الشاعرة نبيله حمد، في ورقتها هذه، تنحاز الى ما رسمه الشاعر محمد الشروش من حزن على هيئة لوحات،،
وفي الورقة الخامسة. تمسك شاعرتنا بانسام القصائد وما فيها من وجع، تحيله الى أدب جم وتقول في النص:
من الجنوب وهل تدرين ما الوجعُ
وهل تبقّى إلى الأحزان متسعُ
رقّ الزمانُ وغنّى صادحٌ غردٌ
هذا الجنوبُ وهل إلّاه مرتجعُ
هنا ناي الجنوب وصوته الصادح بالحب والمخضب بلغة قريبة للنفس متناغمة مع لون الوجع الجنوبي وسمرته العابقة في الأصالة ، هنا إيقاعات موسيقى الشعر العربي حين ترصف ليل الحزن وتجسده روحا وتسكنه بيتا وتقف عليه بابا
مط العمر بالاحزان موصدة
يئن جرحي ويبقى جرحها الدامي
حاولتها زمنا بالصمت أسكنها
لكنها عبثا تودي بأحلامي
الشاعر محمد الشروش يرسم الوجع لوحات تتباين في مشاهدها وإسقاطاتها ولكنها تعكس براعة الشعر وقدرته على نقلنا إلى الحالة النفسية الأولى لولادة القصيدة حين مر عليه الجرح فكتبه إبداعا ، وهذه هي مهمة الشاعر الملتزم بهموم أرضه وأمته وشعبه ، قصائد الشروش لا تنفصل عن الهم الجمعي بل تتنفسه وتنقشه ، فالقدس والشام والعراق جراح نازفة عزفها الشاعر الراقي بأنفاسه العاشقة ونسجها عباءة جنوبية عربية ماجدة .
والمارقون على تاريخنا كتبوا
أنا طفارى بليل الصبر نعتكف
وندرك حقا أن قصائد الشروش جسورا نعبر من خلالها لنتذوق حلاوة الأمنيات ومرارة الألم ونستمع لهمس الأمل وصرخات المتعبين وصوت المغني حين ينسج من الكلمات قصائد جياد
وروت حكايا العمر في خطواتها
فأظلني ورد وأينعت الخميلة
وللمشرف الاعلى ما يقول، فالوزير د. فيصل الرفوع، يتنفس الادب، ويعاقر الشعر، بروح النقد، والهام الرواء
فيقول ان شاعرتنا النبيلة، وإبنة اخي، الأستاذة نبيله حمد القطاطشة، يا رعاك الله.
سلم قلمك ولسانك، وقبل هذا وذاك، فكرك النير والمستنير. لقد كان تعاطيك مع ما طرحه الخال، الشاعر والأديب الأستاذ محمد الشروش، غاية في الأهمية والعمق، والتحليل الوجداني الراقي والاصيل.
وقال فلك كل الشكر أيتها الماجدة العربية. ولهذا المنتدى الذي يجمعنا، وسادنه المحترم اخي ابو ايمن، كل التوفيق والنجاح والصلاح والفلاح.
وللقاصة مريم العنانزه عذوبة البدايات غالبا، وندي النهايات ، وجليل المفردات. اذ تقول ان في الورقة نظرة بناءة لإظهار إبداعات نقية، بورقة زاخرة برؤى متجددة، فتصعد الكلمات وتعتلي منبرها لتطلق عنانها في رحلة مكتنزة وموشحة بأبهى الصور وروعة الوصف، نابضة برقيق الشعر ونديه... لألم وأمل وجراحات عزفها الشاعر الشروش، فأتقن الترنم بها، لتحفظ في الذاكرة، وزادها الظهور والبيان ما غردته الأنيقة نبيلة، لما أدركته من وعي وفكر حين لاذت بحزن القصيد المعتق، بلغة لا تكاد تخفى عليها بحسها المتوقد...
