تستمر مناقشات اوراق العمل للندوة الحادية عشرة على منصة السلع (١٥) يوما.
وليست مصادفة ان تأتي الورقة (١١) لاستاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع، مع عدد الندوات لملتقى السلع، منذ اطلاق المنصة في (٢٣) من آذار من العام الماضي
فكانت الندوة التي حملت عنوان "شاعر ومنصة" [محمد الشروش مثلا] التفاتة لشعراء من الوطن، قدموا نفائس ما يملكون من بوح وقواف، كانت الندوة، برعاية الوزير د. فيصل الرفوع، فيما ندوة سابقة كانت عن الراحل حبيب الزيودي
وقدم شاعر الوطن د. خليل الرفوع، قراءآت متانية، في نص فياض بالذهنية، خال من التعقيد، غني بالاشارات
وتاليا نص الورقة:
{ محمد الشروش شاعر الوجع الجنوبي}
في قرية بصيرا بمحافظة الطفيلة كانت الولادة والبداية والمسيرة لشاعر طبع على الكلمة واللحن المورق الحزين ، محمد أحمد الشروش بقي يحمل قصيدته على لسانه من غير ديوان جامع ، يألف الكلمة ويرسل قصائده في الأثير لتحفظ على ألسنة محبيه ، وتُضْرَبُ أمثلةً على موسيقية الشعر وعفويته وعمق دلالته وغنائيته بعيدا عن التصنع والتكلف ،
وأحسب أن رهافة المشاعر وطبيعة التكوين الثقافي وعمق التأمل هي مصابيح تتشكل قصيدة الشروش في لظاها وعلى وهجها.
قرأت أكثر شعره فكان شاعرا مطبوعا ، فيه من الرثاء والقلق والتوتر والتمرد ما يجعله يمور بحس إنساني ومعانٍ مدهشة ؛ لذا فقد ألححت عليه من قبلُ أن تلملم قصائده من الصدور وتطبع في ديوان منشور، ففيها تجربة جديرة بالقراءة والتأمل،
على الرغم من ندرة القصائد فهو شاعر مقل.
في رثائه لصديقه الدكتور المهندس مروان مبارك الرفوع تنبسط الصداقة معانيَ مطروحة في الكلمات ، فقد كانا صديقين في مدرسة واحدة وصف واحد وحارة واحدة ( الظهور )،فالحزن نار والرحيل غياب، والشاعر يدور في حمى الفجيعة باحثا عن صديقه:
مروان يا أملا ترجّل باكرا
حزني تمادى والدموع حِراب
وتنغيم القصيدة بأوشحة الحزن جعلها إنسانية الوجع ، ومما زاد في تمكن القصيدة من الاستفزاز البكائي توالي الصور الفنية ، فالزمن الذي رحل فيه مروان جريح والموت غياب، والحزن نار والرحيل عذاب، والقصائد ترثي غيابه، والشاعر يبكي شباب مروان ، والعمر يمضي والحياة سراب ،والشاعر يدور وحده في حمّى الفجيعة ، والدموع شواهد ، والدهر يجرح ويقسو عليه وعلى مروان ظل دربه.
إنها صور تتوالى وكأنها. تعصف بالروح بعد رحيل وغياب .
وبعدُ،
فإلى الحاضر الشاعرِ صبحَ الفجر وخيط القلب بياضا ونميرا، فوجعك مشاعل على الدرب يا صديقي .
وإلى مرثيكَ الصديق مروان ابن الحبيب تنهيدةَ حرّى وغصة عطشى ودعاء مرحمة ، ولقد كان غيابه غروبا كما هو غياب كل غصن طيب المنبت والرائحة.
وهي تتناول ورقة د. الرفوع قالت الشاعرة د. حنان الخريسات. أحب أن أقرأ للأستاذ الشاعر محمد الشروش بهدوء وتفكير لأجده يطرح التساؤلات في نصوصه كما في قصيدة يا قدس وغيرها ، ويكتب بأسلوب يلامس الوجدان، وينثر بين نصوصه القيم والاخلاق كما يبث الوجع والألم والحزن حين يكتب عن قضايا الأمة.. حضرت له بعض الجلسات يبكي على حال الامة المتردي وعلى القدس ، يتصف بالشفافية والوجدانية ورقي الكلمة الحزينة كل التوفيق والتألق للشاعر الفاضل ،، واسعد الله صباحكم دكتور خليل على ورقة تكتب فيها عن قرب وعلاقة جميلة مع الاستاذ محمد الشروش فكيف ونحن نقرأ له وعن بعد ..مرة اخرى صباح الخير
وللاديبة د. نعمات الطراونه، حساباتها اذ تقول، خطت حروفك ما جاشت به القريحة تجاه شعر يستحق أن يُقرا وتتغنى به الألسن، كلمات نظمت كعقد اللؤلؤ تتزين به قصائد الشاعر المبدع،.... سلم يراع أستاذنا الكبير الدكتور خليل الفروع، ودام بوحه ومتعه الله بالصحة والعافية.
