كتبت د. حنان الخريسات الاديبة والشاعرة في مئوية الدولة الأردنية رؤى وطموحات وتطلعات، واشارت في المضافين الى تخطي الاردن كثيرا من العقبات، لتكوين مجتمع منفتح على العالم، بضوابط مدنية وتاليا نص الورقة
لابد من الاعتراف بأن الدولة الأردنية تشكل إحدى روافع القومية العربية بإيمانها العميق بأحقية الأمة العربية وجدارتها وأهليتها لتحقيق حالة وجودية وحضارية رائدة على مستوى العالم
وما من شك بأنها تمثل اليوم التجربة الأنضج عمليًا للدولة العربية، وعلى أكتاف نموذجها المتفرد وفي كنف قياداتها الحكيمة وصبرها ، وبعزم أبنائها استطاعت أن تواجه المحن والمصاعب والتحديات الكثيرة التي واجهت المنطقة، وعصفت بكثير من ثوابتها ومبادئها وكان "الربيع العربي" خريفا عاتيا على الكثير من أنظمة المنطقة، وكانت رهانات السقوط أكثر من رهانات الصمود، ونجت الدولة الأردنية دون أن تُراق نقطة دم واحدة، بينما بقيت قابضة على جمر رسالتها ومتمسكة بمشروعها وحلمها الوطني .
إن هذه الصورة المستمرة من الكفاح والتي توجت بالمئوية منذ التأسيس تمثل منظومة نموذجية للعلاقة بين رؤى القيادة الهاشمية وتطلعات الشعب الأردني ، كما أنها تعطي مثالا ايجابيا بان هذه الدولة ما زالت تحمل مفهوم الريادة على مستوى المنطقة ، وكثيرًا ما رفدت الدول العربية الشقيقة بالخبرات والمؤهلات التي توفرت خلال فترة قياسية من عمر الدولة، لأن عملية البناء تركز على الإنسان
.
لا يسعنا في هذا المقال سرد منجزات الدولة الأردنية، ولا في استعراض المسيرة التي تحققت في مئويتها الأولى، ولا بالتحديات والمحطات الفارقة في تاريخها ، ولكننا في لحظة افتخار واعتزاز وطني ونحن ننظر إلى بلدنا وصل الى المئوية آمنًا سالمًا ، ونطمح له أن يكون ، ونسعى كأردنيين لأن يكون مكانًا أفضل لكل إنسان، كما كان بلدنا في مائة عام من تاريخه
ان المئوية حدث استثنائي لا يمر في حياتنا أكثر من مرة، فقد مرت عشرة عقود طويلة على تكوين إمارة الشرق العربي 1921، وهي مدة كافية تعطينا فرصة القراءة الواعية لمفاصلها، لتقييمها أولا، والتخطيط الواعي لتثبيت أقدامنا في المئوية الجديدة للدولة، ونحن في إقليم مضطرب شهدنا ما عصف به من تحولات ، وعالم سريع التغير، ليكون عبورنا إلى هذا الزمن الجديد آمنا، ولنعيد تعزيز دعائم الدولة بمعايير الحداثة والأصالة معا، ولا بد من تحديد ذلك بتساؤلات لإشكاليات فرضية بطرح التساؤلات التالية :
ما هي الدولة التي نريد للمئوية الثانية؟
ما هو المجتمع الذي نُخطط له في المئوية الجديدة؟ ، وبالتالي، ما هي المؤسسات التي نُقيمها ونطورها في ظل إطار تشريعات عصرية قابلة للثبات والتجدد؟ ، كيف ستكون دولة المئوية الثانية استمرارا لدولة المئوية الأولى؟ في الوقت الذي تسقط فيه وتضعف روح دول أخرى لم تستند إلى أسس جماعية تدعمها فاهتزت أمام العواصف والتحديات .
حين نقارن الأردن بعالمنا العربي والأقاليم الأخرى نجد انه ليس من المجتمعات المغلقة، وهو مجتمع متنوع ومتعدد ويحترم هذا التنوع، بل إن من مواصفاته المقدرة على التجدد واستيعاب الظروف المفاجئة، فقد تعرض الوطن للعديد من المتغيرات العسكرية والسياسية على الصعيد الإقليمي ، ورغم الضائقة الاقتصادية وشح الموارد اثبت المقدرة المدهشة على استيعاب المتغيرات واحتوائها وابرز الأمثلة على ذلك انه محطة اللجوء للأشقاء بعد أن عصفت بأوطانهم العواصف .