وراى بعين الحسن د. هشام القواسمه. شاعر الاشراقات، انه جميل ما ذهبت إليه شاعرتنا
النص الذي يفرض نفسه على المتلقي هو نص فريد ومختلف مهما اختلف الإنتماء لهذا النصَ... أحييك شاعرتنا
وعدها الشاعر الاديب د. صقر الصقور مداخلة الاديبة والشاعرة نبيلة بذاتها تشكل قطعة من الادب الرفيع .. الذي يرتقي بتعابيره .. و معانيه .. وصياغته الى مصاف المحكم من المنثور الادبي ..
كل التقدير ..
وحيا استاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع الشاعرة نبيلة حمد. وقال ان الشاعر الملتزم بقضايا أمته هو أكثر تعبيرا عن وجدانها،
فهو يكتب لها ومنها ،والشاعر كما ذكرت يمد جسور القصيدة ليعبر الرفاق ،والأدب عموما طليعة الحضارة
وشكرها مدير ثقافة الطفيلة. د. سالم الفقير وقال فالجنوب شكل حالة من التماهي مع الشاعر، لا، بل إن الشاعر أصبح يعرف بأنه صاحب الأوجاع الجنوبية.
شكرا لك على ما تفضلت به.
وللاديب احمد الحليسي تقديره وتوصيفه للورقة حين قال ان الشاعرة اختارت ما يناسب طبيعة الأنثى، كيف إذا كانت شاعرة ومثقفة، أضفت على هذا الجانب من شعر الشاعر محمد الشروش الحزن والألم والوجدان، أحسنت استاذة نبيلة
و للاديب التربوي أ. محمد التميمي، رؤيته اذ يقول ان الشاعرة قامت بدراسة لقصائد الشاعر والأديب الملهم محمد الشروش وتناولت الأديبة القطاطشة قصيدته عن الجنوب والحالة النفسية لولادة القصيدة وتطرقت للفح شمس الجنوب ولون الجنوبي وسمرته العابقة بالأصالة.
وربطت الشاعرة الهم الوجعي كما تقول تتنفسه وتنقشه واشارت الى القدس والشام والعراق جراح نازفة عزفها الشاعر الشروش بعباءة جنوبية.
كل التقدير للشاعرة نبيلة القطاطشة.
ويصفها الشاعر ايمن الرواشده، بالشاعرة الغَرِدَة ويقول انها تدرك حقاً معنى الوجع وخصوصاً إذا كان يتعلق بالطهر والقداسة كالوطن والنفس النبيلة.. وتفتّش بين أبيات الشاعر الشروش عن مأوىً للحزن فتجد غايتها في الجنوب الممتد من الرمل إلى الرمل عبر بوابة مؤتة انتهاءً بوادي القمر ومروراً بحِدِّ الدقيق .
الشاعر الكاتب والشاعرة الباحثة نقشا على صفحة الوطن أجمل المعاني... فالتحية خالصة الأديبة نبيلة القطاطشة .. والود موصول للشاعر محمد الشروش ..
والتقدير لأهل الملتقى وكواكبه الزاهرة .
ولعل في تعليق الشاعر بكر المزايده، ما يشفي الغليل اذ يرى انه مرورٌ وجداني عاطر من الشاعرة نبيلة القطاطشة على غريزة الحزن والألم والشكوى التي تغلغلت في اشعار الاخ محمد الشروش وغلت على مرجل عشق الأمة.
وللشاعر خليل الخولده، وقفات مع انين القوافي، اذ قال، هنا ناي الجنوب وصوته الصادح بالحب بالحب بالحب... والمخضب بلغة قريبة للنفس متناغمة مع لون الوجع...
هنا صوت الأنثى المُنقِّبِ بإلحاحٍ شديدٍ عن الجانب العاطفي في كل شيء... نعم بحثت الاديبة النبيلة نبيلة عن الحب الذي هو سمة اهل الأردن وهو اسمى ما يتقرب به الإنسان لوطنه وأمته والإنسانية... ثم عرجت على ألألم في قصائد الاستاذ الشرور.. لكن مشاعر الحب والحزن مخضبة بلغة قريبة من النفس.. من هنا فقد ألقت الأستاذة نبيلة الضوء على..
