آخر الأخبار

تناص يختزل في القصة معان للعنانزه على منصة السلع

راصد الإخباري :  


الطفيلة  - راصد
من عبدالله الحميدي

عطرت القاصة مريم عنانزة. منصة السلع، باختزالها لقصص، ذات مغزى لغوي. 

وكتبت في الأسبوع الفائت، طيفا من مشاهداتها اليومية، على هيئة قصص رمزية، تاليا نصها : 

ندم....
عجز عن فتح عينيه من شدة الإرهاق
وعن إخماد عقله من شدة التفكير...
معلق بحالة لا سبيل للخروج منها...
نهض وركض إلى الحمام يتقيأ الكلمات للشفاء!!!

هذيان
أشعلت سيجارتها وأخذت نفسا على أثير أنغام دافئة... أغمضت عينيها... وارتسمت ابتسامة جميلة فوق شفتيها... حينها أخذت ذاكرتها استعراض كل ما اختزله عقلها... أصوات... كلمات... همسات... تتناسل في وجدانها اللذة آخذة شهيقا عميقا يمتدُّ ليرخي معه أنفاسا لاهبة...
كل شيء ظل خياليا حتى طرق الباب!!!

سياسة
تأكد المخبر من ميوله السياسية...
ونفذّ أمر اعتقاله!!! 
حين رآه مرة يقرأ كتاب الأربعين نووية...

احتضار 
قال لها: لن نكمل معا...
لا قدرة لي على الحبّ!!!
قالت بصوت مكتوم يقتله البعد والقرب يحييه... ودمع ترقرق كاد يظهر... يغلِق عليها حلما يختبئ في مخزون القصيدة:
خُذْ هذا الهم عني وارتحلْ!!! 

ذئاب
بعد أن أبلغ عن مجموعة من اللصوصية....
تقادح شرر في أعينهم...
اختفى وكان آخر مشهد له...
وساد صمت عميق...!
لهو
تطلعا نحو السماء وحلقّا...
صرعى في ديارهم 
والدنيا والهوى...
كفتية الكهف... لا يدرون كم لبثوا..

كانت تلك القصص تخضع لمعالجات الادباء في الملتقى، اذ قال فيها بعضهم جوانب من الإعجاب، فيما رآها البعض، نمطا من الرسائل المكتنزة ادبا، لتضع او ارها في الوسط المجتمع، نوعا من النصح والحكم والارشادات

فايمن الرواشده شاعر. الزمن، قال انها قصص قصيرة جداً ..مكتنزة .. ثرية .. ثرّة .. تختزل الكلمات وتبقى في الذاكرة آلاف المشاهد .. عميقة وبعيدة الغور .. تحمل سُرُجاً من البصائر وأسرجةً من الجمال ..
تحية كبيرة الأديبة مريم عنانزة ..
             
وتراها الشاعرة نبيلة حمد مشاهد تختزل ملامح التواصل  مع الحياة وتفاصيلها المتشعبة والمتعبة بلغة راقية وسلسة ، كل التقدير أديبتنا الراقية

ومن لبنان. ومن افياء زحلة، تقول المؤرخة د. فيفيان الشويري  انه تعبير وجودي، مختصر لحالات  معاشة... انتظرت رمزية ودلالة تحاكي الخيال وتدغدغ الحلم.
اجدت، عزيزتي مريم، الاختصار والبيان.

اما رئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين، فقال "للقاصة المبدعة التي تحكم النص بالايجاز، وتفتك بالمعنى اللغوي بالاختصار،

جمل قليلة، قال انها لقصص واسعة، تعج بالأحداث والتطورات والرؤى والنهايات

سلمت اليد الثمينة، 
وسلم الفكر النابه. 
وسلم الحس الإنساني الطواف على كل القضايا. بحسب رئيس الملتقى. 

وعد د. احمد الحليسي الندوة التي أعدها جامعة الطفيلة في الاثناء، جميلة لانها عن الأدب الأندلسي قدمتها الطفيلة التقنية، واثنى على  رئيس الجامعة محمد خير الحوراني وايضا للدكتور خالد الخلفات مدير الندوة، والدكتور إبراهيم الياسين الذي قدم ورقة عن تراسل الحواس في الشعر الأندلسي، والدكتور سلامة الغريب على اضافاته ومداخلاته، والدكتور صلاح جرار على الورقة المتميزة التي قدمها والدكتور محمود من العراق الشقيق والذي تحدث عن الموشحات الأندلسية وبداياتها، وحفظ الله ملتقى السلع الثقافي الذي لايضيع اي عمل ثقافي، حفظكم الله ورعاكم جميعا

وقال الشاعر بكر المزايده ان القاصة مريم سكبتِ العطر في عدة كؤوس، فتهنا من أيها نشرب.

ومن المغرب العربي، حيت الاديبة امينة الجمجومي التي قالت إن  الملتقى فعلا لرائع نبيل وقالت إن للقاصة مريم المكرمة، يد في إنجاز هذا النوع من القصص، 
وقد نثرت كثيرا من الإشارات الدالة على الحكم والفضائل،

وزادت انها كانت اضاءات مشرقة، تلك القصص التي اختزلتها كلمات. جعلها القلم النبيل مدادا لما نحس ونتالم، ونعاني،

وانت على الابداع الذي قدمته الاديبة العنانزه، وقالت شكرا لهذا الابداع. فلم يكن ما كتبت يوما الا وكان كالشامة في الوجه الصبوح، يؤشر على قلب شفيف، وينير طريقا باتجاه الالفة والاتحاد،

وختمت بالقول "اهلا بالاديبة مريم
واهلا بما تكتبين" 
وحيا الله تلك القسمات
الرائعة للاديبة التي تحمل الى جانب جمال الكلمة، جمال الروح

عروبة الشمايلةجميل هذا الانتقال بين فكرة وفكرة مما يدخلك في حالة وأخرى دون أن تشعر ما الذي يعيشه الكاتب لكنّه كتب شيئا يشبهك 

د. خليل الرفوع
أيهذا الممتشق سيف الوطن ، وكلمة الإخلاص ،أنشأتَ هذا الملتقى وتقوم عليه ظهيرا ومناصرا ،  وكأنه بيتك وترسك ومأوى الروح.
أيها الشيخ الفتى
 لك صباحات السلع وتباشير لحظة وحد ذات الدقيق وما في القلب من سحائب الغيم .
أيها الغازي بالطيب والمطيب بنمير العين البيضاء جادتك مزن العيص ورفت عليك قطا الرشادية .
لا بد من ندوة عن أبي أيمن في قابل الأيام .

اما المحافظ السابق د. حاكم المحاميد، فقال ان ما كتبته، يمثل قمة في الترميز اللغوي، الذي يؤشر على امتلاك ناصية النص،

وأضاف في اختتام عرض إنتاج القاصة العنانزة، ان هذا الفن الصعب، الذي ينسح في الغالب ارساليات لغوية، تعتمد على قدرة القاص في اختيار المفردات السهلة، لابلاغ الهدف باقصر الطرق

واثنى على جهود القاصة العنانزه. وتمنى ان تنشر المزيد مما تكتب، لتعميم الفائدة، والتعريف بنمط كتابي راق، يؤصل الى منهجية لغوية جديدة