الإعجاز الصوتي، ورقة سادسة على منصة السلع
راصد الإخباري -
الطفيلة - راصد
من عبدالله الحميدي
قدم الاكاديمي الشاعر د. كامل الطراونه، ورقة عمل بعنوان" الاعجاز الصوتي في القران الكريم"
وافاض في الورقة شرحا عن جوانب الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم، في اطار الندوة (١٢) التي افتتحها د. معن القطامين، وتاليا النص،،
يبدو ان المقصود باعجاز القران ابتداء هو كونه ما يعجز الناس عن الاتيان بمثله، ولذا فان التحدى قد وقع من الله تعالى للانس والجن على بان ياتوا بصورة من مثله، فعجزوا عن ذلك.
اذن تحدى الله تعالى العرب، وهم ارباب الفصاحة، ومالكوا ناصية اللغة ، تحداهم بان ياتوا بمثل القران، أو بمثل عشر سور، او حتى بسورة، فكانت النتيجة ان عجزوا واستسلموا.
" قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" الاسراء:٨٨.
ومعلوم ان معجزة القران معجزة عقلية، ترجع الى تامل معانيه واسراره، وهذا ابلغ وادل في باب الاعجاز من المعجزات الحسية التي اوتيها النبيون قبل محمد عليه السلام.
الاعجاز الصوتي :
----------------------
يقول ابن عطية: " لو نزعت حرفا نن القران ثم ادرت اللغة من الفها الى يائها لتجد ما يسد مسده، فلن تجد".
ومن هنا فاننا نرى ان دراسة الدلالة الصوتية تتاتى من حيث :
١- من صفات الاصوات من حيث :
- الجهر. - الهمس. - الرخاوة. - الشدة.- الانطباق. - الانفتاح.
٢- ومن حيث ما يصاحب الكلمة عند النطق بها من ظواهر صوتية : - كالنبر. - والتنغيم.
٣- ومن حيث النظر في مخارجها المختلفة.
٤- ومناسبتها لسياقها ونسقها الدلالي.
اما عن الاعحاز الصوتي، فتتبادر لنا المسالة الاولى : اثر صوتيات القران في حفظ اللغة العربية واستقرارها عبر الزمان والمكان.
ان التلقي الشفهي هو الاساس في تعلم القران، منذ ان نزل جبريل بالقران على سيدنا محمد عليه السلام وحتى وقتنا الحاضر، والى ان تقوم الساعة.
ولهذه الخاصية اقصد المشافهة اثار تصل الى حد الاعجاز، لكن الف العادة هو الذي يمنعنا او يحجب عنا ملاحظة نواحي الاعجاز، ولكن اذا ما قورنت العربية بغيرها من اللغات، وما حدث لها يظهر اثر القران في الاستقرار الصوتي للغة العربية، وحفظها من الاندثار.
١- حفظ اللغة العربية حية على السنة المسلمين في بقاع العالم مقابل اندثار غيرها.
أ- اندثار اللغات القديمة كلها ، ما عدا العربية.
ان المتامل في تاريخ اللغات يرى بوضوح لغات كثيرة قد اندثرت بموت اهلها، او ضعفت بضعفهم.
- فاين اللغة الفينيقية؟ لغة اهل لبنان قديما.
- واين اللغة الهيروغليفية- لغة اهل مصر قديما.
- واين هي اللغة الأشورية ، لغة اهل بابل. ....الخ
ان ارتباط اللغة العربية بالقران الكريم جعلها محفوظة بحفظه، وباقية ببقائه، وسبحان الله القائل : " انا نحن نزلناالذكر وانا له لحافظون ". الحجر : ٩.
وبتامل النظم القراني في هذه الاية نرى الملامخ الاتية:
- عدول الخطاب القراني عن لفظ( القران) واستعمال لفظ ( الذكر). والمراد به هنا : القران؛ لافادة معنى الحضور اللساني والذهني. مع تناسب وتناغم معنى البقاء المعبر عنه "بالحفظ" .
- استعمال اكثر من اداة من ادوات التوكيد في اسمية الجملة مثل ( ان) ( نحن)(تضعيف الفعل نزلنا) (تكرار ان)
(اللام) ( تقديم الجار والمجرور له) على المتعلق لحافظون.
واستعمال صيغة اسم الفاعل في (لحافظون) بدلالتها على الحاضر والمستقبل.