لنصل الى المئوية الثانية يجب أن تكون امتدادا للمنجزات السياسية والدستورية التي شهدتها الحقبة الأولى ، والاستفادة من تجاربها الإيجابية والبناء عليها، فخلال مئويتها الأولى، تمكنت الدولة الأردنية من أن تكون السباقة في تجربة الحكومات البرلمانية، فتشكلت حكومة سليمان النابلسي في عام 1956
نحن بحاجة الى تنمية الحياة السياسية بإجراء تعديلات على قانوني الانتخاب والأحزاب انطلاقا من المشاركة الايجابية في العمل العام ، والتركيز على وجود رغبة وطنية صادقة باستحضار الماضي برجاله الأوفياء المخلصين الذين حملوا وزر المسؤولية وتحملوا واجباتهم تجاه الوطن بكل أمانة وإخلاص.
علينا كدولة ومجتمع ان نعظم الانجازات ، ونحمي المنجز الوطني ، وان نقف على ابرز التحديات ، وان نقف ونفكر بكيفية استغلالها كفرص للمستقبل في وقت لم يعد خافيا على احد مظاهر التأزيم وعدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة العربية في ظل تعدد التحديات التي تواجه الأردن وتبعات السياسات العالمية غير العادلة ، والمتحيزة وما يتبعها من أعباء تنعكس سلبا وتثقل الأردن رغم انه يلعب دورا فعالا في امن واستقرار الإقليم .
علينا الخروج عن نطاق بقاء الدولة على الحافة ،والاعتماد على المساعدات لنعيش بكرامة والتقدم نحو فضاءات المستقبل في جميع المجالات ، علينا الالتفات الى الشباب ، هم من سينقلنا الى الفضاءات .
نطلب الرحمة الواسعة لأرواح القادة الحكماء وأهلنا، الذين أسسوا هذا الوطن الغالي بطاقاتهم وأرواحهم وبذلوا في سبيل عزته كل ما يملكون، و كل أبناء هذا الوطن العزيز طوال هذه المئوية النموذج .
وكانت الحوارات في منصة السلع تركز على مفاصل هامة في الورقة. اذ قال عنها الشاعر خليل الخوالده. جاءت هذه الورقة لتشخص حال الوطن وتعقد مقارنة بينه وبين ما يحيط به... وختمت بالعرفان لاولئك الذين قدموا أرواحهم وجادوا بها في سبيل الله ثم الوطن الغالي..
سلمت يمينك دكتورة حنان على هذا النص الملئ حبا للوطن واهله...
واعتبر الاديب محمد التميمي ان ورقة الدكتورة الأديبة والكاتبة والتربوية حنان الخريسات .. ورقة شاملة عبرت فيها عن الظروف التي احاطت بتأسيس الدولة وبدايات المئوية وتمنياتها أن يستمر البنيان وأشار لبعض من ضحوا بحياتهم حفاظا على منجزات البلد
وتمنياتها بمزيد من الإصلاحات السياسية
وفي رأيه قال النقالي الاديب المهندس علي المصري ان الدكتورة حنان دائماً تتحفنا بكل ما هو جميل ورائع
استعراض وسرد جميل لتاريخ الدولة وحاضرها والتطلعات لما ينبغي الأهتمام به للمحافظة على المكتسبات وبناء المستقبل المشرق للوطن
دام بوحك الصادق وفكرك النير مع خالص الود وأطيب المنى
واشار الاديب د. فوزي الخطبا الى عميق الشكر والتقدير إلى الدكتورة حنان الخريسات على هذه الورقة الجادة والطرح الرائع
الشاعر بكر المزايده قال نعم دكتورة حنان، ان الأردن منذ ولادته شكل رافدا قويا للقومية العربية والإسلامية أيضا. فوطن قام على اكتاف الرجال وأرجوان الشباب وقيادة هاشمية فذة يحق له ان يقطع مئات من الأعوام مجدا ورفعة. ويبشر بمئوية جديدة ذات لبنة متلاحمة تتطلع إلى مزيد من الرفعة
وفيما قال الاديب احمد الحليسي ان الاردنيون عروبيون بطبعهم، ويتفاعلون مع الحياة.
