آخر الأخبار

البرغوثي تكتب عن توامها المفقود على منصة السلع

راصد الإخباري :  

عمان - راصد
كتب عبدالله الحميدي

قدمت الشاعرة ريما البرغوثي، بعضا من قصائدها للنشر على منصة السلع.

وفي ثلاث قصائد في اليوم الثاني من التحاقها بمنصة السلع كتبت البرغوثي قصائدها تحت عناوين  "توأمي المفقود" و"عزيف العود" و"حامل الورد" وتاليا النصوص

 "عزيفُ العَوْدِ" 

كالـبـرقِ كالغـيـثِ كالأنـواءِ كالحِمـمِ
يمـرُّ طيفــُك يُذكـي صَحـْوةَ الألــَـمِ

تسَرَّبَ النـّورُ من عتمِ الهوى سَرَبـــًا
فاهتـزَّ حبـلُ النّوى في عابــرِ الحُلُمِ

واشتدّتِ الرّيـحُ في أغصانِ دوحتِنا
فاسّـاقطت جُمَـلاً مـن عابـثِ الكلــمِ

تدحرجَتْ في دروبِ الشوكِ تجلدُها
محابــرُ الخـوفِ في إخفاقـةِ القلــمِ

ورعشـةُ الشـوقِ فوقَ السطرِ قابعــةٌ
وهمسـةُ الوجــدِ تمحـوهــا يـدُ النّدمِ

طافـت على مركـبِ الأشعـارِ قصتُنـا
فأغـرقتنـــــا ببـحــــرٍ فــاضَ بالعـَدَمِ

اركبْ معي الموجَ فاللجـاتُ تجذبُني
والقـــاعُ يفغـرُ فاهـًــا غُصَّ بالظُّلَـــمِ

جرّدْ مجـاديفــَـكَ الحيرى وهـاتِ يدًا
تذيبُ خوفي تبثُّ النبضَ في هَرَمي

كنْ أنت غيمي وهَبْني قطـرةً قفـزَت
منْ عنفوانِك واسقِ الرّيحَ من دِيَمي

من كأسـِكَ الثـّرِّ أرسـلْ لحــنَ أغنيـةٍ
مُرتـِّلاً بـوحَ ذكرى غاصَ فـي القِــدَمِ

واعـزفْ تفـاصيليَ الثكلى على وَتـَرٍ
يستصرخُ الشِّعـرَ يُذكـي لوعـةَ النّغَمِ

أقبـِـلْ فمـــا زال نبعي بالوفــا هَطِلاً
وارفـقْ بكـفٍّ أذابتهــا عـرى السّقــَمِ

وازرعْ نقوشَ زمــانٍ كـانَ مبتسـمــًـا
ولـتـروِ تربتَهــا مـن مُعصـراتِ دمـي

فشـاطـئُ الـعـمــرِ أسـرابٌ منورسـةٌ
تذوبُ فـي موجِ بحــرٍ للغمـامِ ظمي

فاسـمعْ تراتيــلَ نبضٍ ضلَّ دفقـتـَـهُ
ولا تكنْ عن عزيفِ العَوْدِ في صَمَمِ 


 "حاملُ الورد" 

مالــت على يـدِهِ الأزهـــارُ مثملـــةً
والوردُ يختــالُ بيـن الجفـنِ والخدِّ

ألوانـُـه الغـرُّ تكسـو الروحَ مخملَهــا
تسري بها عبقًا فوقَ الشّذى الوردي

كأنـّــه مـن عطـورِ الرّوضِ منتعـشٌ
والعـيــنُ تلهـو بــه في الأخذِ والرّدِّ

أغرقتَ بحري فصاحَ الموجُ مرتعشًا
يا حاملَ الوردِ هل تبقى على العهدِ

يا صاحبَ الوردِ كم أشواكُهُ عزفَتْ
لحـنــًـا يسيـــلُ على الأضلاعِ بالودِّ

مالــت بأعنـاقِهــا والدَّمـعُ قطرُ ندًى
تبكي من الشّوقِ أم من وعكةِ البردِ

ووشـوشَتْ قلمي والغيــمُ يحضنُهـا
والنـّجــمُ يُملي لــه بعضًا من السـّردِ

اغـزلْ مـن النـّورِ شـلالا تـبــوحُ بـِــهِ
وانقشْ بأفْقـي جلالَ البرقِ والرّعْــدِ

