سنبدأ مما كتبه الشاعر الرائع بكر المزايدة، "قفا يا مقلتي" ، وقصيدة عن الجنوب، نستذكر فيها الشعر والشعراء،
ونعود الى ما كتبه د. ابراهيم الياسين، لنخلص الى هذه المادة الصحفية. ساعدنا فيها الاعضاء شعرا ونثرا،
يقول المشرف العام، د. ابراهيم الياسين، مساء الجنوب للعاشق المستهام،
هنيئا للجنوب بكم أيها الشعراء بدءا من الشروش موجوع الجنوب (من الجنوب وهل تدرين ما الوجع)، ومرورا بخليل عاشق الجنوب
والشمال(هواي جنوب عشقي شمال)، وهشام معطر الجنوب بالحب والهيام، وأيمن ملهم الجنوب غزلا، وعاطف مرهف الجنوب حسا، ونبيلة ابنة ضانا ورفيقة مها الجنوب، وحنان عاشقة الأصالة وتقاليد الجنوب، وصولا ببكر مستهام الجنوب الشاعر الولة المغرق بالصبابة والعشق. .. تمنيت أيها العاشقون لو أنني جنوب العز لأزداد ألقا وجمالا بكم. لقد عطرتم المكان والزمان والإنسان بمسك بوحكم وعطر قصيدكم وزهر حدائقكم.
هذا بعض ما افاض به
مشرفنا الغالي،
فاهلا وسهلا بكم،،،
قفا يا مقلتيّ
قفا بجنوبِ العزّ يا مقلتيّ
فبينَ حناياه يطيبُ المقامُ
وقوفَ مُحبٍ للحبيبِ مُفارقا
وقولا له منّا عليكَ السلامُ
أيا سرّ اشواقي ويا مربَعَ الصِّبا
فمن وجهكِ الوضّاءِ فاض الهُيامُ
ومهما يدورُ الشوقُ في فلك النوى
إليكَ يُولّي قلبَهُ المُستهامُ
فقد شرَّعَ العشّاقُ منكَ صبابةً
وسَنَّ الهوى من لاعجيكَ الغرامُ
ويرجفُ في بيدائِكَ الرملُ مغرماً
ويستلهمُ الأمجادَ منكَ الكرامُ
ويصبو إلى علياءِ سَفْحكَ أنجمٌ
ويُسرجُ ظهرَ المُعصراتِ الغمامُ
فلن أجمعَ الأطيابَ من أَرِجِ الندى
وذكركَ من فوق الشفاهِ مدامُ
فكمْ مَسَحَتْ كفّاكَ سُهدَ جفوننا
وعيناكَ من سُهدٍ قذىً لا تنامُ
فأنتَ إذا دارتْ رحى القوم والعدا
فأنت على ظهر الأصيلِ الحُسامُ
وخيلُكَ في ليلِ السُّراة عوادياً
فلا الليلُ يقوى ردّها واللجامُ
وإنْ عَفَرَتْ ريحُ الطغاةِ قتَامها
فأنتَ على وجه الفخارِ اللِّثامُ
وإن تسألِ الأيامَ عن منبتِ العلى
فأنتَ بداياتُ العُلى والختامُ
وإن مزّقتنا من هواكَ سهامه
فليسَ الهوى فيمنْ أصابتْ حَرامُ
ويؤكد رئيس مجمع اللغة العربية، د. محمد سليمان السعودي، ان الوقوف عند المكان حديث نفس المبدع، ولكن الفرق بين المبدعين في أساليب هذا التناول؛ فهو يحتاج إلى طاقات الروح والفكر واللغة، ولعل هذا يدفعنا إلى حفظ بيت أو قصيدة دون غيره.. ما ورد من أشعار جميلة في الأردن وجنوبه،
ونظم الشاعر خليل الخوالده. قصيدة طويلة،
تغزت بالوطن قال فيها
من ذا بغير الوالدين وعطــــــفهم
ينمو وينشأ نشأة الآســـــــادِ
من ذا يقول بأن روضا أخضـــرا
يحيا بلا ماءٍ روى وسمــــادِ
أتظن للأسماك عيشا دونمـــــــــا
بحر يمد حياتها بمـــــــــــدادِ
إيه أيا أردن يا كل الدنــــــــــــــــا
مائي وروحي والحياة وزادي
يا أيها الأردن يا روح السنـــــــــا
يا ملهم الأجيال درب ســداد
يا موطني العربي يا قلب الـــهدى
يا صاحب التاريخ والأمجاد
يا أيها الوطن الأبي قصائـــــدي
حبلى بحبك والوفاء لضـــــادي
يا ويح من خان المواطن ويحــه
سرّاق مال اوخـــــؤون وداد
نوعان كل سارق بطريقـــــــــــة
لص العباد وبائع لـــــــــبلاد
من ذا لهذا البئر يكنس حصـــوه
وهي القذائف من يد الـــورّاد
إذ بعدما شربوا رموه بحقدهــــم
بئس الجزاء وعصبة الأحقاد
