الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
وفي الليل لا يتثائب الادب، بل يصحو على مناقلات بين الادباء والشعراء، قد لا تنتهي.
وفي رصدنا لمنصة السلع، التي تعد علامة فارقة في وطننا العربي، لما تحمله من فكر ثقافي. وهندسة للادب، تفيض منه الوانا، في حراك، لا يتوقف ليلا او نهارا.
فها هو د. كامل الطراونه. يتنادم والصبح فيقول
الصبح يحلو والشعاع مسافر
بين الحنايا والدروب سراب
القيت حزني والجوانح شرع
تهمي بوقع والحبور ماب
هذي المداخل في المعابر جذوة
تسبي العقول وسحرها المحراب
نظمت وقعا في مرابع غرسها
يذكي نفوسا ونبضه اعجاب
الطير يعلو والفضاء ملاعب
حسنت سياقا و السفوح هضاب
هذي مرابعكم وتلك قصوركم
والسهل يشدو والجبال حراب
والشعر يحلو في فضاء مدينتي
نغما يلحن والمدى اصحاب
القيت فيها عزة وكرامة
والعشق دوح والتلال قراب
وحلاوة الاوطان نغم ساحر
فيه جمال ساحر خلاب
القيت وجدي في سناه رقة
والوجد هطل والهوى ينساب
يا لهف شوقي والقصائد لحنت
واللحن يحنو والجروح غضاب
عانيت وجدا والمدامع ثرة
تنساب شوقا والرؤى اطياب
يا ايها اللحن السخي الا انهمي
والوقع فيك مراجع واياب
داويت متئدا برقة سحرك
والسحر وصل والهوى انساب
شطت بك الاحلام يوم هبوبها
والحلم نبع في الوصال اياب
والقد يضفي في الجلال مهابة
يحنو بحسن والعيون عذاب
ويتابعه الشاعر خليل الخوالده اذ يقول
تنساب شوقا والرؤى اطياب...
والعيون عذاب....
كلماتك تنساب في دروب الملتقى عذبا كعيون الغانيان...
مساؤك جمال ووجد وعذوبة..
و الاديبة ثريا التليلي من تونس الشقيقة. ترى ان قصيدة الشاعر حيدر الأديب....قصيدة جميلة كلماتها تنساب كحبات رمل في يد طفل بريئ...لا يعرف عن الأوجاع شيئا...طفل يلفت الأنظار اليه برقته و عفويته...هكذا هي كلماتك.
ويكتب الشاعر بكر المزايده
خدّاكَ من ثرِّ الجفونِ خِضابُ
والدامياتُ من الجراحِ غِضابُ
و الاديبة والنؤرخة والباحة د. فيفيان شويري من لبنان الشقيقة.
كررت البيت
يا ايها اللحن السخي الا انهمي
والوقع فيك مراجع واياب
فيما الشاعر هشام القواسمه، الذي استل سيف الشعر فقال
وما زلت أبحث عنك وعني
وها أنت تمضي...
فأين أنا ؟!
وتتدخل د. شويري فتقول هذا الروي «ها» هو الاحب الى قلبي، ربما لانه يعنيها «هي» ونغمته مطلقة... تحفة صادحة هذه القصيدة فيها اللحن والصوت والاحساس ، وحدة مكتملة.
ونعم الخيار.
والتفت الشاعر الرواشدة ليثني على د. الشويري،
جهود رائعة دكتورة فيفيان.. لقاء الدراسة البحثية التي قال انها علمية موضوعية.. وتتبُّع لمدارج الحضارة ومعارج النور..