وتتحدث الباحثة د. فيفيان الشويري وتقول، لطالما دعيت للادارة والاشراف وحتى القيادة وتهربت ببساطة رغم طبعي النشيط، الملتزم، وذلك لادراكي حجم المسؤولية والمواظبة لحد التضحية،
وهذه الصفات واكثر تقول انها اجتمعت في شخصكم، استاذ غازي العمريين ، فوراء كل عمل ناجح مناقبي مثابر من وزنك. حياك وبياك، ودمت بصحة ونشاط تظلل الملتقى واهله الكرام بجناحي كرمك وروحك المعطاء.
ويقرا الاديب أ. احمد الحليسي ما في الورقة ويقول لاديبنا الشاعر د. الرفوع لقد ادخلتنا إلى مكنونات الشاعر الذي باحساسه ألمرهف عبر عما نفكر فيه، وتناولت قصيدته في رثاء صديقه مروان الذي كان احد طلابي في الثانوية العامة رحمه الله، ولقد تأثرت لفقده وأثار الشجون الشاعر محمد بهذه القصيدة الرائعة.
وفي التعقيب قال الشاعر د. صقر الصقور، جاءت قراءة الدكتور خليل الرفوع لشعر الصديق الغالي الشاعر الشروش تسبر غور المعاني ..
جميلة و موجزة .. واجمل ما فيها استحضارها لاسباب "النزول" وتاريخه و ذكرياته ..
اما د. عاطف العيايده، فيقول دائما ما يقدم الدكتور خليل الرفوع كلاما ساحرا ليس له رقيا، وفي هذه الورقة أبدع في تصوير شعر الأستاذ محمد الشروش الغني عن التعريف.
ولعميد كلية الآداب في الطفيلة التقنية د. ابراهيم الغريب، ما يقول عن ورقة الاديب والشاعر الرفوع، اذ قال ما أجمل أن يهدي الناقد المبدع كلماته نظما ونثرا لصاحب التجربة الشعرية المتجذرة في أصول الخطاب الشعري
وأضاف ان الناقد أ.د.. خليل الرفوع والشاعر محمد الشروش كلاهما يتناغمان لفظا ومعنى فخطاب الناقد الذي بدأ ورقته بالشعر المعبر عن حالة الصداقة ونبل المشاعر لا يقل عنه بلاغة عمق التحليل الذي تناول قصيدة من قصائد الشاعر تلك القصيدة التي تعبر عن الوجع الإنساني
فقصائد الرثاء قال انها تعبر عن بوح الروح المتعبة لا سيما إن كانت في رثاء صديق الطفولة والمنبت والأصول فقد عبر الناقد تعبيرا مؤثرا لا يقل عن تأثير الشعر في الوجدان
فقد لامس الناقد وجداننا في بعث صورة الغياب اللانهائي لصورة الفراق الأبدي وقال، لا شك أن كُلّاً منا في صدره تجربة مشابهة لتلك التي عبر عنها الشاعر ولكنها تخبو وتعود لتتوهج من جديد عند التذكر ولذا فإن كلمات الناقد المختارة بعناية ذلك الناقد الذي يملك زمام اللغة فهو ابن بجدتها قد أيقظت فينا ذلك الحس الإنساني فلا نملك إلا أن نتمثل قول القائل: ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـا ..... بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم ِ
أجل، قالها د. الغريب، إن كلمات إ.د. خليل درر تخبر عن كنوز من التعبير المعتق بأصالة بوح الكلمات المنتقاة لتعبر عن تجربة الشاعر الشروش أفضل تعبير فما أجمل أن يعبر بالشعر عن الشعر وبالبلاغة عن البلاغة وقد جمع ذلك كله ناقدنا الكبير
وفي خضم التفاعل والتحاور كتب د. خليل الرفوع رسالة قال فيها:
أبا أيمن العزيز لك خالص التقدير
إني لأسالُ الله أن أكون عند حسن ظنك ، ومع الإخوة في الملتقي فإن الأدب يطيب ،
وما زلنا نطلب العلم ونبحث عن الحقيقة ، والحق أقول إن القرآن ثم الأدب بضروبه قد شكلا تأسيسا في بنية العقل ، وما زالا كذلك ، وأما شعر الأخ محمد الشروش فقد كان طليعيا في قرية بصيرا مع الشاعر محمد الرفوع ( أبو الرفوع) ،
وقد سعدت حينما كنت رئيسا لقسم اللغة العربية باستضافة الشروش مع الشعراء عارف المرايات رحمه الله، ويوسف أبوهلالة قبل ثلاث عشرة سنة في جامعة مؤتة ،
كما شاركت بوضع كتاب معجم شعراء الجنوب الذي طبعته وزارة الثقافة ، وكان عملا ببلوغرافيًّا توثيقيا .وأعلم أن النقد في وطننا يقوم على المعرفة والشللية للأسف ، وأن تيارا حزبيا كان يسيطر على المشهد الثقافي، لذا قدموا من يدندنون على وترهم ، فكان أن أُبعِد ثلة من الشعراء الكبار خاصة في الأطراف وكانوا يستحقون النقد والتقديم .
