الطفيلة - من عبدالله الحميدي
"جَنوبيَّاتٌ غابِرة" قصيدة تنزف وجعا، وتعانق آيات الصبر، في طيات البحث عن عقاقير الغزاة
.
وفي قراءة النص المشبع حسا. وما يفيض في اثناءه من صور وبلاغات. كتب اعضاء من ملتقى السلع، بعض البصمات
وتاليا نص الشاعر محمد العجارمه
سَأَتْلو ما تَيَسَّرَ مِنْ جِهاتي
ومِنْ وَجَعٍ خُرافِيُّ السِّماتِ
ومِنْ خَطوٍ تَعَثَّرَ في الدُّروبِ
فَكانَ وقَدْ تَمالَكَ في الفَواتِ
سَتَندَلِعُ الحِكايَةُ يا جَنوبُ
سَتَشتَعِلُ الرِّوايَةُ بِالرِّواةِ
نَعَمْ يا أَيُّها الآتي العريق
سَنَبقى كَالطُّلولِ الدَّارِساتِ
سَتَبكينا الغُيومُ وكُلُّ نايٍ
تَشاقى في تَرانيمِ الرُّعاةِ
سَتَبكينا الأماني والأغاني
وما يَعنِيهِ نَزفُ المُفراداتِ
وجدنا كي نكون ولا نكون
جِهاتاً في دَهاليزِ الجِهاتِ
لِليلى أن تَعيشَ مع النُّجومِ
مع ( اللَّيلِ الطَّويلِ ) وأُمنياتي
مع الشَّكِّ العَقيمِ مع العَميقِ
لِليلى أن تَظَلَّ تَساؤلاتي
لِليلى ما لِليلى من بَعيدٍ
مَسافاتٌ تَطولُ بِنَهنَهاتي
ولدنا كي نَكونَ رِجالَ حُبٍّ
وحربٍ في زَمانِ العاتِياتِ
ولدنا كي نَكونَ شُموعَ عِشقٍ
نَذوبُ على اشْتِعالِ العاشِقاتِ
سَأَترُكُ لَهْفَتي وغُبارَ موتي
لِأَبحَثَ عن حياتي في حياتي..!
سَأَطْلُعُ من حَماساتِ الذَّواتِ
وأَنْسِبُ للسَّماوِيينَ ذاتي
حينها كتب اهل الملتقى، ما وجدوه في النص من رسائل بليغة. ولطائف بديعة، تتحدث عن الانساتيات، في زمن الغضب والتعب. فقالت د. فيفيان شويري ان من الحكمة تسمية القصيدة «نشيد الشهيد»... اسميتها
«اطاع الارض كي تمنو الحياة...
من بعد فضلكم، شاعرنا الكبير
وفي تعليقه، يقول الشاعر خليل الخوالده، ولدنا كي نكون رجال حب.ٍّ....
وحرب في زمان العاتيات..
ولدنا كي نكون شوع عشق
تذوب
على اشتعال العاشقات ...
واي شرف فوق هذا الشرف واي بذل اسمى من هذا البذل..
والجود بالنفس اسمى غاية الجود...
قصيدة تشنف لها اذينات القلب لا اذان الراس فحسب.. قصيدة تنساب في الوريد بلسما لما نعانيه ولكل همومنا المشتركة... العز والعشق والعفة والعلو
يا لهذا القلم الناطف حربا وعشقا وعزة
الكلام بالجميل في حضرة الجمال نافلة..
كل الحب والتقدير والاحترام وسلم يراعك
ويطلق الشاعر محمد الشروش، عصفا اذ يرى في القصيدة الهاما، فيقول،
أُلمْلِمُ ماتبَعْثَرَ من شتاتي
وقدْ ضاقتْ من الدّنيا جهاتي
وأجمعُ صبحَنا شجواً نقيّاً
تسامى عن جراحِ النّائباتِ
جنوبيّونَ والدّنيا جنوبٌ
(ومنْ وَجَعٍ خُرافِيّ السّماتِ)
سلمتَ شاعرَنا المبدع دوماً
ويوقد، الناقد والاكاديمي د. ابراهيم الياسين نارا، لإيجاد قبس مفعم بالابداع. في نص الشاعر العجارمه ويقول،
مساء شمالي معطر بأرج المحبة لأهل الجنوب العذب المكافح المناضل مساء لا يليق إلا لعشاق الأرض وصانعي الحب.
