تابعت منصة السلع الثقافية ما يجري على الساحة الفلسطينية من قتل وتشريد لأهلنا في الضفة والقطاع.
وتناول الادباء والشعراء تلك المنارسات، على أنها انتهاك للمواثيق الدولية، وخروج على الشرعة الانسانية، لاعتداء المحتل الدائم على شعب اعزل
وكتب المحافظ السابق د. حاكم المحاميد مقالا بعنوان القدس.. "مسحة هاشمية، ولون قرشي" عرض فيه جانبا هاما من تاريخ القضية. وحق ابناء فلسطين الشرعي، واكاذيب المحتل وأعوانه، وتاليا النص
لا شك أن حي الشيخ جراح قد أعاد الأمة إلى سابق عهدها بعد ان ران على قلوب القوم النسيان، وبدأت القضية في الابتعاد عن المركزية.
ما يحدث في فلسطين سحب ملف القضية الفلسطينية من الادراج ووضعه على طاولة العالم بكل قوة وثقة، فما يتعرض له ابناء فلسطين اليوم وما يقدمون من صمود اعاد ترتيب الاوراق وخلطها، وبدا واضحا دور الأردن المحوري والمركزي في قضية مركزية، وما يقدم من مواقف صلبة ورؤية واضحة تجاه ما يدور في الاراضي المحتلة يعتبر باروميتر لقياس مدى التصاق الاردن ملكا وشعبا في هذه القضية وعلاقته فيها.
في كتابي الموسوم "مدينة القدس في ظل الاحتلال الاسرائيلي ١٩٤٨- ١٩٩١" قدمت خلاصة واضحة للموقف الأردني الثابت والصلب تجاه قضيته المركزية، وقراءة ناجزة لتاريخ الصراع مع الصهيونية، والاعمار الهاشمي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، اضافة الى بحث في تاريخ التهويد والاستيطان في المدينة المقدسة، منطلقا من حضور الاستيطان في الفكر الصهيوني، التي تستند إلى الرواية التوراتية التي تعدّ فلسطين مركزاً لدولة إسرائيل، وتميت تاريخها منذ جلائهم عنها، كما توقِف تاريخ اليهود أنفسهم منذ رحيلهم عنها، وقد جسدت الحركة الصهيونية في فلسطين العقيدة التوراتية، عبر ممارساتها العملية باستعمارها الاستيطاني في فلسطين، والقدس، مستندة الى أيدلوجية صهيونية تقوم على أساس نفي الآخر واقتلاعه، لا التعايش معه أو القبول بوجوده، وعليه، فإن غايتها هي الإجلاء والإحلال، وتهجير الشعب الفلسطيني لتوطين هؤلاء المهاجرين مكانه وفق أسس منها: أن اليهود -رغم انتمائهم للعديد من الدول والمجتمعات- يمثلون قومية واحدة تتميز بصفات عرقية سامية، ومعاداة السامية، وان فلسطين هي أرض الميعاد،
لذلك فان الاستيطان على الأرض الفلسطينية، يمثل حجر الزاوية في الأيديولوجية الصهيونية؛ لأغراض ديمغرافية وأمنية وسياسية واقتصادية ومائية وطائفية.
وفى عام ١٨٧٠، تم تأسـيس أول مسـتوطنة (مكفا إسرائيل) وتعنى أمل إسرائيل في لواء القدس، لتتوسع بعد ذلك أملاك اليهود في منطقة القـدس، يهدف للإعداد لإنشاء الدولة،
وبعد إنشائها في عام ١٩٤٩، اتجه الاحتلال إلى تحقيق أهداف أخرى، تتمثل في ترسيخ القاعدة البشرية والاقتصادية والعسكرية للدولة الجديدة، وبما يخدم أغراضها التوسعية الاستيطانية المستقبلية، لذلك فقد كان أول عمل قامت به الحكومة الإسرائيلية (البرلمان ) بتاريخ ١٩٥٠/٧/٥، قانون العودة، والذي بموجبه يمنح كل يهودي داخل فلسطين حق الاستيطان فيها، فقد تكللت جهود الصهيونية ومن ورائها القوى الاستعمارية بالنجاح، وعندما تم الإعلان عن قيام إسرائيل عام ١٩٧٦م على٧٧% من مساحة فلسطين التاريخية، وتمكنت إسرائيل من طرد معظم السكان الفلسطينيين، بعد أن ارتكبت العديد من المذابح والمجازر، ودمرت القرى والمدن الفلسطينية.
وبعد حرب الخامس من حزيران عام١٩٧٦ م، والتي كانت من أهم نتائجها استكمال سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، بعد احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، بدأت عملية تغيير ديمغرافي، ففي جميع حالات الاستيلاء كانت تجلب أعداداً من اليهود من مختلف أنحاء العالم، ليحلوا مكان السكان العرب الفلسطينيين، وبدأـت بالتهجير القسري للفلسطينيين من القدس من خلال إلغاء الإقامات وهدم المباني بشكل عسكري او عقابي او اداري او قضائي وكان الهدم في مدينة القدس وحدها قد تجاوز حوالي 30% من عمليات الهدم في فلسطين.