أكرر احترامي لك ولمعالي أ.د.فيصل الرفوع المشرف على الملتقى، ولجميع الإخوة في الملتقى .
وما يكتبه أو يختاره المرء قطعة من عقله ، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل ،والتحية مضمخة بحناء القلب للشاعر الحبيب أبي أحمد ولكل من عقب ويعقب ، فالتقدير لهم جميعا من قبل ومن بعد ، وما زال في القلب شيء من حتى بالنسبة للنقد في دراساتنا الأكاديمية والثقافية .
والمشرف الاعلى للملتقى الوزير د. فيصل الرفوع
استاذ العلوم السياسية الزائر، في جامعة يورك York، تورونتو-كندا، قال
ايها الأديب والشاعر والناقد والأكاديمي المميز ، صاحب الفكر الثاقب والرؤية السليمة والرأي السديد.
تابعت، كغيري، ما طرحه جنابكم ابا المثنى، حول مجمل ما جاء به الشاعر والأديب الأستاذ محمد الشروش في ندوتنا هذه، ومن خلال قراءة سريعة. أرى بأن ما جاء في في طروحاتكم، يمثل رأيا وازنا، وتحليلا اتسم بكل الشفافية والحيادية، وبلغة الأكاديمي والمفكر والمثقف الواعي والملم بتفاصيل ما تم طرحه والمتميز.
وقال اشكرك أيها العالم الجليل، في هذا التفاعل الإيجابي مع طروحات شاعرنا واديبنا ابا احمد.
مع التحية والتقدير،
ويؤكد الشاعر ايمن الرواشدة على ما في القصائد من مواجع ويقول، ولا يفهم وجعَ الروح إلا توأمُها النقيُّ النديّ .. جنوبيٌّ خَبَرَ الجنوب .. وخَبر أوجاعها وسُقيَ من كأسها وما شكا ولا بكى بل ترنّم على أطلال المجد وسهر على الثغور وروحه الطَّلْقةُ ولهى برمل الجنوب .
أغبطُ الدكتور خليل على ما تفيّحتْ به نفسه وذاكرته وفكره من أدبٍ جمّ ولغةٍ سامية ونظرةٍ ثاقبة ووعيٍ كبير ..
يمتحُ من جُبِّ اللغة أجملَ ما فيها من بلاغةٍ وأدب ويسكبه في الآذانِ موسيقى وفي الأعيانِ أطيافاً وفي القلوب سكينةً ورضاء ..
أكاد أتنسّم عبير ما تكتب كأنه في الأنوف ريحاناً وفي الأبدان مِسكا ..
أسأل الله تعالى أن يلبسكَ والأستاذ الشاعر القدير محمد الشروش ثوب الصحة والعافية ويديم نبضَ يراعكما الهتّان ..
دمتما بخير ...
أيمن رواشدة
اما الاديب التربوي محمد التميمي، فيقول حينما تكتب فهو من نسيج القلب كلمات صافية رقراقة
وكيف اذا ما قمت بتحليل ما كتبه صديقك الشاعر محمد الشروش لهذا نرى بين السطور والكلمات منك انك تنحاز للصديق برؤية الأكاديمي المحب تغرف من جواهر اللغة لتعبر عن تحليلاتك لما كتب وهذا شيء محمود أصلا وروعة ما بعدها كلام
ويقول الباحث محمد النعانعه. في رسالة "الاخوة الاجلاء اعمدة الثقافة والمعرفة في ملتقى السلع الثقافي الاكارم"
"حامل مشعل الثقافة والابداع الاستاذ ابا ايمن المكرم"
لو كتبنا أياما حول قصائد الاستاذ محمد الشروش قال اننا لبقينا نكتشف سموا في الكلمة وصالة في المعنى وصدقا في المشاعر ولوجدنا حركة للامكنة والشخوص يكاد القارئ ان يستنطقها، فشعرة وحيا من أخلاقه اخلاق البصيراوين عموما،
وبثقافتنا البسيطة قال لا يحق لنا مجاراتكم ايها الافذاذ
فكل منا له شرعته وطريقته
معرفتكم بالاخلاص في العمل وقول الحق قال انها رسالة لمن شارككم
وكالعادة، تنساب كلماتها كخرير الماء الصافي لتقول الاديبة المغربية امينة الجمجومي،
لمحة عاجلة للثناء على ما كتبه د. خليل الرفوع، فهي ورقة تكللت بكل الادب وتجملت بحروف الناقد البديع،،
وتقول شكرا لك وقد فاتني الوقت لاقف أطول من هذه السانحة، للثناء على هذا النص الجميل