كل تلك الادوات تتازر معا لافادة البقاء والدوام والحضور وقوة التاثير لهذا الكتاب العظيم، والواقع يشهد بهذا ، فالقران الكريم هو النص الفريد او الوحيد الذي لم يتغير او يتبدل منه حرف على تطاول العصور، وعلى امتداد رقعة البلاد الاسلامية في كافة ارجاء المعمورة.
ومن وسائل حفظ القران الكريم: حفظ لغته وبقاؤعا حية على السنة المسلمين اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، من مهد الاسلام في جزيرة العرب الى اقصى اطراف الارض.
والسؤال المثير هنا : كيف استطاعت هذه اللغة العبقرية ان تصمد اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، بينما اندثرت اللغات القديمة جميعا، بل اندثرت لغات كانت حية على الالسنة متذ اربعة قرون.
ومن امثلة تلك اللغات: اللاتينية التي انقسمت الى لهجات تحولت فيما بعد الى لغات مختلفة في الفاظها وتراكيبها وبنيتها الكلية.
لقد كانت اللاتينية هي لغة الثقافة والعلم حتى وقت قريب، وكانت المؤلفات العلمية الكبرى تكتب بها الى عهد نيوتن الذي عاش في القرن الثامن عشر. ومؤلفه الذي قلب الموازين موازين علم الفيزياء، وعنوانه مبادئ الرياضيات، اصبحت تلك اللغة غائبة عن الحياة؛ لان الالسن ما عادت تنطق بها، ومثلها اللغات الدينية التي اندثرت، بموتها على الالسن ، وانحصر وجودها بين جدران المعابد، والاماكن المقدسة. كالسريانية (الارامية)، والعبرية القدينة، ولغات السيخ والهندوس والشنتو، وغير من لغات المعابد التي لا يعرفها الا افراد قليلون من كهنة المعابد.
اما العربية فقد ظلت صامدة متجددة عبر العصور، افليس هذا الا وجها من وجوه الاعجاز الصوتي للقران الكريم ؟!
- نماذج من الاعحاز الصوتيفي القران الكريم.
ان للصوت اللغوي اهمية في دراسة النص القراني، من حيث انه البنية الصغرى المكونة للكلمات والتراكيب والايات، وابصوت عنصر اساسي في الاعجاز القراني، والقران ينتقي الاصوات اللغوية بحسب الدلالات - - لقصد تجسيد المعاني في احسن صورة.
اما عن الاعجاز الصوتي : فقد نزل القران الكريم باللغة العربية، واللغة العربية في جوهرها اصوات او مقاطع صوتية، فالاصوات هي المادة الاساسية المكونة للغة، فاللغة كما يرى ابن جني " هي عبارة عن اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم".
ومن النماذج التطبيقية للاختيار الصوتي في القران الكريم. هناك نوعان مت الاختيار الصوتي:
الاول: اختيار الاصوات الدالة بمحاكاة الحدث؛ مثل: وسوس، كبكبوا، زحزح، يدعون. اف...
الثاني : اختيار الاصوات التي يكون بينها وبين الحدث، نوع مناسبة وملاءمة، مثل : ضيزى،
اثاقلتم، انلزمكموها. ليبطئن.
فالاعجاز الصوتي يرتكز على دراسة الجوانب الثلاثة الاساسية:١- الاختيار.٢-العدول الصوتي. ٣- التكرار. وذلك بدراسة كل المظاهر الصوتية ،م
كالادغام، والابدال، وتغير الحركة، والامالة، والتناسق الصوتي والايقاع.
والصوت لغة : هو الجرس، وهو اهتزازات محسوسة في موجات الهواء، والاصوات الصامتة في العربية ثمانية وعشرون حرفا.نزل القران الكريمباللغة العربية، واللغة العربية في جوهرها عبارة عن اصوات، والاصوات هي المادة الاساسية المكونة للغة.
لقد بدا القران الكريم بالوحدة الصوتية الصغيرة(الصوت)، التي تشكل بناء الكلمات، وهذه الكلمات تشكل بدورها الجمل والتراكيب. فالصوت يشكل بناء الكلمات، وهذه الكلمات تشكل بدورها الجمل والتراكيب، والتي يكون لكل منها معنى مفيد ومستقل بنيويا.
اما عن الاصوات الصامتة في العربية ثمانية وعشرون حرفا، تبدا بالهمزة وتنتهي بالياء ، وتصنف كالاتي :
١- اصوات انفجارية: وهي ثمانية اصوات.
- الباء : صوت شفوي انفجاري مجهور.