لم تترك الدولة الاردنية ونظامها الهاشمي فلسطين وعاصمتها القدس الشريفة وحيدة في معركتها ضد الصلف الصهيوني وما تتعرض له من قتل وتهجير واستيطان لعين، فوقفت الى جانب الحق الفلسطيني وقدمت من اجله كل ما يمكن وخاضت في سبيله العديد من المعارك.
ويتجلّى الموقف الهاشمي في ما قدمته هذه العائلة الشريفة للقدس ومقدساتها من اعمار تاريخي بدأ منذ اكثر من مائة سنة حيث كان الشريف الحسين بن علي الذي اوصى بدفنه في القدس ومن بعده ابنه الملك المؤسس عبدالله الاول الذي اغتالته يد الغدر على بوابة المسجد الاقصى، ومن بعدهم الملك طلال والملك الحسين رحمهما الله قد قدموا نموذجا في السخاء تجاه هذه المدينة،
ليقف الملك عبدالله الثاني بن الحسين سليل هذه الدوحة الهاشمية طودا شامخا في وجه ما يخطط الاحتلال لهذه المدينة، ويستمر في تقديم كل ما يلزم لصون عفتها وكرامتها من تدنيس المحتل.
لقد ارتبط الهاشميون تاريخياً بعقد شرعي وأخلاقي مع مكة المكرمة والمقدسات الإسلامية، فحفظوا لها مكانتها، ومع قيام الدولة الأردنية، استكملت في ظل الولاية الهاشمية مسيرة الحفاظ على المقدسات في مدينة القدس الشريف. انطلاقا من الإعمار الهاشمي الأول
وتصدى الهاشميون لمزاعم الصهيونية في القدس، حيث تبرع الشريف الحسين بن علي، شريف مكة، طيب الله ثراه، بمبلغ 50 ألف ليرة ذهبية، لإعمار المسجد الأقصى ومساجد أخرى في فلسطين، لتشكل أساس المال الإسلامي لإعمار المقدسات، ملبيا بذلك نداء أهل القدس كأول المستجيبين، حين زاره وفد مقدسي عام ١٩٢٤ م في الحجاز، برئاسة الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وأطلعه على المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى.
وفي عهد الملك المؤسس، كان طيلة فترة حكمه من 1921-1951م سادناً وحارساً للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس خاصة وفي فلسطين عامة.
وما إن تولى جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، سلطاته الدستورية حتى صدرت توجيهاته إلى الحكومة لإعمار المسجد الأقصى المبارك وترميم جدرانه الخارجية الحجرية، وإعمار قبة الصخرة المشرفة، وتركيب قبة خارجية من الألمنيوم الذهبي اللون، وتركيب رخام للجدران الداخلية والخارجية، وإعادة ترميم الفسيفساء فيها وكتابة الآيات القرآنية، ثم ترميم منبر صلاح الدين بعد احراقه من قبل المتطرفين اليهود.
وأضحت المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الأردنية، وكتب التكليف السامي لها، والتي أكد جلالته فيها ضرورة الاهتمام بها والعناية بمرافقها والتعهد بحمايتها.
وجسد اهتمام جلالته بالمسجد الأقصى، استمرارية هاشمية في رعاية مدينة القدس ومقدساتها، لما لها من مكانة ومنزلة في سائر الديانات السماوية.
سيبقى الأردن سندا لفلسطين وعاصمتها القدس ولأهلها إلى ان يرث الله الارض ومن عليها.
وفي قراءأتهم للنص كتب اعضاء الملتقى تعليقاتهم على المادة التاريخية، وقالوا انها اجمل معاناة اهل فلسطين،
هي ثنائية العروبة فلسطين والقدس التي قرأها الاديب د. احمد الحليسي، الذي قال انه عشق الأردن وأهله، فمنذ ان تفتحت عيوننا على الحياة ونحن نرى جبال فلسطين التي تهفو القلوب إليها، بل أن أحياء القدس مرتبطة بوجداننا، الشيخ جراح، باب الواد، شعفاط، وذلك لأن اقاربنا خدموا وسكنوا بل و استشهدوا على أرض هذه المناطق، فالارتباط قال انه روحي ووجداني وحتى عشائري مع اهلنا في فلسطين، نصر الله أهلها وثبت أقدامهم، ورقة شاملة ومتميزة دكتور حاكم، حفظك الله ورعاك
ووصفته الشاعرة د. حنان الخريسات بالعرض التاريخي الجميل للقضية الفلسطينية التي تعود من ادراجها بصبغة جهادية جديدة ، هذا الكيان مهما نجح وحقق خطوات حاسمه لتثبيت نفسه على الارض ما زال هشا ، زرع قسرا وولادته عسرة وما زال مشوها ، والامة لابد ان تكون لها صحوة ويحسب لها حساب .