لفت د. محمد المعايعة في تعليقه الى انها ورقة قيّمة سلطت الضوء على جوانب مهمة في نشأت الدولة الأردنية في مئويتها الأولى التي حملت شعار القومية العربية فكرا ومنهجاً،، والإنجازات التي تحققت برغم شح الموارد والتحديات الجسام التي تفوق طاقة الأردن،،
لكنه قال بفضل حكمة وحنكة وتضحيات القيادة الهاشمية الرشيدة مع رجالات الوطن أنقذت الأردن الي بر الأمان.. هذه الإنجازات التي تدعو الدكتورة حنان أن نبني عليها ونحافط على المنجز الوطني منها، والذي كلف تضحيات ومواقف من الآباء والأجداد والذين عملوا بجد وأنجزوا إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة الحضارية المميزة من تاريخ إرث الهاشميين..
وقال ان الكاتبة أبدعت في إنتقاء المحطات المضيئة في تاريخ مئوية الدولة الأردنية الأولى، وماهو مطلوب لعبر بوابات المئوية الثانية من عمر دولتنا الحبيبة في تطوير منظومة تشريعية متكاملة تحقق مقومات التنمية والنهضة والتحديث التي نتطلع إليها، نعم الطموحات كبيرة..
لكنه يرى ان قوة الإرادة والعزيمة لدى القيادة الهاشمية عظيمة وصلبة...
الدكتور محمد سلمان المعايعة.
وقال الشاعر الاديب ايمن الرواشده ان الورقة جميلة تطرح جملةً من التساؤلات التي تقف حجر عثرة في سبيل تنميةٍ شاملة ..
والمهم قال أن تكون المئوية الثانية امتداداً للمئوية الفائتة والاستفادة من التحديات التي شغلت الوطن العربي وأخرجت للوجود السياسي حكوماتٍ وأنظمة ليست بمستوى آمال الشعوب .. فحقاً كان الربيع العربي خريفاً حزيناً لأن عامة الحكومات المتتالية كانت تسقط من حساباتها موضوع التنمية السياسية بكل أبعادها التي تضمن حرية الرأي وسلامة المبدأ..
ورقة عمل قال انها قيمة .. واثنى على دكتورة حنان على الجهود الفنية والمنهجية التي أسهمت في إعداد هذه الورقة
وعلى ذات النحو من الدقة قال الشاعر د. عاطف العيايده، شكرا للدكتوره حنان على ما تقدمت به في مقالها القيم الذي يرصد جوانب هامة من معطيات المئوية.
ويرى د. كامل الطراونه. الاديب الشاعر ان تناول الدكتورة لهذه الورقة يكاد ان يكون تناولا جادا ففيه نلمس حسن العرض وتسلسله بلغة واضحة تنقل الفكر بصورة واعية جعلتنا نلمس تجددا ما في هذه الورقة ، وهذه سمة مبدعة ، كيف لا وقد عالجتها الدكتورة بفكر ثاقب صائب ينثر في سطور المقالة بوحا شفيفا صاعدا متسلسلا يراعى في اسلوبه جاذبية من نوع ما تجعل القارئ يستمتع ويتابع القراءة ليصل الى الفكرة البانية ضمن افكار المقالة بصورة منطقية ..
وتعتقد الاديبة د. نعمات الطراونه، ان الورقة في غاية الروعة فقالت اسعدتني هذه الورقة لحسن التناول ومعالجة الافكار المتوالية والتي تجعل من هذه المقالة نصا جادا نرفع قبعاتنا احتراما للدكتورة الفاضلة، دمت دكتورتنا وانت لك الحضور السامق في الفضاء الثقافي والشكر موصول لصديقي عميد الملتقى استاذنا غازي صاحب الحضور الجاد الواعي ضمن المبدعين في فضاء هذا الملتقى المتميز وعيا وثقافة وادبا .