اوآهموا بيتا ظليلا آمنا
وتنافسوا في نزعها الأوتاد
ثم استباحوا بالعقول هزوّهـــــم
قد لوّحوا للنصر بالأوتـــــــاد
فترى الضعيف وقد رموه بجرمهم
عبدا وذا الزلات ذا استعـــباد
من خان من هذي الجموع فإنما
يجزى بعدل قِتلة الأوغـــــاد
لكنك الأردن تبقى في الدجــــى
نورا لأهلك جمرة للعـــادي
يا ريح اربد والطفيلة أننــــــــــي
اشتاق نصرا في الكرامة بادي
عمان والسلط الكريمة شـــــــاهد
يوم الكرامة مهزما لمُعــادي
ومعان والرمثا ضلوع حصنت
قلب العروبة (أردني)بودادي
وأبية كرك الكرام وإنما
نذرت ربى الزرقاء للإمــــــــداد
فتمدنا بالجند أُسدا مثلمــــــــــــا
بالعقبة الإرفاد دون نــــــــــــفاد
عجلون شامخة كضانا قد سمت
وتزينت جرش بفن عمــــاد
والأزرق الغناء واحة موطــــن
محمية لتجمّع الأضـــــداد
فالماء والصحراء والرمل كلها
والطير تنشد أروع الإنشاد
آثار مأدبة القديمة أبدعــــــــت
في النقش والتزيين والإعداد
هذي الأصالة في البداوة مـــثلما
ورثت صفات الجد للأحفـاد
والبدو في كل المنـــــــاطق درة
جد كريم واضح الأمجـــــاد
والمفرق الحر الأبي وأهله
ريانة أفواههم بالضـــــــــاد
سمة المحبة والبداوة جلــــــــها
يتناقلوها مثل نقل الضــاد
قد أورثوا كرما وحب ديارهـــم
وأُتوا ولاءً سيق للأحفاد
ومدينة البتراء فن رائــــــــــــع
وبها تطوّف سائح أو غادي
في خزنة الأنباط سر جمالهــــــا
وجمالها باق إلى الآباد
والسيق سحر والقناة بطرفــــــه
والدير يشهد أننا الرواد
ما أروع الأغوار تؤتي أكلها
في كل حين سلة للزاد
وجمالها صيفاً شتاءً قائمٌ
وأبو عبيدة للنعيم ينادي
في قبره يدعو لأسمى عزة
ما كان قبر أميننا لرقاد
هذي محاسن أردني بل بعضها
ومفاتناً أغفلت في التعداد
يا معشر الأهل الكرام بأردني
وبموطن الإسلام والروّاد
إني فديتكم بخافق ما وعــــــى
إلا محبتكـــــم وفرط وداد
للقدس نبراس القداسة في الدنـا
شهد العدو كسائر الأشهاد
بغداد حاضرة العلوم ومنهـــل
للفقه والعلماء والأمجاد
عض الكلاب بها أنامل طفلـــة
وعصى لشيخ كسرت بعناد
واليوم تجرحني الحبيبة في الحشا
إذ سال فيها الدم سيل الوادي
واستهدفوها قبلة لشرورهـــــم
طافوا مراراً مثلما العـــباد
راموا دماراً غير أن ديارنــــا
تأبى انقيادا للعدى بعنـــاد
هبوا لوحدتكم ونصرة دينكــــم
وكرامة الأوطان والأحفاد
وذروا وراء ظهوركم أضغانكم
إن رمتموا حقا طريق رشاد
قلبي فداكم والعيون ومهجــتـي
والله يهدي من سعى لسداد
فعساه ينصركم ويهدي قلبـكــم
إني لأسأله فنعم الـــهادي
من قلب ضانا* للجميع تحيــــة
حزتم فؤادي لا وداد فؤادي
فأنا بكم نبضي ومخ إرادتـــي
تقوى فلا تفنى لطول بــعاد
أنتم وحبكموا فؤادي كامـــــل
شريانه التاجيّ بل ومرادي
والعين ما دمعت سوى من أجلكم
في القدس في بيروت في بغداد
في كل قطر من بلادي جرحه
فتقاسموا جلدي كما الضمـــــــاد
وبذا سأفرح حيث أشعر أنــني
أوفيكم حبي و بعض ودادي
فادٍ لحزنكم ومسة شوكــــــــة
أو دمع طفل جائع أو صادي
لو صغت كل مشاعري بحروفكم
ضاقت بها لكنكم بـــفؤاد
ويكتب مدير الثقافة د. سالم الفقير، عما كتبه الشاعران بكر المزايدة وخليل الخوالدة، وقال لقد ظهر المكان جميلا مضمَّخا بالعشق فيما قدتم من قصائد، وتلك علاقة وطيدة بين الإنسان والمكان...!
