وقع ٧٠ شخصية وطنية من العلماء الاردنيين رسالة رفعوها لجلالة الملك دعوا فيها للسماح باقامة الصلوات في المساجد
وتاليا نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدّى حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الله عز وجل قد استرعاك رعية وأستأمنك أمانة الحكم بالعدل وإقامة الحق ليقوم الناس بالقسط، ونحن علماء الأمة أعوانك على ذلك عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"
وانطلاقاً من هذا الواجب فإننا ندعو لجلالتكم بالتوفيق والعمل بما يرضيه سبحانه لتكون عنده يوم القيامة من صالحي الملوك وخيارهم، وفي هذا الظرف العصيب الذي اجتاح العالم بأسره فيروس كورونا الخطير نقدّر لجلالتكم وللحكومة الاجتهاد في الوقاية من هذا الداء، وكل ذلك لا شك محل قناعتنا وشكرنا، غير أن هذه النازلة لا تنكشف إلا بتضرعنا الى الباري عز شأنه، قال تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ} [الأنعام:43] ونحن نذكركم يا جلالة الملك أن المسجد هو بيت الله {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال} [النور:36]، {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18] وأن عمّارها هم خيرة الناس {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار} [النور:37]، وأن الله قد يرفع البلاء بالصالحين الذين يرفعون أكف الضراعة لله تعالى ، وأن" خير يوم طلعت عليه الشمس هو يوم الجمعة " الذي حسدنا غيرنا على ما أعطانا الله فيه من الخير.
صاحب الجلالة :
في ضوء ذلك فإننا نلتمس من جلالتكم تخفيف الحظر يوم الجمعة عن كل أوقات الصلوات ولمدة أربعين دقيقة لأداء كل صلاة سعياً على الأقدام، مع رفع الحظر عن صلاة التروايح لمدة ساعة تؤدى مع صلاة العشاء، ليتمكن العباد من سماع كلمة الخير ودعاء المولى بصرف هذا الداء عن رعيتك، معاهدين أن نبقى ملتزمين بكل ما من شأنه عدم تفشي الداء بين الناس، كما أننا نلتمس من جلالتكم توجيه أمركم السامي بالقنوت في الصلوات عملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الناس بالتوبة والاستغفار ورد المظالم لأهلها، لأنه ما نزلت بلوى إلا بمعصية ولا رفعت إلا بتوبة. جعلك الله تعالى من أئمة العدل الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله واللهَ نسأل أن يوفق جلالتكم لما فيه خير الناس وتحقيق مصالحهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.