نشر الكاتب حسن ناجي مقالة على منصة السلع عن كذبة نيسان
من كتابه – فكرة
وقال فيها ان أصل الإعتقادات وحكاية الخرافات الجزء الأول
دار اليازوري للنشر عام ٢٠٠٧
والكذب قال انه صفة مذمومة دينيا واجتماعيا وقد اتفقت جميع الأديان والأعراف الاجتماعية على نبذ الكذب والابتعاد عن الكذابين
في عصرنا الحالي قال ان الناس اعتاد أ على تسميه الأول من نيسان في كل سنة بكذبة نيسان ومن المؤكد أن لهذه التسمية في التاريخ الإنساني أصلا وحكاية فما هي قصة كذبة نيسان ؟
القصة التاريخية لهذه العادة قال انها قصة طريفة وغريبة ورغم طرافتها وغرابتها رغم ما فيها من جدّية في اتخاذ القرار فإننا لا يمكن أن نكون مع الكذب حتى لو كان أبيض كما يقولون
ويرجع أصل هذه التسمية للأول من نسيان إلى فترة حكم الملك شارل التاسع في فرنسا في بدايات القرن السادس عشر وبالتحديد سنه ١٥٦٤م.
اذ كان الناس حتى ذلك التاريخ يحتفلون برأس السنة الميلادية في الخامس والعشرين من شهر آذار وهو موعد بدء فصل الربيع وكانت الاحتفالات في ذلك الزمن تتضمن تبادل الهدايا وتستمر مدة أسبوع كامل تختم في نهايته بإقامة حفل عشاء جماعي في الأول من نسيان ويتم تبادل الهدايا والتذكارات .
يقال ... والكلام للكاتب، إن الملك شارل التاسع قد قام في عام ١٥٦٤م وهو بداية اعتماد التقويم الغريغوري بإصدار قرار ينقل بموجبه يوم رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني
ومن الطبيعي - وفق ما قال - أن هذا مثل هذا القرار يلاقي رفضا ومقاومة من الناس الذين اعتادوا مئات السنين على الاحتفال برأس السنة بتاريخ آخر يبتعد عنه أكثر من ثلاثة أشهر وقد أصروا على الاحتفال برأس السنة الميلادية في الخامس والعشرين من شهر آذار ولغاية الأول من نيسان مما دعا المؤيدين لقرار الملك شارل التاسع إلى السخرية من هؤلاء المتعصبين وبدؤوا بإرسال الهدايا السخيفة والدعوات الخيالية والنكات التي تنال من عقولهم .
ولفت في المقالة الى ان الفرنسيون أطلقوا على الشخص الذي تجوز عليه الكذبة والسخرية في الأول من نسيان عبارة – سمكة نسيان – حيث تبدأ الشمس فلكيا بمغادرة برج الحوت بمعنى أن الأمور قد خرجت من أيديهم واحتفالاتهم لا قيمة لها حتى أن نابليون لم يسلم من التعليق والنكات فقد أطلقوا عليه اسم سمكة نيسان عندما تزوج مرة ثانيه من ماري لويز النمساوية .
مع مرور الزمن ... قال ان الناس تقبلوا في فرنسا وغيرها اعتبار الأول من شهر كانون الثاني يوم رأس السنة الميلادية الجديدة ونسوا أنهم كانوا ذات يوم يحتفلون برأس السنة في الخامس والعشرين من شهر آذار .
ومع تقبّل الناس لهذا التاريخ فإنهم لم ينسوا أبدا المتعة التي كانوا يمارسونها مع المتعصبين في الأول من نسيان ساخرين منهم بهدايا سخيفة ودعوات خياليه حتى أصبح هذا اليوم تقليدا عاما شمل كل المعمورة.