سجل الاديب هاني البداينة صورا للاعجاز القرآني في الورقة الثامنة على منصة السلع.
وتناول في الورقة التي جاءت ضمن اعمال
الندوة الثانية عشرة
في إعجاز القرآن الكريم
نظرة على كتاب " القرآن محاولة لفهم عصري"
للدكتور مصطفى محمود.
وتاليا نص الورقة
مازال القرآن الكريم، الكتاب المعجزة، يمشي مع العلم ويسيران معا في خطٍ متواز بعد ألف وأربعمئة عام من نزوله. بينما يتحدث القرآن الكريم عن العلوم، ويضم بين دفتيه لمحات وإشارات عن الفلك و الطبيعة و الجيولوجيا والطب والتشريح والحياة ، فإنه يمتلىء بلمحات من ھذه العلوم وخفايا وأسرار تتكشف للمتبصّر المختص.
في عام 1976 صدر عن دار المعارف في مصر طبعة الكتاب الأولى بعنوان القرآن محاولة لفهم عصري للدكتور مصطفى محمودلا ، وربما طبع قبل ذلك لكنه طبع بعده أيضا.
يتناول الكتاب مواضيع متعددة تتحدث عن كيفية فهم عصري للقرآن الكريم وتدبر آياته ومعانية وتطبيقها على أرض الواقع، وقد أفرد فصلا خاصا للعناوين التالية، المعمار القرآني، التخيير والتسيير، قصة الخلق، الجنة والجحيم، العلم والعمل، الحلال والحرام، أسماء الله، الغيب، الساعة، البعث، لا كهنوت، لا إله إلا الله، إعجاز القرآن.
هذه مقتطفات يصف بها الدكتور مصطفى محمود القرآن وفرقه عن الشعر وانواع الكتابات الأخرى:
القرآن ليس بالشعر ولا بالنثر ولابالكلام المسجوع، انما هو معمار خاص من الالفاظ صُفّت بطريقة تكشف عن الموسيقى الباطنية فيها.
وفرق كبير بين الموسيقى الباطنة والموسيقى الظاهرة.
عندما تتلو (والضحى، والليل إذا سجى)، أنت أمام شطرة واحدة، تخلو من التقفية والوزن والتشطير، ومع ذلك فالموسيقى تقطر من كل حرف فيها.. من اين؟ وكيف؟ هذه هي الموسيقى الداخلية،الموسيقى الباطنة سر من اسرار المعمار القرآني لايشاركه فيه أي تركيب أدبي.
لاشبه به وبين الشعر الجاهلي، ولابينه وبين الشعر والنثر المتأخر، ولامحاولة واحدة للتقليد حفظها لنا التاريخ برغم كثرة الاعداء الذين ارادوا الكيد للقران.
تبرز العبارة القرآنية منفردة بخصائصها تماما.. وكأنها ظاهرة بلاتبرير ولاتفسير سوى أن لها مصدراً آخر غير مانعرف.
( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)....انك لتشعر بشيء غير بشري تماما في هذه الالفاظ الهائلة الجليلة، وكأن كل حرف فيها جبل الألب. لايمكنك -مهما حاولت- أن تغير حرفا او تستبدل كلمة باخرى او تؤلف جملة مكان جملة تعطي نفس الايقاع والنغم والحركة والثقل والدلالة.
إذا كانت العبارة القرآنية لاتقع على آذاننا اليوم موقع السحر والعجب والذهول،كما وقعت على عرب الجاهلية، فهذا بسبب التعود والألفة والبلادة والإغراق في عامية مبتذلة أبعدتنا عن أصول لغتنا...ثم أسلوب الأداء الرتيب الممل الذي نسمعه من مرتّلين يكررون السورة من اولها لاخرها بنبرة واحدة لايختلف فيها موقف الحزن عن الفرح عن البشرى عن الوعيد..
وبرغم هذا كله فإن لحظة صفاء واحدة ينزع الواحد فيها نفسه عن البيئة اللزجة وترتد له نفسه على شفافيتها؛ كفيلة بأن تعيد له ذلك الطعم الفريد، وتوقفه مذهولا من جديد بعد قرابة 1400 سنة من نزول هذه الايات وكانها تنزل عليه لساعتها وتوها.
