ان ارعى هذه الندوة، ذات العنوان المميز، والدلالات المتميزة، لمكانة المرأة، وتحديدا، المرأة العربية، مكانتها، ليس في زوايا الأسرة وعالم التربية، ودورها الريادي في المجتمع والإدارة والسياسة والقيادة، بل من جانب آخر، جانب يمس الوجدان والفكر والضمير، وهو مكانتها في، مرآة الحضارة العربية الإسلامية، 

وسجل تاريخ الأمة، وهو الشعر والقوافي، وسواء اكان ذلك من قبل مولد فجر الإسلام ام قبله. 
لكنني عاتب على اخي ابا ايمن، وهو إستهدافي، مع سبق الإصرار، وهو أن يضعني في مواجهة، هذه النخبة الوازنة والمحترمة والمقدرة من أعضاء الملتقى، وبلا سلاح، فما أحمله من سلاح لا  استطيع  ان اجابه به، بلاغة الكلمة، وسعة الافق والإطلاع وعالم الأدب والشعر، الذي يتمتع به أعضاء الملتقى، جميعا،

 فأنا لست بأكثر من قطرة في بحور عالم هؤلاء الذوات، الأدبية والثقافية  وحتى الفكرية، وغاية ما اطمح له هو ان اكون مستمعا لأي منهم، لا متكلما.... سامحك الله اخي ابا أيمن، فهذا هو ديدنك الراقي والمقدر منذ أن كنا زملاء ذات يوم في مدرسة الطفيلة الثانوية، 

ومع ذلك ساحاول جاهدا ان اقول شيئا.. شيئا ما، اي شيء كالعديد من حاطبي ليل هذه الأمة المستهدفة والمكلومة والجريحة ، لكنها بكل الأحوال، امة واعدة . 
فعبر تاريخ أمتنا العربية المجيدة، من قبل وبعد الإسلام، كان الشعر يمثل سجل تاريخها، والناقل الأمين، في احيان كثيرة، لواقعها وما تواجهه من تحديات وإرهاصات وحراك سياسي وثقافي وعسكري. وغالبا ما كانت المرأة العربية تحضى بمكانتها في عالم القوافي والشعر، فحتى قبل الإسلام، والذي اطلق عليه البعض، بالعهد الجاهلي، والذي، إذا ما تم إستثناء، الجهل بوحدانية الله سبحانه وتعالى وجلت قدرته، وبعض الممارسات الإجتماعية الخاطئة، فيمكن إعتباره ليس بعصر جاهلي، بل عصر تقدمي وتنويري في حينه. 

فكيف يمكن وصف حلف الفضول، بأنه نمط جاهلي، وهو يمثل مباديء سامية، لم ترقى إليها  العديد من الثورات المعاصرة والتي تقود المشهد الحضاري اليوم، بما فيها  كل من الثورة الفرنسية والثور الأمريكية. هذه المباديء  والتي اقرها الإسلام فيما بعد، واعتبر بأن (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام). 

وكيف يمكن وصفة، بالعصر الجاهلي، وهو عصر شعراء المعلقات، بدءا من إمرؤ القيس وليس إنتهاء بالنابغة الذبياني، والذين، وفي كل اعمالهم الخالدة وقوافيهم، كانوا يبدأون بالمرأة، ويتغنون بها وبحسبها ونسبها وجمالها، بل كانت المرأة حينها تمثل، المادة الدسمة لمنصات التواصل الإجتماعي آنذاك، بداء  من سوق عكاظ وليس إنتهاء، بعالم الفخر والهجاء والسمر والعشق والهيام. 

وهكذا الأمر،  سواء بعد سيادة الحضارة العربية الإسلامية، للمشهد الحضاري الكوني ام في عصر التراجع الذي نعيشه اليوم، فكم كانت المرأة مادة يعتز بها في الشعر المعبر عن آهات واَوجاع  الفرد والأمة وآناتهما، منذ ما قبل الفرزدق، وليس انتهاء بمَجنون ليلي، ومجنون بلقيس، نزار قباني. 

ايها المنتدون الأكارم،
يطول الحديث، حول المرأة ومكانتها في القوافي والشعر العربي، على إمتداد التاريخ العربي، تلك المكانة التي تعبر عن رقي حضاري، ينكره الآخر علينا اليوم، فقد كان للمرآة مكانتها الإجتماعية والثقافية المقدرة، وتحديدا في الشعر وعالمة، منذ ماقبل الإسلام، الذي جاء برسالة حضارية معززة للمرأه ودورها، وحتى يومنا هذا، فقد أفرد الشعر العربي مكانة متميزة للمرأة في الجوانب العديدة، وخاصة الجوانب الوجدانية، لكن كروح وليس كجسد كما عاملتها الحضارة المادية الغربية وتعاملها  . 

وفي النهاية، كم انا سعيد اليوم، لرعاية هذا النشاط الثقافي، الذي يتعامل مع العلاقة الازلية بين المرأة والشعر ، منذ سوق عكاظ الذي كان ذات يوم، السجل الخالد للامة،  تاريخا وتراثا وآمالا وآلاما، إلى اليوم . 

فلكم مني كل التحية، أيها المنتدون الأكارم ، متمنيا لهذه الندوة، النجاح والفلاح والصلاح ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

فيصل عوده الرفوع 
جامعة يورك York،  
تورونتو - كندا