كل التحية. من وطنك الثاني ومَقِيل أنفاسكِ الزكية
الغزالُ الادعـــجُ
دَنِفَ الفـؤادُ من الجــــوى يتمعَّجُ
لما جفا عني الحبـيـــب الادعـــجُ
والعـيـنُ مــن رمَدٍ تُكحـَّـــلُ بالقــــذى
والدمــــعُ من أحــــداقها يتضـــــرَّجُ
عينـــــــاءُ قد عَطَـــبَ الفــــؤادَ رحيلُها
لما ارتدى ثوبَ الغيابِ الهوْدجُ
وجنـــاتُها زهـــــرٌ تُشـــعْشـــعُ بالنـدى
أهـدابها مــن حسنــها تتغنَّـــجُ
والريــــقُ قنديــــدٌ يرطـــبُ ثغــــرها
أخـــلاطُ شهدٍ بالمُـــدامةِ تمــزجُ
والفــــاهَ يهــــــــواهُ البنـــــانُ تختــــما
لا ضيـّــقا حِرجـــا ولا متفــــلّجُ
ولهـــا بنـــــان كالحــــرير منعـــم
كالخيط يفْتلُ بالكفوف وينسجُ
والشعــــرُ مُســــودُ الذوائــــــب فاحمٌ
لـو شفـــه ريــح الصبــا يتمــــوجُ
والكشحُ غصـــنٌ إن تمايــــل وانثنــي
ويـــد تهيـــَّـمَ إن طــواها الدُملجُ
قبس الضــيــــاء مـن المحـــي بقبســة
فغدا الهـــلال بغيـــهـب يتـــوهجُ
والعطرُ يعبقُ في الدروب مُضــــــوَّعٌ
ريحانةٌ فيها الشـــذى يترجـــرجُ
ما مست الاطيــابُ يوما جسمــــها
كالمسك في ظبي يساغُ ويمشجُ
ما حـــــرّمَ العشقَ الشـــــــريف شريعـةٌ
إن التـــــــولع في الشـــــرائع منهجُ
قســــما بحبــك يا حبيبــــة اننـــــــــــي
ذاك المعنـــــى بالصبـــابة يلهـــــجُ
الحسن حســـــنك والحيــــــــاء رداؤه
انت الهوى وبك الجمــــال يتوجُ
ورأيتُ طيـــــف خيــــالهُ في غفــــوتي
فيه اللطــافةُ بالمحــــــــاسن تمزجُ
حرس عليـــــه من النجـــــوم فراقـــد
خدم عليــه من الرئــــام تطبهـــــجُ
ما أنصفت روحي الحياةُ ولا الهوى
جـــرحٌ عـلى جـــرح يئن ويلعـــجُ
إني نقشت غرامـــها في مهجتـــــي
ولسـانُ حالـــي بالحبيــــبة يلهـــــج
كانت هذه من ديوان تقاسيم على أوتار الزمنْ
ولعل الصحافة التي راقبت ما يدور باستمرار على منصة السلع، سجلت، هذه اللقطات. في مسجلات بين الشعراء والادباء،
ففي مداخله قال د. كامل الطراونه يا لاحياء اللغة في جواهر شهدها ! ويا لجمالية البحر الكامل المغنى الرقيق، بل يالجمالية بوحك ووسمك ووصفك البارع
ايها النحات وصفا دمت بفنك .
و للشاعر مشهور المزايده، مداخلة سريعة قال فيها
رفقا بنا يا أيها المتوهج
يا بكر إن غرامنا متأجج
والحاملون الجرح في أعماقهم
وترٌ على نار الهوى قد ينضج
خففْ علينا الشوق حيناً إننا
رغم المشيب إلى الهوى نتدحرج
وخاطب د. كامل الطراونه الشاعر بكر قائلا ..انت من عزفت اللحن المتموج في ريحانتك فابدعت العزف فبدا سيمفونية خارقة حارقة..فرفقا بنا
ويؤكد الشاعر بكر المزايده،
مشهور إني في الصبابةِ جاهل لكن من يرعى الظباء يُدحرجُ
ويخاطب شاعرنا بكر المزايده، الشاعر مشهور، فيقول،
ما عاش يا مشهور قلبا خاويا لولا الهوى ما كان يصفو المنهجُ
د. كامل الطراونه، قال
يا بكر رفقا في الجوى والمفاتن
طرزت رسما فاتنا ومنعم
ويضيف د. كامل الطراونه ويقول
عشت الجمال في البهاء متوج
والبوح غيث في الهوى مسكونا
والشاعر مشهور المزايده يخاطب المشاركين في هذا الحراك ويقول
فارحلْ إذنْ واتركْ حنينك جانبا
لا شيء يصفو إن جفاك المخرج
يا بكر نبض الشعر يعلم سرنا
أنا إذا غاب الهوى نتشنج: اني نقشت غرامها في مهجتي..
ولسان حالي بالحبيبة يلهج..