إنه قرآن في لغته. أما في اللغات الأخرى فهو شيء آخر غير القرآن. (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) فيها تحديد فاصل.
انفردت الآية القرآنية بخاصية عجيبة.. انها تحدث الخشوع في النفس بمجرد أن تلامس الأذن وقبل أن يتأمل العقل معانيها..فإذا بدأ العقل يحلل ويتأمل فانه سوف يكتشف اشياء جديدة وسوف يزداد خشوعا..ولكنها مرحلة ثانية، قد تحدث وقد لاتحدث.. قد تكشف الاية عن سرها وقد لاتفعل.. وقد تؤتى البصيرة التي تفسر بها معاني القران وقد لاتؤتى.. ولكنك دائماً خاشع لأن القرآن يخاطبك اولا كمعمار فريد من الكلام..طراز من الرصف يبهر القلب.
في الصفحات الأولى للكتاب، مقدمة يمكن تسميتها "إعادة اكتشاف القرآن بطريقة شخصية". سيجد القارىء وقتا استثنائيا صافيا ينتزع ذاته فيه ويعود على الفطرة التي ولد عليها، حيث ترتد له الشفافية المطلقة ويُعاد له ذلك الطعم الفريد والنكهة المذهلة والإيقاع المطرب الجميل في القرآن، وذاك كفيل بأن يقف مذهولاً من جديد بعد قرابة ألف وأربعمائة سنة من نزول هذه الآيات وكأنها تنزل عليه لساعتها وتوها . "
يقول الدكتور محمود في تلك المقدمة، إننا لسنا أمام معنىً فقط. وإنما نحن بالدرجة الأولى أمام معمار. أمام تكوين وبناء موسيقي تنبع فيه الموسيقى من داخل الكلمات، من قلبها لا من حواشيها، من خصائص اللغة العربية وأسرارها وظلالها وخوافيها.
ولهذا انفردت الآية القرآنية بخاصية عجيبة. يستطرد المؤلف. إنها تحدث الخشوع في النفس بمجرد أن تلامس الأذن وقبل أن يتأمل العقل معانيها، لأنها تركيب موسيقي يؤثر في الوجدان والقلب لتوه ومن قبل أن يبدأ العقل في العمل.
فإذا بدأ العقل يحلل ويتأمل فإنه سوف يكتشف أشياء جديدة وسوف يزداد خشوعا .. ولكنها مرحلة ثانية .. قد تحدث وقد لا تحدث .. وقد تكشف لك الآية عن سرها وقد لا تكشفه .. وقد تؤتى البصيرة التي تفسر بها معاني القرآن وقد لا تؤتى هذه البصيرة .. ولكنك دائما خاشع لأن القرآن يخاطبك أولاً كمعمار فريد من الكلام.
كتاب جدير بالقراءة. ينظر فيه الدكتور محمود من زوايا مختلفة ويصنع لنفسه فهما خاصا للقرآن الكريم، وقد بلغ بجمله ذروة سنام البلاغة وسهولة اللفظ والتعبير، يخاطب العقل والروح ويحملك على النظر إلى الآيات القرآنية من زاوية أخرى ليست كتلك التي اعتدت عليها.
سأرفق مع هذه الورقة، نسخة إلكترونية للكتاب، وهي دعوة لقراءته وتأمله، مع خالص المودة والإحترام لمعالي راعي الندوة الدكتور معن القطامين ومعالي المشرف الاعلى الدكتور فيصل الرفوع وسعادة الإعلامي العريق أبي أيمن غازي العمريين وللأخوات والأخوة النخب الثقافية في هذا الملتقى العريق.
وراه الاديب د. احمد الحليسي وقد تحدث عن القرآن الكريم وإعجازه العلمي و الصوتي وابرز مقالات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في تناوله للنصوص القرآنية ومدلولاتها،
وعند تقييمه للورقة رأى الشاعر استاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع انها ورقة علمية تضمنت أفكارا بيانية لها تعالق مع النظم الذي انفرد به القرآن، وسيبقى كذلك محملا بأسرار جمالية كلما ازداد المتدبر لآياته تفكرا.