ورآها الاديب الاردني الصحفي احمد الطراونه جولة تاريخية استنطقت المكان والزمان، وقدمت معلومات مهمة في سياقات القضية الفلسطينية التي كانت وما تزال هاجسنا الأول في الأردن، الدكتور حاكم متخصص في الشأن الفلسطيني، ورسالته في الدكتوراة قدمت مادة مهمة لا غنى لأي باحث في هذا المجال عنها، جهد كبير، من باحث ومثقف، وعارف بالشأن السياسي، كل الشكر على هذا المقال المهم..
وحين قرات النص قالت الاديبة عروبه الشمايله. مديرة الثقافي في محافظة الكرك، ان ما يحدثُ الآن حقيقة هو نصر حقيقي بأنّ هذا الجيل يقظ.. وتعويلنا دائما على الشباب لم يذهب عبثا،
وقالت لقد اصبت في كل كلمة قلتها، والاستيطان يمثل حجر الزاوية نعم، ولكن بعد كلّ هذا صدمهم كل ما حدث..
أكبر صدماتهم انتفاضة الداخل المحتل..
وختمت بالقول ان الأردن سيظل سندا لفلسطين وعاصمتها القدس الأبدية ولأهلها الذين هم أهلنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
وفي تعليقها قالت التربوية الاديبة د. نعمات الطراونه. سلم يراعك دكتور حاكم المحاميد، حديثك عن فلسطين يجعل القارئ يعيد التأمل فيه أكثر من مرة، فهي القلب النابض في الوطن العربي، ومكانتها الدينية وموقعها الجغرافي جعلها محط أنظار الطامعين منذ القدم، وفي كل مرة كان أهلها يدفعون الثمن لقاء تحريرها، وأسوارها شاهدة على من قضى نحبهم، وها هم أهلها ينتظرون إلى أن يلحقوا بهم، ويزفون الشهيد تلو الآخر ، وسينير دمهم درب الحرية والتحرر من القيود التي أدمت القلوب قبل أن تدمي المعتصم.
دمت بخير دكتور حاكم المحاميد.
ويراه الاديب محمد التميمي مقال مكتمل الأركان جغرافيا وتاريخيا .. تناول القضية الفلسطينية عامة والقدس بشكل خاص منذ مئات السنين توثيقا وتحديدا ..
وقال انه استعرض الرعاية الهاشمية منذ عهد الشريف الحسين بن علي مرورا بالملوك الاجلاء الملك المؤسس عبد الله الأول والملك طلال والملك الباني الحسين بن طلال رحمهم الله جميعا وصولا للملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين
واكد على الولاية الهاشمية إعمارا ورعاية وحماية
كل التقدير دكتور حاكم المحاميد على هذه الوثيقة التاريخية الهامة.
ورات القاصة، والاديبة مريم العنانزه في النص نظرة ثاقبة وعرض تفصيلي للقضية الثائرة التي شغلت العالم واستنطقته، النصر بإذن الله حليف باق لهم، فلسطين القضية، فلسطين القلب النابض للأردن وأهله... كتبت فأبدعت كتابة ورقة خطت بتميز مسيرة تاريخية حاكت الزمان والمكان بطرق الجهاد، ليبقى أردننا شيوخا وشبابا ونساء سندا ودعما لهذا الشعب الثائر ...
كل التقدير والاحترام لحرفك المعطاء...
اما الشاعر خليل ابراهيم فقال، ان بطولة اهل الشيخ جراح وصواريخ اهل غزة وما بعثاه في الأمة من انسام العزة والمجد جدير بالاهتمام.. وهو برهان على أن هذه الأمة تمرض تنتكس لكن لا تموت... ان الوهم الذي رسمته سياسات الخوف والعمالة تحطم بنصرة اهل غزة للشيخ جراح بل وقبل ذلك بثبات اهل القدس والتفافهم حول الأقصى والقدس..
ان الجوانب التي اضاءتها مواقف الشيخ جراح وابو عبيدة وصواريخ غزة.. جديرة بالكتب والمؤلفات والمجلدات...
وان ما كتب بحق الشيخ جراح والقدس وفلسطين وغزة جدير بأن يجمع ويبوب ويعنون بأنه بوابة الأمل في زمن الألم..
..
ونظم في الاثناء الشاعر هاني الرفوع، ابيات من الشعر قال فيها،
لكِ الرَّاياتُ يا غَزّةْ
بِخَتْمِ المَجْدِ وَالعِزَّةْ
إِباؤُكِ يَمْحَقُ الباغي
وَيَفْضَحُ لِلدُّنا عَجَزَهْ
وَسِرُّ النَّصْرِ يا غَزَّةْ
كشفت لأمتي لغزة
وفي تمجيده لغزة قال الكاتب د. المحاميد. غزّة العزّة انتصرت
والمقاومة الشريفة صدقت وجذوة النصر والتحرير بدأت والصلاة في الاقصى اقتربت ان شاء الله وارواح الشهداء في الجنّة بإذن الله نَعُمَتْ والعمالةُ والخيانةُ اتضحت وهيبة الاعداء وما احاطوهم به من زيفٍ انكشفت