اختصرت الورقة (١٣) كثيرا مما حملته نفس الشاعر، متاثرا بالقرب، وزمالة الجامعة
وكتب الاديب هاني البداينه فيها، بعض قبسات الايام التي دفعت لكتابة قصائد الشاعر محمد الشروش. فجعلها تحت عنوان "محمد الشروش، ترويبة الكلام بالسكر"
وتاليا النص:
تضيق الأبواب حينما تود الكتابة عن شاعر واسع الرؤية جميل الحلم بليغ المفردات مثل أبي أحمد محمد الشروش.
أعرفه منذ عقود. في الحقيقة أعرفه منذ أن كان يترنّم بالشعر في الثانوية العامة، وقد أنبت في دفتر شعره الأثير أزهار البدايات وبستان البلاغة.
ثم إننا كنا زملاء في الجامعة الأردنية، وقد انتسب لكلية الحقوق ورقا ودراسة، لكنه كان ابنا وفيّا للآداب؛ الكفتيريا حيث تتناسل جنيّات الشعر، ومدرج الخليل الفراهيدي وقد امتطى صهوة منبره فارسا وشاعرا.
كنا زملاء في الجامعة تختلف بنا المحاضرات، لكننا في صويلح أبناء لغة واحدة، الشعر وطيّب الكلام، وطيب الطعام أيضا. وله في القلاية شعرا شهيرا.
قرأ علينا إحساسه القومي عن القدس وعن الوطن وعن الطفيلة وعمان، ولا زال مبدعا كبيرا
وعلق بعض اهل الملتقى على ما حملته ورقة الاديب البداينه، وثمنوا فيها طول العشرة مع الشاعر، والمعرفة لالوانه وادواته الشعرية، اذ تخيلت الباحثة د. فيفيان شويري، ما استذكره الاديب البداينه وقالت "الكفيتريا حيث تتناسل جنيّات الشعر..." واخيرا جاء من ينصف الملهمات الهوميريات السبع (The 7 muses of Homer)! وهل في غير وادي عبقر يسرحن ويمرحن ويلهمن عباقرة البوح والنظم والكلم البديع؟
دامت ريشتك، حضرة الأديب، هاني البداينة، وهي تنثر الكلمات الوردية العطرة وتلوّن معاني محمد الشروش وتزيدها رونقا.
وكلاكما من مدرسة المقاهي التي انجبت اعظم المفكرين والشعراء والتي للأسف، باتت في طور النسيان!
وفي تغقيبه قال الشاعر ايمن الرواشده. ان الأديب المرهف الحس هاني البداينة.. وأنت تسترجع الأمس في ذكريات الشاعر الشروش بغضاضة الصِّبا ورحابة الأيام
وقال لكأنك نسمةٌ مرت على روضٍ فأثارت شجون العاشقين وضمّختٍ الأفياء وفيّحتِ الصدور ..
جميلٌ هذا الوفاء الخالص وهذه الذاكرة النشوى .. والأجمل أنكما أديبان أما أحدكما فيسقي الملتقى شهداً وأما الآخر فيحمل فوق رأسه فِكراً تنهل الناس منه ..
وراى الاديب أ. احمد الحليسي الورقة، بأنها تمثل خيارا رائعا، اذ جالت على ذكريات الدراسة في الأردنية. وقال حياك الله استاذ هاني، كلمات جميلة بحق شاعرنا محمد الشروش، حقوقي ميال لإنتاج الأدب والشعر،
وللناقد والاديب د. خليل الرفوع استاذ الادب العربي في مؤته. ما يراه في النص، فقال أوجزت الحديث عن صداقة شبابية ممتدة في المكان والزمان ، من القريتين إلى الأردنية إلى صويلح ، ثم إلى القريتين حيث المبتدأ والمنتهى، ولقد كانت كافتيريا الآداب ملتقى الإبداع والمبدعين الذين نبحث عن أشباههم اليوم ونأزّهم لقول الأدب أزّّا فلا نجد إلا الصدى، وقد أصبحت الكفتيريا اليوم ذكرى بلا صدى .
وحيا الشاعر والأكاديمي د. صقر الصقور تلك العلاقة التعليمية بينهما، وقال .. وفاء مابعده وفاء.. وصحبة ما بعدها صحبة .. ثم تجمعكما الايام كما جمعتنا على منصة السلع .. حماكما الله .. وبارك الله صبر العزيز الاستاذ غازي العمريين الذي يلملم شعثنا .. و يستنهض الهمة فينا ..
وثمن مدير الثقافة في الطفيلة د. سالم الفقير، ما في الورقة وقال وأنت تدرك ما يحمله الشروش من أمل وألم.
لكنه يضيف "صدقا كنت أتوق إلى أكثر من ذلك في قراءتك، ولا سيما أنني أدرك أن لديكما الكثير مما تجتمعان عليه.
وراى الباحث محمد النعانعه ان للشاعر محمد الشروش لونه النادر، ادبا، وثقافة، ودماثة خلق، وكان الصديق الصدوق للكثيرين ممن عرفوه بتواضعه وحسن سريرته فمثلهم في البرلمان الاردني،
لا يطلب الورد الا من صاحبه متسائلا كيف لا وانتم من عشتم ايام الثقافة في بيت الثقافة في الجامعة الاردنية وامثالكم كثر من اهل العلم والثقافة
اجدت القول في صاحبنا بما هو اهله
واجاد الشاعر بكر المزايده، حين قال خير الكلام ما قلّ ودلّ، فالغاليان أنتما، وابأ الأحمدين أنتما ومن لا يحبكما لا يعشق الحرفَ.
والشاعر. خليل الخوالدة، قال لقد وصفت الجامعة والكافتيريا... فاعدت لنا نسائم الجامعة الحبيبة..
وقد وهبك الله ذاكرة أعادت لنا أجمل الذكريات..
اما المشرف الاعلى للملتقى، الوزير د. فيصل الرفوع فقال سلم قلمك وفكرك، حيث يمثل تفاعلك مع ما اتحفنا به الأديب الأستاذ محمد الشروش، كان غاية في الأهمية، وبتحليل مميز وأداء متميزا.
ولامينة الجمجومي الاديبة المغربية قول في ختام هذه الحوارات. رأت فيه الجادة للورقة التي قالت إنها لخصت كثيرا من ميزات الشاعر محمد الشروش، والوانه الشعرية.
واشارت ان الاديب كتب تلك الملامح من وحي الخلطة والزمالة، ومن قلب التعليم الجامعي في الاردن، ليفصح لنا عن أساسيات هذه الشخصية المحبة للوطن وللناس، والحامل لهم الامة، واحزان السنين
وثمنت لتلك اللفات، وقالت شكرا للأوراق التي باتت تمثل ديوانا، يزخر بادبيات الشاعر محور الندوة