وقدم الشاعر د. فواز زعرور كل مشاعر الإعجاب والتقدير للجهود المباركة للاستاذ هاني نقدمها له على طبق من ذهب على هذا العمل الجليل المبارك.. بوركتم وبوركت عطاءاتكم ..
ووجدها الشاعر المعطاء ايمن الرواشده ورقة حوت كل ما لذ وطاب من صنوف الإعجاز والبيان الساحر ..نثر فيها الأديب الأريب هاني البداينة كتاب الدكتور مصطفى محمود نثراً أدبياً بليغاً ..
حقاً إنه كتاب عصري يجمع ما بين الإعجاز الذي أعيى بلغاء العرب في زمانهم التليد وأوقفنا مدهوشين من عظمة نسجه ومعماره في عصور العولمة والانفتاح ..
فيما اشار الاكاديمي الشاعر د. كامل الطراونه. للنص وقال متعتنا بورقتك الغنية بمعلوماتها وتسلسلها واسلوبها البين الواضح.. طبت استاذنا وعلى طريق العطاء الفكري سر متعك الله بفضاء فكري عامر
وعند قراءة النص، وجد الشاعر خليل الخوالده ان الآية القرآنية انفردت بخاصية عجيبة ... انها تحدث الخشوع بمجرد ان تلامس الأذن.... هذا هو الإعجاز بعينه... لذلك ترى من لا يعرف اللغة العربية ولم يسمع القرآن من قبل تراه اذا تليت عليه القرآن الكريم يخشع وربما يبكي... ان في النص القرآني سرٌّ إلهي من التاثير في نفوس الخلائق... (كل الخلائق ليس الانس والجان فقط... انا سمعنا قرآنا عجبا....)...
جميل انك ابتدعت في الملتقى بدعتك الحسنة هذه وهي انك اخذت نصا راقيا فافضت في تبيانه وقدمت لنا خلاصته... وهذا أدعى للاحترام... لانه أدعى للأمانة العلمية
ورآها التربوي أ. محمد التميمي ورقة محكمة بعنوان*نظرة على كتاب "القرآن لمحاولة لفهم عصري*
للكاتب مصطفى محمود ...
وان القرآن الكريم يتحدث عن العلوم والطب والفلك والفقه والتوحيد... وانه ليس بالشعر ولا بالنثر ولا بالكلام المسجوع ... انما هو معمار خاص من الألفاظ صفت تكشف عن الموسقي الباطنية فيها...
أورد الجنرال هاني اطلالة وافية عن الكتاب وفوق هذا ارسل الرابط الخاص به
ولدى مروره على الورقة قال الاذاعي د. احمد القرارعة ابدعت في اختياراتك، وانت الاديب المبدع الذي ينتقي اطيب ما في الادب والعلم، كتاب العالم مصطفى محمود الذي يتناول جوانب من اعجاز القران ، اختيار موفق، دمتم بخير
وسجل المشرف الاعلى للملتقى د. فيصل الرفوع تقديره لما كتبه الاديب البداينه وقال بارك الله فيك وفي إبداعك اديبنا الأستاذ هاني البداينة
ولعلها في نظرات فاحصة، وجدت الشاعرة نبيلة حمد، كثيرا مما اعجبها فقالت، قرأت هنا لغة عالية ونظرة لطيفة جميلة لكتاب الدكتور مصطفى محمود
كان العرض وافيا صيغ بأسلوب أنيق مدهش ، وأنا أسجل هنا شكري وتقديري لهذه العناية المدهشة ببناء الجمل ، والأسلوب السلس الجميل في الكتابة .
شكرا للإفادة وامتناني
وفي ختامها للتعليقآت قالت الاديبة امينة الجمجومي، من المغرب الشقيق، سلم هذا الاختيار الموفق،
لكنز علمي كتبه عالم من شوامخ الامة
تلك هي فائدة العلم، وذاك هو المأمول من المعارف النبيلة، حين تنتقل بين الناس، فاجمل العلم ما نفع