وقال، سوف نتجلد بالصبر ليخرج أيوب العربي أيوب الجنوبي والشمالي منتصرا على ذاته أولا وعلى الطغاة وينجو بعزة وكرامة بعيدا عن ( عقاقير الغزاة)؛ فتنمو الحياة وتزهر نابضة بالحوية والخصوبة.
ولفت الى إنه التعلق بالصبر في تغيير لون الحياة وطعمها... إنه الأمل المتوقد.. إنه الخلود بكل تجلياته كي نبقى كالطلول لا تنمحي وتكتبنا الاماني والاغاني جذلانة بنا يتحقق من الانجاز والانتصار وبناء الذات بحرية وسلام
واشار الى ان ذلك كله. هو من اجل ان تعيش ليلى الحبيبة بأمن ومحبة وأمل ورفعة.
نعم ولدنا أحرارا وسنموت أحرارا كذلك في دمنا يسير شريانان قويان: الأول يفيص حبا معتقا والثاني يدر قوة وشجاعة في الدفاع عن من نحبهم ولاجلهم نموت بشرف ونبحث عن حياتنا في حياتنا وسط غبار الموت لنحقق السمو والارتقاء والمجد.
نص محكم...
و للشاعر بكر المزايدة وقفة في الاثناء قال فيها. ولدنا من تجاعيدِ الحياة ِ
ومن بين اللظى والمفرداتِ
لنغزلَ من نواصي العادياتِ
مشانقَ فوق أعناقِ الغزاةِ
وتنطقُ فينا ألسِنةِ الرُّواةِ
جنوبيونَ في كل الجهاتِ
خُلقنا من بطونِ النائباتِ
وجئنا فوق ظهر السافيات
والله جميلة ورائعة هذه الأبيات
التي استفزتني، أبدعت صديقي
العزيز محمد ودام هذا البوح الشجي.
وكتبت د. حنان الخريسات. نصا رأت فيه ان بذارها الجميل. غالبا ما ياتي حصادة بطيئا، فقالت
وطني..
جنوبيةُ الهمساتِ أنا..
للفجرِ أكتبُ نثري...
لحزني ...
وفقدي...
جنوبيةٌ أنا ...
وأفخرُ أنك بعضُ مني...
يقفُ حزني عندَ حدودِ عيني..
يوقظُ الحب المخبأ في روحي...
أكتبُ عنكَ فوقَ غيمةٍ من ومضاتِ روحي..
لدياري المقاومة للعطشِ أكتبُ باسمي..
لوجعٍ صار ترنيمة ..
وللدمعِ حين يجري ...
وحينَ ينسابُ من مآقي الفقرِ وملحي...
أسابقُ عمري..
وأشعر أن الزمانَ غير زماني..
وأن الدقائقَ تجري أمامي...
ورغمَ أني أزرع في رحمِ الأرضِ شيئا...
كغيري...
انا اليوم اسابق عمري..
وهذا الزمانُ ليس زماني ..
رغم اني ابذرُ شيئا جميلا ...
الا أن حصادي يأتي ببطء..
د. الياسين قال مضيفا ما أدق الوصف وما أجمل التعبير! لا أستطيع ببصيرتي الحادة أن أرى الحياة وهي تشيخ وتكبر وتتغير ملامحها وتملؤها لتجاعيد لنولد منها ونخلق من بطون النائبات وبين اللظي والمفردات! ولا اتصور كيف أصل بتخييلي إليك أيها المخيال العميق لأعرف كيف نغزل من نواصي الخيل مشانق فوق اعناق الغزاة!.وكيف نعدو فوق ظهور السافيات...
بحق الإله إنه خيال فسيح جدا يحتاج من القارئ عمقا في التخييل لا في التخيل ليصل إلى الصور البعيدة المدهشة التي تؤكد براعة الشاعر وتحقق شعرية النص... إنها لغة جامحة عجيبة كجموح العاديات، حارقة كاللظى، قوية كالنائبات، حادة كالسيوف..... لله در الشعراء حين يتساجلون الشعر
اما د. كامل الطراونه فابدى دهشته وقال يا لهذه الانفاس ما اعطرها وهي تناجي ، وتارة تراوح ، تزكو في سلم تصاعدي بالله قد استفزني بوقعه المتوالي كما الامواج تترى فتنتهي الى الشاطىء وقد اضاءت في النفس اشعة بالوان متغايرة تارة والوان متناسقة تارة اخرى، تاركة مشاهدها الحانية ترتسم في المهج تحاور بعضها في مشهد ساحر حالم.