آخر الأخبار

شاعر لبنان د. جبر يتحسر لما يجري لأهل غزة

راصد الإخباري :  


لبنان - راصد
من عبدالله الحميدي

نشر الشاعر اللبناني د. محمد جبر  قصيدة في ظلال ما يجري لأهلنا في الضفة وغزة، في قصيدة بعنوان "هنا غزة" 

وحفلت القصيدة بصور بليغة لما يجري، خاصة للطفولة الحالمة بمستقبل كما حياة الأطفال، في وطن لا تشفع فيه الصرخات ولا الانات، لاستغاثات المكلومين، وتاليا القصيدة 

وجال في القصيدة على 
هُنا غَزّة

هنا غزَّةْ...
هنا التاريخُ لم يوقِفْ مسيرتَهُ،
ولم يأخذْ إجازتَهُ، 
ولم يَخلَعْ عباءَتَهُ،
ولم ينزع عِمامَتَهُ،
ولم يعلِنْ براءتَهُ
من الأسماءِ والألقاب إذ تُذْكَرْ
وتابع سيرَهُ فرِحاً
ليَحْكيَ قصَّةً أخرى
...عن العِزَّةْ

* * *


هنا غزَّةْ
هنا التاريخ تكتُبهُ أناملُ طفلةٍ
قالتْ لدُمْيَتِها:
" تعالي دُمْيَتي نلعبْ
فأختي لم تزلْ في الدارِ نائمَةً
ولونُ سريرِها أحمرْ
... وحين نظرتُ في المرآةِ
- مرآتي محطّمَةٌ -
رأيتُ ضفائري تَغْبَرّْ
ووجهي لونه أحمرْ
وثوبي لونه أحمرْ
وصوتي لونه أحمرْ
وأمّي ليسَ تَسْمَعُني
أناديها فلا تحضرْ
لقد كانت تُغَنّي لي وتُخبرُني
بأنَّ أبي أحبَّ البحرَ في غزّةْ
وأنَّ البحرَ ناداهُ 
وقد أبْحَرْ
ويوماً ما سَنَلْقاهُ
ليَسْقيَنا من الكوثَرْ...
تُرى هل أبحرت معه؟!
... وجَدّي صامَ أيّاماً وما أفْطَرْ
تعالي سوف نُطعِمُهُ
فهاتي خبزَنا الأسمَرْ
وهاتي الزَّيتَ والزَّيتونَ والزَّعْتَرْ
وهاتي الشَّايَ والسكَّرْ...
... وأختي لم تزلْ في الدارِ نائمةً
تعالي سوف نوقظها
تعالي قبل أن نكبَرْ
لنَتْبَعَ أُمَّنا أيضاً...
هي الأخرى تُحِبُّ البحرَ في غزَّةْ..."
***

هنا غزَّةْ...
هنا التاريخ يَرْويهِ نِداءُ مُؤَذّنٍ
قد كان يبحثُ عن ضمائرِنا
وعن أَشْباهِ مُعْتَصِمٍ...
ولمّا لم يَجِدْ أحداً
تَسَلّلَ في شوارعِها...
تَجَمّعَ في مساجدِها...
تَفَجَّرَ من مآذنِها...
ونادى بعْدَ أنْ كَبَّرْ:
" هنا غزّةْ...
هنا غزّةْ..."