لكنني أرى _ومنذ سنوات خلت_ أن الجنوب ترك أثرا كبيرا لدى الشعراء، ولعل ذلك عائد إلى جماليته من طبيعة خلابة وآسرة، وإلى حجم المشقة المتولدة من تلك الطبيعة، إضافة إلى الجوع والفقر؛ لبعد المكان عن العاصمة
وفي مشاركاته الرائعة يكتب المحافظ السابق د. حاكم المحاميد،
حين تمر نسمة الجنوب ، يهتز الخافق ، وترتحل الخطى ميممة وجه الأرض ، حيث جنوب الله القابض على الجمر والوعي وحيث سرائر البشر النقيه والحييه وحيث سرّة الكون التي تمدنا بالحب والجمال ٠٠
والاديب حسن ناجي، يغرف مما يعرف ويقول.
سوف أشدو يا طفيله
أنت للعـــزِّ خميــــلة
ومعي الأردنُّ يشـدو
وطنــي ســعدٌ ومجدُ
من جنوبٍ لشــمال
هــوعزّي وأمــالي
نحنُ أطفالٌ صِغـــارُ
وغداً نحنُ المنـــــارُ
وبلادي سوف تبقى
للعُــلا تبني وترقى
يا بلادي أنتِ رايه
للدُّنى أصبحتِ آيه
ويؤشر الاديب أ. محمد التميمي، على انجازات الشعراء ويقول،
لست بشاعر ولا ناثر لكن الجنوب وأنت تسير إليه يشعرك بالالفة وانت تشتم الهواء يتسلل لك ناعما هادئا
كأنه يتخلف في تركيبته عن ذي قبل. .البيوت الأشجار الطرقات فيها شيء يجلب الطمأنينة فى النفس تستمع إلى ام كلثوم أو فيروز وكان المعاني قد اختلفت شعرا وموسيقى وغناء
وفي خطابه للشعراء قال الاديب محمد النعانعه. ايهالسادة الشعراء الاجلاء جميعا في ملتقى السلع الثقافي الابي انتم نخبة النخبة في وقت خمدة نار الثقافة والادب والشعر فاوقدتموا شعلة العطاء وعملتم ابداعا متميزا وحضورا على أعلى المستويات في ظل جائحة أوقفت كل النشاطات والاعمال عندالغالبية
لكن شعلتكم ستظل ان شاء الله وقادة بهمتكم وهمة العلماء الكرام وسادن هذا الملتقى الاستاذ الصحفي المميز ابا ايمن المكرم له ولكم جميعا ترفع القبعات ويكتب التاريخ عن السلع وما حوله بايديكم الشريفة النظيفةا
وتكتب الشاعرة د. حنان الخريسات، من جنوب الوجع ...
أكتب من وعيي...
من الطفيلة
اصارح زحمة الغربة ..
أنا في منفى..
أُوشح يدي بسواد الليل..
مع عواءٍ وضوء قمر..
ونجوم تتلألأ..
من الجنوبِ أنا لا أكابر ..
لا يفهم لغتي الا الليل ...
وأنت...
لأنك بضع مني..
اشرب من ملح الارض ...
لا تخون...
لا تراوغ ...