- التاء: صوت اسناني لثوي انفجاري مهموس.
- الدال: صوت اسناني لثوي انفجاري.
- الطاء: صوت اسناني لثوي انفجاري مهموس مفخم مطبق.
- القاف: صوت قصي حنكي انفجاري مجهور.
- الهمزة: صوت حنجري انفجاري لا بالمهموس ولا بالمجهور.
- الكاف: صوت قصي حنكي انفجاري مهموس.
- الضاد: صوت اسناني لثوي انفحاريمجهور مفخم( مطبق).
٢- الاصوات الاحتكاكيةوهي اثنا عشر صوتا.
- الفاء : صوت اسناني شفوي احتكاكي مهموس.
- الثاء: صوت ما بين الاسنان احتكاكي مهموس.
- الذال: صوت ما بين الاسنان احتكاكي مجهور.
- السين: صوت لثوي احتكاكي مهموس.
- الزاي: صوت لثوي احتكاكي مهموس.
- الصاد: صوت لثوي احتكاكي مهموس مفخم (مطبق).
- الخاء : صوت من اقصى الحنك احتكاكي مهموس.
- الغين: صوت من اقصى الحنك احتكاكي مهموس.
- الحاء : صوت حلقي احتكاكي مهموس.
- العين: صوت حلقي احتكاكي مجهور.
- الهاء : صوت حنجري احتكاكي مهموس.
- وهناك صوت اخر يوصف بانه احتكاكي وحبسي في نفس الوقت الا وهو صوت الجيم.
فالجيم صوت لثوي حنكي مركب( حبسي احتكاكي) مجهور. والصوت المركب مكون من وقفة متبوعة بصوت احتكاكي في موقع نقطي واحد.
٢- الاصوات البينية: وهي الراء واللام، والميم، والنون
٣- اصواتانصاف الحركات ، وهي الواو والياء.
٤- اصوات القلقلة وهي مجموعة بتركيب" قطب جد"
المقاطع :
---------------
تشمل اللغة العربيةعلى خمسة انواع نن المقاطع هي :
- المقطع القصير المفتوح : صامت+ حركة.
- المقطع الطويل المفتوح: صامت+ حركة طويلة.
- المقطع الطويل المغلق: صامت+ حركة قصيرة+ صامت
- المقطع الطويل المغلق بحركة طويلة: صامت + حركة طويلة+ صامت.
- المقطع زائد الطويل: صامت+ حركة قصيرة+ صامت+ صامت
والمقاطع الاولى هي الاكثر شيوعا في الكلام العربي، اما الاخيران فقليلا الشيوع.
وهناك الاعجاز الصوتي في فواتح الصور جاء مثلا بالاستفتاح،بحروف التهجي (ق) والاستفتاح بالجمل الخبرية، نحو" الرحمن علم القران".
والاستفتاح بالقسم ، نحو " والصافات صفا"
والاستفتاخ بالثناء على الله" الحمد لله "
والاستفتاح بالنداء " يا ايها الذين امنوا"
والاستفتاح بالشرط. نحو " اذا حاءك المنافقون..."
والاستفتاح بالامر: " قل هو الله احد".
والاستفتاح بالدعاء: " تبت يدا ابي لهب"
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسطر الاكاديمي الاديب د. صقر الصقور، رؤيته للورقة اذ قال كل التقدير الى الاخ العزيز ابي ايمن .. والى راعي الندوة الاخ العزيز د معن .. ولا يفوتني تقديري لكل الاخوات والاخوة الذين اسعد برفقتهم في هذا الملتقى ..
..
وفي المداخلة المتخصصة التي اختارها الدكتور كامل الطراونة ..بداية مبادرة وحسنة لتغيير المكتوب الى الملقى كخطوة على طريق اللقاءات المشافهة .. والانفتاح بعد جائحة كورونا ..
وفي الكلمات التي اختارها و قدمها د كامل تأصيل جميل لاسباب تفرد لغة القران .. واستدامتها وديمومتها ..
ويعجبني فيها التركيز على دور القران الكريم المعجز في الحفاظ على صمود العربية في مجابهة ما واجهته كل اللغات التي اصبحت تاريخا و ذكريات ..