واكتبْ على صفحـةِ الأيّـامِ أحجيــةً
يا صاحبَ الوردِ ضاعَ العمرُ في العَدِّ

هذي زهـورُ الهـوى يلهـو الخريفُ بها
 شـابـتْ ذؤابـاتـُـها في البعــدِ والصدِّ

إن كانَ عمرُ الفتى أشـواكَ عوسجـةٍ
والجـرحُ يجتـاحُــهُ مـا قيمــةُ  الورد

" توأمي المفقود" 

بيني وبينكَ أسطرٌ وعبارَةْ
وعلى ضفافِكَ لؤلؤٌ ومحارةْ

بيني وبينك أبحرٌ وقصيدةٌ
وعلى شِغافِ الحرفِ بعضُ جسارةْ

دعني أسطرُ في رؤاكَ قصيدةً
فأزيحُ عن ومضي الخفيّ دِثارَهْ

دعني أساجلُ في غيابِك لوعةً
ترثي لأحداقٍ جرت بغزارةْ

أخفيتُ أنفاسَ الهوى بزجاجةٍ
من كوكبٍ بالدرِّ صاغَ سوارَهْ

لملمتُ أرتالَ التشوقِ خلسةً
فقرأت في كفِّ الرؤى أخبارَهْ

راقصتُ في بستانِهِ أرجَ الشّذى
ناجيتُ من شوقي له أزهارَهْ

وعلى جفونِ الفجرِ لاحَ وميضُهُ
فلمحت في مدِّ الفضا أسرارَهْ

وأدورُ في أفلاكِهِ صوفيّةً
علّي ألامسُ في مدايَ وقارَهْ

ولعلَّ قلبي يستميحُ منَ الهوى
عذرًا ليلمسَ في الغروبِ جدارَهْ

فتلاطمت أمواجُ قلبي تارةً
تعلو فتمخرُ لجَّهُ وبحارَهْ

وبتارةٍ أخرى تُعيدُ هدوءَها
فتزيدُ في لهبِ الفِراقِ شرارَةْ

وتغيبُ روحي في سباتٍ علّها
تُطفي لهيبًا صاعدًا وأوارَهْ

أشتاقُهُ والشوقُ ينفضُ أضلعي
كالغيثِ يسبقُ برقُهُ أمطارَهْ

كسنابلٍ غرثى لرشفاتِ النّدى
تجني مع الفجرِ الوليدِ ثمارَهْ

كالبدرِ في الأجواءِ يسكبُ نورَهُ
والليلُ هزَّ على الرُّبا قيثارَهْ

يا ليلُ هذا القلبُ يشكو علةً
إذ ما قضى من عمرِهِ أوطارَهْ

أوَما سألتَ عن العيونِ وكم جرى
منها الأنينُ وكم تتوقُ ديارَهْ؟

فلتحمليني يا نُسَيْماتِ الهوى
ولتُسكِني قلبي المشوقَ جوارَهْ

علي إذا سهدتْ جفونُ وسادتي
أغفو على نغمٍ يُجيدُ حوارَهْ

وإذا انطفأتُ وذابَ شمعي راحلاً
أقتاتُ في قعرِ الدُّجى أنوارَهْ

وإذا تلاشى نجمُ ليلي ذاهبًا
أشعلتُ من إقبالِهِ إدبارَهْ

وغمستُ أدراني بماءِ فؤادِهِ
لأعودَ من ذنبِ الهوى بطهارَةْ

هلاّ رسمتَ على الغيابِ ملامحي
وأزلتَ عن شعثِ اللقاءِ غبارَهْ

ورصفتَ أسرابَ النّجومِ لعودةٍ
كالأفْقِ عانقَ في الدّجى أقمارَهْ

يا صاحِ فانثرْ في الدّروبِ زهورها
فالنفسُ إن صدحَ الجوى أمّارَةْ