ما عاد يجدينا البقاء
وقد نسونا
كغيمة ضيعت طريقها للشتاء
او عصفور ٍ تجمد تحت المطر
من سيجلب لنا أمل النجاة
هذا الخلاص
من يحوزه غير الاشقياء
انطلق لا تتراجع
وان اضطررت اهزمك في وطن قصيدتي
وفي قراءة ثانية قال د. ابراهيم الياسين، ان الشاعر محمد الشروش...قال، من الجنوب وهل تدرين ما الوجع... ؟ واليوم اجد الوجع الحنوبي ممتدا نحوك يجتاحني في الشمال حيث المطر المنهمر والشوارع سيول جارفة الريح مزمجر.. يجعنا الوجع والليل بدلالاته البعيدة/الظلام واليأس والسواد مع صوت العواء/الخوف وضوء القمر والنجوم المتلألئة /بصيص الأمل... نناجي الليل معا يحس بنا يفهمنا يندغم فينا كنا نندغم ببعضنا ويشكل ثالوث التوحد.. نشرب ملح الأرض.. وقد ضعنا.. تهنا.. شقينا ومازلنا باحثين عن أمل النجاة بلا تراجع كحبل قوي يصارع تيارات الحياة كلها بشموخ وصمود وثبات... بالإبداع نصل...
ومن قصيدة في إطار مشاعري، كتب الشاعر مشهور المزايده
شعر مشهور المزايدة
يا سيّدي، أوصيكَ خيْرًا بالجنو
بِ فإنّهُ الْـرُّمْحُ المُوَجّهُ للعِدى
جسَدُ الجنوبِ صفيحةٌ صَـلْدِيـَّةٌ
وجبينُهُ الطُّوفانُ يُنذرُ بالرّدى
والروحُ فينا في الجنوبِ عَصِيَّـةٌ
والدّمْعُ حتى الدّمْعُ أشْعَلَ موْقِدا
هذا الجنوبُ نخيلُهُ لا ينْثَـني
والزّرْعُ فيهِ يَمُدُّ للنَّجمِ الْيَدا
حتَّى السَّنابلُ في الجنوبِ وفـيَّـةٌ
ويكادُ يخفِقُ قلبُها مُتَهجِّدا
أردنُّ فافْخرْ، إنّها لصَبابةٌ
طَرَقَتْ فؤادًا عاشقًا مُتوجِّدا
زجّتْ إليكَ مَعَ البيارِقِ خــيْـلَها
هزّتْ قلوبًا راكعاتٍ سُجّدا
إني لأجْلِكَ قد حَزَمْتُ قصائِدي
وجَعلْتُ غيْمَ سَمائِها مُتَـلـبِّدا
ووضعْتُ رسْمكَ في إطارِ مَشاعري
فكَسَبْتُ فخْرًا واكْتَسَبْتُ تَفَرُّدا
وفي مشاركته، لشعر الجنوب ووقفات الادب على الجنوب يقول الشاعر محمد الشروش،
من الجنوب وهل تدرين ما الوجعُ وهل تبقّى إلى الأحزان متسعُ
هو الرحيل إلى عينيكِ فاحترقي فالقوم ناموا وفي عينيكِ مضطجعُ
رقّ الزمانُ وغنّى صادحٌ غردٌ هذا الجنوبُ وهل إلّاه مرتجعُ
من الجنوب وهل تدرين ما الوجعُ وهل تبقّى إلى الأحزان متسعُ
هو الرحيل إلى عينيكِ فاحترقي فالقوم ناموا وفي عينيكِ مضطجعُ
رقّ الزمانُ وغنّى صادحٌ غردٌ هذا الجنوبُ وهل إلّاه مرتجعُ
تعبتُ من رحلتي والموج يقذفني يا قمة الموج إنّ القاع يتسعُ
كما أن للشاعرة د. حنان الخريسات، اطلالة على الجنوب اذ تقول
هذه ملامحي أنا ..
القادمة من الجنوب ...
عبق من الدحنون ..
عصرية ..
هذا دربي عبثت به الدروب..
أنا بنت الطفيلة ..
مدينتي المتعثرة في الجنوب ..
لم يبق في جيبي الوان لأرسمني..
هنا أحلامي ستموت ..
لا الليل يكفيني لأحلم مرتين..
كل الأبواب المغلقة أشرعها للريح..
للشمس ...
للأمطار ...
ومع قلمي سأكتب
على أوراق ستشيخ وتصفر ..
أعود اليها في أعالي مدي .. وجزري
لن أكتب أكثر ..
وسأقول أن كل البيوت تشعرني بالتشرد..