وقرات الشاعرة نبيلة حمد، الورقة وقالت كل التقدير د كامل الطراونة لهذه الإضاءة اللطيفة حول التركيب الصوتي في البيان القرآني من دلالات ومخارج وأهمية التلقي الشفوي لنقل القرآن وهذا يؤكد على الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم ، وهذا ما يحاول أن ينكره مستعربي العرب اليوم ، اللغة العربية حفظها القرآن حية ما دام ذكر الله حيا
امتناني لهذه الفوائد التي أنارت صباحنا
وحياك الاديب د. احمد الحليسي، دكتور كامل، مسشهدا بما قاله ابن جني من ان :اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، على الرغم من ذلك اندثرت لغات وبقيت لغات وربطت مشكورا ببقاء اللغة العربية بحفظ القرآن الكريم لها وهذا من فضل الله علينا، واشرت إلى الجرس الصوتي والتحدي على أن يأتوا بأية مثل هذا القرآن، اللغة العربية لغة تنغيمية اي لو قلت جملة بجرس صوتي معين لاختلف المعنى لو قلتها بجرس صوتي آخر، أحسنت دكتور كامل والشكر لأبي أيمن، حفظكم الله ورعاكم جميعا.
وفي ظنه، فقد رآها الشاعر خليل الخوالده، ورقة متخصصة في الصوتيات القرآنية والدلالات الصوتية ووصفها...... وقد فصل به الدكتور كامل كل جوانب الإعجاز الصوتي...
كل التقدير والاحترام للدكتور كامل..
الى ذلك قال استاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع، انه استمع للحديث ، وقد كان تطوافا في قضايا إعجازية إضافة إلى مسائل في علم الأصوات وفيها فوائد علمية .
لك محبتي دائما
ويضم د. فايز زعرور، الشاعر العربي، صوته إلى صوت كتبة الاوراق، قال انه إلى صوت الرهافة الشعرية الفائقة في النغم والإيقاع الرائع في القرآن الكريم .. مع شكرنا البالغ لهذا الجهد الطيب المبارك ..
اما د. حنان الخريسات، الشاعرة والاديب، فترى ان الاعجاز الصوتي دلالاته مهمة بنغماته مهما ارتفع او انخفض مستوى الصوت وسبق ان كتبت لزميلنا ا.د احمد القرارعة ان الصوت ايضا بين الترغيب والترهيب مما يؤثر في النفس ويدعونا الى التأمل بمستوى النصوص القرآنية واعجازها ..
تفصيل مهم في مسائل الاعجاز دكتور كامل ..
وتدخل كعادتها د بيتي السقرات الى الموضوع مباشرة، فتقول ان القرآن سماعي لا من خلال القراءة في البدايات فهي كانت عاشقة تفوقت على العين فيما يتعلق بالقرآن الكريم-الكتاب الأعظم- الذي كانت دلالات السمع فيه واردة في كلماته أكثر من دلالة البصر (والتي كان بعضها دلالة على به و استخدمته سماعي لا كتابي الأقرب للقلب فيما يتعلق بهذا الموضوع، سلم قلمك
وفي توصيفه للورقة قال الاديب محمد التميمي، انها ورقة معدة اعدادا متقنا سمعت بكل اهتمام واورد معنى الاعجاز ثم تناول اللغة العربية التي حفظت بالقرآن رغم ان اغلب اللغات القديمة زالت واندثرت. وذكر أن كل حرف ورد في القرآن الكريم في مكانه واورد مثال *ابن عطية* قال لبحثنا في أحرف اللغة ما يغني عنه
اقترح أن تضع أستاذي الكريم ورقتك في كتاب لانها ورقة جامعة مع تقديري واحترامي
ويراها مشرف الملتقى الاعلى د. فيصل الرفوع ورقة علمية أدبية مميزة، وطرح متميز، وقال حماك الله ورعاك
وتعتقد الاديبة امينه الجمجومي، من المغرب،؟ انها مبادرة جميلة ان نستمع لتسجيل صوتي. كان بطلب من رئيس الملتقى، من الجميع،
وقد نقل لنا د كامل الطراونه الكثير مما يعرف عن الإعجاز القرآني، ركز بذلك على الاصوات، وكل القرآن معجز،
لك تقديري ولكل القامات الادبية في الملتقى، مع امنيات الخير والمحبة
سعيدة جدا هي عروبة الشمايله. مديرة الثقافة في الكرك، بهذا الحراك الفكري الجميل الطيب ..
الفكرة والنص والبيت الشعري والهوية الثقافية التي تصنعونها بفكركم الجميل ..
وتلتمس العذر لانشغالها عنكم بالتعقيب على حرفكم المنير دوما