اولا
الحب والألم في قصائد الاستاذ محمد الشروش
ثانيا
اللغة القريبة للنفس والتي استخدمها في معظم او جميع قصائده..
ثالثا
بينت الاديبة نبيلة ان الشرارة الأولى التي تشتعل بها ومنها القصيدة هي الحالة الوجدانية للشاعر.. حزنا والما وفرحا واعجابا.... الخ
سلمت يداك اختنا النبيلة على هذا النبل في قراءة اشعار المبدع محمد الشروش..
ولفت د. كامل الطراونه، الى اوجاع الشاعر، وقال حقا لقد قلب الشروش اوتار وجعه الممتد في انكسارات الواقع، فوهج صدقه فضل اللحن الحزين، اذ تالفه روح وفية تكتم مدامعها بما يبوح به اشعاره من اوجاع تسكن حاضره بضراوة، ويسافر فيها بوقع شجي، يتنقل بمحطات تقاسمه الالام العربية ، فيعزف مواويل شعره بنوتات وجع جنوبي يحلم بالحرية، ويستفزه واقع مزيف، وتحرقه الذكريات . وحين اتامل شعره بين الحين والاخر ينتابني حزن استنشقه فيخنق ما بقي لي من همسات، فاعود ثانية كي اتلمسها فيا لجمال ما يبوح!
اما عن وقفة شاعرتنا نبيلة حمد من اشعار شاعرنا النبيل الشروس فقد هزتني الكلمات العذاب التي ترسم لوحة ادبية نسجتها شاعرتنا بالوان منسجمة في الكلمة والجملة وجزالة الاسلوب بوركت كلماتك الناظمة وحسك المتوقد.
اعود قليلا لموسيقا البحر البسيط لدى شاعرنا ، فيبدو ان هناك علاقة بين البحر كشكل ايقاعي والغرض الشعري كعنصر دلالي، وان كان البحر البسيط قد احتوى تجارب شعرية لشاعرنا الشروس، والبحر هو شكل ايقاعي محايد، فمعنى ذلك ان شاعرنا هو الذي يمنح الامتياز لذلك الشكل الايقاعي، فيختاره انطلاقا مما يمتلكه من قيم ابداعية، ومن قدرة على توظيف البحر توظيفا موفقا وايجابيا للتعابير عن احاسيسه وافكاره . متمنيا لشاعرتنا الفاضلة نبيلة حمد كل التوفيق والنجاح.
وتنهي الباحثة د. فيفيان الشويري الحوار بالقول انها وإن كانت أعجز عن التحدث عن الحزن، فإن ما سطرته ريشة الأديبة والشاعرة المكرمة نبيلة حمد لكاف ان يعبٍّر خير تعبير عن هذا الوجع الكبير الذي قرأناه في أبيات الشاعر محمد شروش.
وقد أجادت في إبرازه، كلون أدبي مميز.
وإن اسلوبها يترك في النفس حسرة ولوعة، والما يعتصرنا على حالة وطننا الراهنة.
أشارت الأديبة الكبيرة إلى الألم الجمعي، وخرجت من قوقعة الألم الفردي الذي لا معنى له في زمن الألم الوطني العام، فالوجع الأكبر يطغى دائما على الوجع الأصغر وان المصلحة العليا تتفوق ابدا على المصلحة الصغرى للافراد.
نعم، إنها قضية واحدة جمعت الشعب العربي واجمع عليها، والألم الجمعي لكفيل أن يكون مشروع وحدة وعامل تضامن ويمدٍّ الجسور لفعل مشترك من أجل قيامة لا بدٍّ حاصلة ما دام الوجدان ينبض وطنا.