وكل الأحلام معتلة ...
وستموت ...
" من الجنوب" قصيدة رائعة كتبها استاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع، اذ يقول
منَ الجنوب وهل في الجفن مُتّكَأٌ
تأوي إليه وهل في القلب متسع
هذا الجنوب بحار موجُها سَكَن
ريانةَ الغيم في أهدابها وَدَعُ
قد كان كأسا سريًّا لا نبارحه
إلا على منهل بالراح يندفع
يا قارئَ الوجه اقرأ كلّ صفحته
إنْ شفَّهُ الوجدُ في أعطافه الوَرَع
منه وفيهِ رجالٌ إنْ همُ زهدِوا
صاموا دهورا وما في الجيب ملتمع
هذا الجنوب كتابُ الله في قدري
منه إليه وفيه الروحُ ترتفع
وفي قصيدته " الجنوب المحتضن اقمارا" يقول د. كامل الطراونه.
هذا الجنوب المزدهي بمحاسن
قد زاد في عدد الصفات صفات
حاز المفاخر والمعالي جامعا
هذا المقام في الفخار هبات
اني رحلت في الجوانح عالقا
وقد القصائد في الجنوب سمات
اسري وشوقي للجنوب ملاحم
والقلب صار للهوى اقوات
هاجت شجوني والهمت كلماتي
بالفيض عشقا والصدى اصوات
بالروح افدي سفحه وجباله
واعيش دوما في هواه صلات
جنوب تكحل بالجمال وانتشى
سكب الصفاء وحسنه جنات
لحن العروبة في الجنوب منائر
صدحت ببوح والصدى رنات
سكب الجمال في الطفيلة نفحة
اوحت لقلبي وعشقها خفقات
ووراء ذلك فطنة ولباقة
كالعشق في دوح الكرام هبات
كرك تجمل في سناه قصائد
نبضت بوقد في القلوب جهات
وهبت عطايا للبلاد وواصلت
عزما حثيثا والندى خيرات
ومعان عز في حماها شوامخ
يا اهل الكرام عزكم وقفات
شرف عظيم في المدائن نلته
والمجد يعلو والرؤى دعوات
وفي الفؤاد عقبة وخليجها
مثل الهلال وغرسها خيرات
ومن حين لآخر، يرى د. ابراهيم الياسين. ما يتابعه، مما يكتب، وخاصة عن الجنوب، فيقول مساء الجنوب المعطر
رسم بهيج للمكان وأهله، وتصوير بديع للعواطف الإنسانية الهائمة، التي تهوى إلى متكأ الروح، وترتقع فيه وبإنسانه لمعارج العز والفخر. فهذا الجنوب تراه تارة (بحارا موجها سكن ريانة الغيم في أهدابها ودع)، وهي صورة حسية بصرية مبتكرة تظهر المكان في صورة بحار ممتدة، فيها دلالال الخير والعطاء والكرم والحياة كلها، وأمواجها سكن واستقرار مزدانة (بالغيم والودع) وما يحمله الرمزان من دوال جميلة متعددة، وتراه تارة أخرى (كأسا سريا ) عبقا يشد الهائمين؛ يتساقون حبه وعشقه، ويشربونه ليل نهار، ولا يبارحون منهله العذيب الذي يشبه الراح، وهي صورة حسية ذوقية تعكس متعة المكان ولذته.
وكما أبرز النص على جمال المكان وسحره وابرز صورة إنسانه التقي الورع الطيب، الذي يمسك على جمر الصبر والفقر، ويعيش بعزه وكرامه في جنوبه القدر الذي أراده الله له وما أجمله من قدر! منه ومنه وإليه ترتفع الأرواح... دام بوحك أيها الهائم بالجنوب
وفي تقليبه صفحات الملتقى. يقول د. الفقير، مدير الثقافة، ان النكتة ليست طفيلية، والجميد مش كركي!!!
كمجتمع أردني يهمنا كثيرا الاهتمام بموروثنا الثقافي؛ لأنه يحمل بين جنباته الكثير من القيم والمفاهيم التي شكَّلت لبنة أساسية في تأسيس الدولة الأردنية، والتي ركن إليها الكثير من أبناء الدولة، وكأي دولة في العالم تكون الأضواء أكثر تركيزا على العواصم والمدن الكبيرة، وهذا شيء طبيعي ومتقبَّل لدى العديد.
