آخر الأخبار

"أبي" قصيدة للشاعر د. فواز احمد زعرور على منصة السلع

راصد الإخباري :  


الطفيلة - راصد
كتب عبدالله الحميدي

اهدى الشاعر د.  فواز احمد زعرور منصة السلع قصيدة بعنوان "أبي" 

تلك القصيدة التي احبها الملايين، لما تحمل من وفاء للاب الحاني، وأثر الفقد في نفوس الابناء، 
وتاليا القصيدة :

ومشيتُ بعدك دون ظِلٍّ يا أبي
والشمسُ يلفحُ وهجُها قسَماتي
ومشيتُ بعدك دون دربٍ يا أبي
جَزِع الفؤادِ مُروَّعَ النظراتِ
ومشيتُ بعدك دون وجهٍ يا أبي
تَرِبَ المُحيا تائهَ الوجَهاتِ
أجري مع الأقدار مضطربَ الرؤى
مترنّحاً.. متعثِّرَ الخَطواتِ
تتثاءبُ الساعاتُ فوق وسادتي
وأنوءُ تحت مطارقِ الدقاتِ
أمضي مع القدرِ الأليم مُعنفاً
متثاقلَ الحركاتِ والسكناتِ
ونوائبُ الأيام ترهقُ كاهلي
وتنوءُ تحت سياطهنَّ حياتي
أستافُ من جَورِ الغريب مودةً
وألمُّ من رهَقِ السنينَ شتاتي
أغفو على كتفِ الشقاءِ محطماً
أخفي بطرفِ ردائهِ عبراتي
والسّعدُ آمالٌ ضللتُ طريقَها
وسْطَ الضبابِ وكثرةِ الطرقات
وأطاردُ الأحلامَ تؤنسُ وَحشتي
وأسوقُ من ضحكاتها ضحكاتي
أبتاهُ ما للفجر بعدك لم يَعُدْ
مذ لم تعد.. متورِّدَ الوَجَناتِ
والبدرُ مذ أدبرتَ أدبرَ نورُهُ
والليلُ أمسى حالكَ الظلماتِ
وطيورُ عُمريَ بعد موتك أصبحت
في أيكةٍ منسَّيةِ الوُكُناتِ
يا ليلَ أوجاعي كأنك قاتلي
بسهامِ بينٍ صائبِ الرمياتِ
أبتاهُ أين ملاعبي وكراتي
وضجيجُنا وحقائبُ النُّزهاتِ
ومواسمُ الفرحِ البريءِ وليلُنا
وتزاحمُ الإخوانِ والأخَواتِ
نغفو على حُلم الهناءِ يَضمُّنا
بالحبِّ ليلٌ مؤنسُ العتماتِ
أين الصباحُ الثرُّ في أعيادنا
وموائدُ الخالات والعمّاتِ
أبتاهُ أين المؤنساتُ وجدتي
وموائدُ السُمّارِ في السَّهراتِ
أين الألى زرعوا الصفاءَ بحيّنا
فنما الوئامُ بتلكمُ الحاراتِ
أين الحنانُ وصوتُ أميَّ كلما
صدحَ الأذانُ .. ولمَّةُ الجاراتِ
أبتاهُ بعدك صارَ ظليَّ مُبهماً
وأصابعي أضحتْ بلا بصماتِ
أبتاهُ أيامي خريفٌ مُقفِرٌ
يقتاتُ من آهي ومن زفراتي
والنفسُ جازعةٌ ولستُ ألومها
والقلبُ يحلمُ بالربيع الآتي
فالكونُ رحبٌ والسماءُ فسيحةٌ
لكنَّ كوني ضامرُ الفُسُحاتِ
فالعمرُ بعدك يا أباهُ دروبُهُ
مفروشةٌ بالشوكِ والجمراتِ
أرنو لطلتك البهيةِ كلما
ضحكَ الأقاحُ على فمِ الشرفاتِ
ولواعجُ الولهِ القديمِ أبثها
مخضوبةً بالوجدِ والحسراتِ
ليس البكاءُ وإن أطيلُ بنافعي
أو ترجعَ القمرَ البهيَّ شُكاتي
فالعمرُ ما أقساهُ بعدك يا أبي
وشفاهُهُ محرومةَ البسماتِ
فالعمرُ بعدك مركبٌ مترنحٌ
ينسابُ في بحرٍ من الظلماتِ
أبتاهُ يا غيثاً أقيلَ سَحابُهُ
وغلالهُ ومواسمُ البركاتِ
والبينُ موجٌ يستبيحُ شواطئي
ويقيلُ مركبَه على عتباتي
تا اللهِ ما جارَ الزمانُ ولا عتى
بأجلَّ من يُتمٍ على حُرُماتي

فُقِدَ المُعينُ فضاعَ عُمريَ كلهُ
والحزنُ أرَّقَ صحوتي وبياتي
وصفاءُ عُمريَ صارَ بعدك يا أبي
مرثيةً محزونةَ النغماتِ
أبتاهُ يا للفَقدِ كيف أطيقُهُ
بوجيبِ قلبٍ مُوهَنِ الخفقاتِ
يا ساكنَ الوُجدانِ صوُتكَ لم يزل
همساتِ صُبحٍ أو صدى ناياتِ
والحبُّ أضحى وردةً مكلومةً
مرسومةً في مُقلةِ الأبياتِ
رباهُ من إلاك يغفرُ زلتي
ويُقيلُ إن عَثَرَ النُّهى عثراتي
فامددْ له يا ربُّ حبلَ نجاتهِ
وافسِحْ له في واسعِ الجناتِ
واغفرْ له من سيئاتٍ قد مضتْ
وامنُنُ عليه بوافرِ الحسناتِ

والشاعر  فواز أحمد زعرور  من زحلة في لبنان
يحمل الدكتوراه في الإنجاز الأكاديمي في الترجمة - جامعة لندن ٢٠١٤  ويعمل أستاذ جامعي
وهو  عضو اتحاد الكتاب العرب
وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
و نائب رئيس هيئة حماية واستثمار الأدمغة العربية في لبنان
وعضو مؤسس في منتدى الجناح الأدبي في لبنان
وهو عضو مستشار في هيئة الحوار الثقافي الدائم في لبنان
من أبرز إنجازاته
ديوان شعر غير مطبوع بالعربية بعنوان: عندما تتكلم الروح تصمت بقية الأشياء يضم حوالي ١٥٠ قصيدة، إضافة إلى بعض القصائد بالإنكليزية
له ٥١ كتاباً معرباً ومترجماً، ثلاث منها تدرس في أرقى الجامعات العربية والعالمية
و ترجمة عدد من القمم الرئاسية ترجمة فورية
وحائز على عدد من الجوائز في رياضة الشطرنج