كتب د. كامل الطراونه على منصة السلع " التطور الدلالي_ مفهومه، وروافده، واثره في القران"
جاء ذلك في ظلال الندوة الثانية عشرة التي يرعاها د. معن القطامين في ( ٢٦) من حزيران الجاري بعنوان إضاءات بيانية حول الإعجاز القرآني،
وتاليا نص المقال:
* التطور الدلالي مفهومه وروافده.
* اثر القران العظيم في تطور البحث الدلالي.
* التطور لغة: ما عاكس الجمود والسكون، بل هو التحول الى الافضل. جاء في القران" وقد خلقكم أطوارا" (نوح: ١٧) جاء في التفسير :إن" أطوارًا" تعني: تارات، وكرات ( أي نطفة، ثم علقة، ثم مضغة......الخ.
( والتطور الدلالي) يعني" تغيير معاني الكلمات. واطلاق لفظ التطور) على هذه الحالة ؛ لانه انتقال بالكلمة من طور الى طور.
وظاهرة التطور لا تقتصر علىلغة دون اخرى، بل هي ظاهرة عامة. تكاد تشمل جميع اللغات في العالم.
وسبب ذلك يعود ( الى كون اللغة " ظاهرة اجتماعية" ، تخضع لما تخضع له الظواهر الاجتماعية من عوامل التطور، فجميع اللغات مشمولة بهذا القانون، وقد لاحظنا ذلك واضحا عند مجيء الاسلام، فقد استبدل كثيرا من الكلمات التي لا يحسن ورودها على الالسن، واستعمل ايسرها على النطق، وابينها في الدلالة على المعنى، وحرص على مطابقة القول لمقتضى الحال، وهذا ما تتوخاه الفصاحة والبلاغة في الاعراب عن القصد وبيان المعنى، والصلة ما بين المعنى والدلالة وطيدة جدا.
فالمعنى هو الموضوع الاساس ل ( علم الدلالة ) الذي يعرفه العلماء بأنه" العلم الذي يدرس المعنى". فالدلالة هي : المعنى، ودلالة اي لفظ هي: ما ينصرف اليه هذا اللفظ في الذهن من معنى مدرك او محسوس، والتلازم بين الكلمة ودلالاتها أمر لا بد منه في اللغة ليتم التفاهم بين الناس".
واللغة تشبه الكائن الحي من حيث نموها وتطورها، ولما كانت اللغة ظاهرة اجتماعية فهي عرضه للتطور في مختلف عناصرها: أصواتها، وتراكيبها، ودلالاتها، وأن تطورها هذا يجري وفقا لاتحاهات عامة رئيسة، ذلك لان اللغة ليست جامدة بحال من الاحوال، على الرغم من أن تطورها يبدو بطيئا في بعض الاحيان..
السؤال: هل يمكن ان يكون التطور اللغوي محصور في طريقة واحدة؟
في الحقيقة يسير التطور في طرق كثيرة لايمكن حصرها.
وهل يمكننا ان نضبط العوامل المؤثرة في اللغة ؟ لا يمكن ان تضبط وتحصر. والسؤال لماذا لا تضبط؟ لان طبيعة بعضهايمكن القول انها خارجة عن النطاق اللغوي، هل من امثلة توضح ذلك؟
فللحوادث التاريخية، والعوامل الدينية والاحتماعية لها اثر كبير في توجيه التطور وجهة دون اخرى. فالالفاظ تتبدل معانيها قليلا او كثيرا خلال الزمن ، وهل عناصر اللغة الاخرى تبقى ثابتة ام تتغير ؟ ان عناصر اللغة من الفاظ وتراكيب ومعاني، لا تبقى ثابتة على مر الزمن، بل تتحول وتتبدل. وعلى ذلك لا يكون البحث في اللغة بالنظر الى وضعها في عصر من العصور، بل النظر الى المراحل التي مرت بها خلال العصور. وهل النظر في تطور اللغة يتم في جانب واحد فقط ؟ الاجابة بل يتم النظر في جوانبها كافة، كالاصوات، والصيغ. والمعاني، وطرائق تركيب الكلام، والتعبير عن الزمن، او العدد( الجمع والمفرد ) او الجنس ( مذكر ومؤنث ).
_ من اسباب تطور الدلالات والعوامل المؤثرة في اللغة، يمكن اجمالها في قسمين
١- اسباب خارجية .
٢- اسباب داخلية.
وفي اللقاء القادم ساواصل الحديث عن هذه الاسباب وسافصل فيها ان شاء الله.