ويعلق الباحث محمد النعانعه قائلا، ان الناظر الى بدايات الثورة الكبرى يرى ان الرصاصة الاولى دوت في سماء الامة العربية وانها انطلقت ليس ضد دولة إسلامية او قيادة اسلاميةاو امة مسلمة فحسب وانما ضد مبادئ اتخذتها مجموعات تعمدت تهَميش الانسان العربي وتتريك اللغة وظلم العرب وازدرائهم، فكانت ثورة لكل احرار العرب قادها شريف من اشراف العرب ومعه القومين العرب، وتأسس الجيش جنبا الى جنب مع نشوء الدولة اجتمع فيه العرب من كل حدب وصوب وسمي (الجيش العربي)، لم يكن ايها الفاضلة الامر سهل وميسر وانما كان تحت كل حجر حكايه وقصة بطولة ومجد ووصلنا إلى ما وصلت اليه الاردن الحديث قوة وزهوا ونموا وعراقة قادة وشعب،
نعم سيدتي الفاضلة يتطلع الاردنيين الي المئوية الثانية بعزيمة الرجال وإرادة قوية للبناء والعطاء والمنعة وان نكون بهمة الهاشميين وإرادة الاردنين الرقم الصعب في النماء والانتماء
اما د. لبنى الحجاج، فكتبت تقول، قراءة عميقة في الصمود والتاريخ، وصور من محطات العز والشموخ.. بوركت د. حنان تبدعين كعادتك..
وفي كلمات قليلة وصف فيها استاذ الادب العربي في مؤتة د. خليل الرفوع، ما كتبته د. حنان انه ورقة ممتازة وقال، سعدت بقراءتها، بارك الله فيك دكتوره حنان
وفي تعليقها قالت الاديبة د. نعمات الطراونه، انها
أبدعت في الحديث عن مئوية حفلت بالتميز والعطاء على الرغم من شح الموارد والإمكانات، مئوية سادها الأمن والاستقرار، مئوية بلد كان ملاذا آمنا وحضنا دافئا احتضن كل من فرّ إليه يبحث عن الأمن من مختلف أنحاء العالم، حفظ الله الأردن وشعبه، ودام بوح قلمك سيدتي الفاضلة.
وكتبت مديرة الثقافة في الكرك، ا. عروبه الشماليه وقالت أفضلتي واوجزتي، اذ يقف الأردن هذه الأيام على مشارف مئوية تأسيس الدولة، نقف جميعا على تاريخ البناء والتضحية والبطولة بقيادة الهاشميين وتقديم أرواح الشهداء لأجل أن يبقى الأردن عاليا..
وتقول، نقف جميعا في كل الصراعات من حولنا نكافح ونستمر لنحمي الأردن رغم صراعات الإقليم والعالم أجمع..
نقف جميعا نبني ونحاول ونستمر ليبقى الأردن درعنا الذي نحميه..
نقف جميعا ونعمل لنقدّم شبابا نُفاخر به ليرفع الوطن..
نقف جميعا ونتعلّم وننقل العلم ونجتهد ونستمر في ظل الظروف الصعبة
مئة عام قالت إنها مضت رسم الأردن العظيم فيها قصته بدماء النضال والتضحية ليبقى الأردن شعلة نستنير بها ونقدّم ارواحنا لأجلها.وفي مواجهة الصعوبات والمتغيرات والربيع العربي وحروب العالم.
مئة عام ونحن نستظل في ظل الراية الهاشمية ونسير على مبادئ الثورة العربية الكبرى التي علمتنا الهيبة والاستقلال والدفاع عن الحق والاستمرار والتعلّم والتطوير وحماية مدخرّات الوطن والحفاظ عليه.
مئة عام قالت إنها من الجدّ والتعب للحفاظ على الراية الأردنية عاليا.
نقف اليوم على مشارف مئوية الدولة ونحن نقول : نحن جنود الوطن وحماته نسير في ظل الراية الهاشمية.. معا سنحمي الأردن وستبقى الراية مرفوعة.
وخالص الشكر والتقدير للزملاء الكرام على اوراقهم العميقة والقيمة،،،راجيةً قبول اعتذاري لعدم تمكني من التعليق والمداخلات بنفس الوقت ،،،حمى الله الأردن وشعبه ودمتم بخير وعافية
ويقول معالي الوزير المهندس خالد الحنيفات.، دوما للادباء مقاربات لا نصل الى معارجها نحن البراجماتيين واكرر ان هذا يثري الخلاصات ونصل بأمثالك الى ما نصبو تجاه ضمائرنا قبل الوطن الذي نحب...