ولأن الدولة الأردنية أقامت بنيانها على الإنسان، شكل الإنسان فيها بعدا ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، فكانت الأولويات تتدرَّج شيئا فشيئا، حيث التعليم والصحة، وكان للتكنولوجيا وتطورها الدور الكبير في تغيير كثير من المنظومات الثقافية، وعندها تكفلت وزارة الثقافة الأردنية _على سبيل المثال_ بالحفاظ على اللبنات الثقافية الوطنية كبناء لا بد من الاهتمام به والحفاظ عليه.
في الجنوب _كما هو في باقي محافظات المملكة_ أصبح الإنسان بحاجة إلى ما ينعم به أبناء المدن الكبرى، بل إن توجيهات القيادة الحكيمة تركت مساحة كبيرة للشباب أن يكونوا شيئا في وطن يمَثِّل لهم الحضن الدافئ؛ فكانت الجامعات العتبة التي ولج من خلالها أبناء الجنوب إلى مواكبة أقرانهم، والانفتاح على العالم بصورة كبيرة، وقيود قليلة، محافظين على كثير من ثقافة الآباء والأجداد، حتى وإن لسعتهم تعاليم الحضارة.
في الطفيلة والكرك _كحالة على ما نمر به_ التصقت في الآونة الأخيرة، النكتة الطفيلية، والجميد الكركي! التصقت كعلامة فارقة، ندركها نحن، ويدركها من كان له بنا موطئ صداقة أو نسب، وتلك جزئية لا تتجزأ من تاريخ الإنسان والمكان، ونحن إذ نقف اليوم على أعتاب المئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية يُحمِّلنا التاريخ وِزْر الذين سطروا أمجاده، وخضبوا بدمائهم ثرى الوطن، وفي موروث البُدَاة "البِل تلوم الحاضر"!! فعلى الحاضر أن يعيد قراءة التاريخ من جديد، وعلى الحاضر أن يُمهِّد لهذا الجيل طريقا يكون فيه شيئا في الحياة؛ لأجل الوطن.
نعم، النكتة طفيلية؛ لأنها الوسيط بين الذات وما يختلج في الصدر!! والجميد كركي؛ لأن هذا الذي أردتم! أما نحن فلتتركوا لنا مساحة من العطاء، فلدينا الكثير، وما في جُعْبتنا ليس دونه خرط القَتَاد! فالأوطان ليست دُعابة، أو أمعاء خاوية.
ويرى د. غازي المرايات ان وجع الجنوب، هو وجع السلط، ووجع الوطن،
وجع الأمة أكبر يا صديقي... إلى متى
سنبقى في حومة
الأوجاع؟... في بلادنا ننتقل في كل يوم من
وجع إلى وجع أكبر...
أما حان الوقت للتعافي
والشفاء؟
سلم اليراع الذي خط
الحرف على وهج ألاوجاع... علنا نبرأ
في نهاية المطاف.
دمت بخير.
وأثر متابعتها قالت الاديبة المغربية، امينة الجمج مي، انها تابعت سحالات ادبية رائعة على منبر السلع، فكانت كالبستان الغناء بصنوف الفاكهة
واسعد الله اوقات المتعب دوما، والمتفاعل والمتواصل، ابا ايمن، رئيس الملتقى. من اجل إذكاء حراك ثقافي عربي،
باحثا عن الطاقات. ومقدما الاردن لنا، في ابهى الحلل واجمل اللمحات،
وقد جمع الخيرة في هذا الملتقى، ويكفينا شرفا. ان نتبادل وجهات النظر، ونتلاقح الافكار. والرؤى، من نافذة الملتقى الخلفية، ونقدم ثقافة وفعلا ادبيا على صفحات هذا المنبر الرائع،
وفي هذا الوقت، الذي أرحب فيه معكم بالشاعر هاني الرفوع. الاردني في قطر، فهذه دعوة لكل واحد فينا. ان يقدم لسادن الملتقى. من يتوسم فيه الخير من الادباء والشعراء، فهي مهمتنا ومسؤوليتنا
فكم نعرف من ادباء وشاعرات وشعراء، فقد قدمت للرائع ابا ايمن اكثر من ثلاثة شعراء. لكنه، وكما قال، لم يجد فيهم القوة والفاعلية،
هنيئا لنا بملتقى للأخبار، وعتبة للسمار، وبيتا للعمار. وواحة للابرار، فلنكن عند حسن الظن من التفاعل والانجاز