حييتُ من صب يئن ويلهج
وعطور حرفك فاح منها الاترجُ.
هيجت مكنون النفوس وما بدا..
من شوق قلب عاشق يتاج
و للشاعر بكر المزايده مداخلة شعرية اخرى قال فيها
إن النفوسَ بلا هوىً قفرٌ خلتْ تقتاتُ أطيافَ الجوى تتمهلجُ والسرُّ ما بين الأحبة جمرةٌ نارٌ كوتْ عين الهوى تتأجّجُ
ويرد خليل الخوالده شعرا فيقول
مشهور يا قمر القوافي الابهج..
.. ما كل من عرف الهوى يتدحرج..
.. انا اذا عشق الغرام قلوبنا..
نسموا به فوق السحاب ونعرجو
ويعلق الشاعر العربي علي ميرزا ويقول والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».. (سورة الشعراء).
أجمع المفسرون على أن المقصود في الآيات شعراء الكفار الذين كانوا يهجون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتكلموا بالكذب وبالباطل، وقالوا: نحن نقول مثل ما يقول محمد، ولكنهم قالوا الشعر، وقد كان نفر من الشعراء بمكة يهجون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان المشركون يعنون بمجالسهم وسماع أقوالهم ويجتمع إليهم الأعراب من خارج مكة يستمعون أشعارهم وأهاجيهم، ويروون عنه يكون الشعر غواية عندما يخرج عن أطر القيم والأخلاق الحسنة
فالشاعر الذي يدعو لهدم تلك القيم ويبتعد عن الخلق الرفيع هو المقصود بالآية الكريمة
وكذلك يتداخل الشاعر مشهور المزايده، فيقول
والملتقى هذا أراه ساكنا
يخشى الحديث عن الهوى أو محرَج
لكننا في لهونا وحوارنا
ننحاز نحو المعجبين وننسج
أو ربما نقتات من أشواقهم
حبا جميلا بالصبابة يُمزَجُ
ويوضح الشاعر العربي علي ميرزا ما يرد به عليهم هجوهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثة من الأنصار: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، فكان حسان وكعب يعارضانهم، في الوقائع والأيام والمآثر، ويذكرون مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة ما لا يسمع ولا ينفع.
وكان كعب بن مالك يذكر الحرب يقول: «فعلنا ونفعل» ويتهددهم، وكان حسان بن ثابت، يذكر عيوبهم وأيامهم، وأما عبد الله بن رواحة فكان يعيرهم بالكفر، وقد أسلمت دوس خوفاً من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالت
قواطعهن دوساً أو ثقيفا
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت: «اهجهم أو هاجهم وجبريل معك»، وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله يضع لحسان بن ثابت منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً يفاخر عن رسول الله أو ينافح عن رسول الله»، ويقول رسول الله: «إن الله يؤيد حسان بروح القدس، ما ينافح أو يفاخر عن رسول الله».
وحين نزلت الآيات من سورة الشعراء جاء حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يبكون، فقالوا: «قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنّا شعراء»، فتلا النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيراً، وانتصروا من بعد ما ظلموا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
والشاعر مشهور المزايدة يوالي متابعته فيقول
ما زال غازي غارقا في شعرنا
يمضي إليه وربما يتزلج
أوقعْتَنا في الفَخِّ لو يُدرَى بنا
لهوى الهوى يا صاحِ كيفَ المخرَجُ؟
طبعُ القلوبِ إذا غدتْ مشتاقةً تهوى المنامَ وفي الكرى تتحجّجُ
لو كان يدري ما الصبابة زاهدٌ لغدا إليها ساعياً يتعرُّجُ
ورد الشاعر مشهور المزايده على الشاعر ايمن الرواشده قائلا،
يا أيمن الأشعار أهلا بالفتى
بعت الجمود ولم تعد تتفرّج
فالشاعر المسكون في أعماقه
بالشعر يمكن جذبه ، يُستدرج
شاعر الملتقى ايمن الرواشده قال
وجررْتني بالرغم من زهدي به
ماذا أقولُ ومُهجتي تتحشرجُ
لم أدر ان الشعر أول ساحر
جعل القلوب جميعها تتبرج
ورحب الشاعر مشهور المزايدة بجارة النيل الشاعرة عزة راجح وتمنى بأن نطلع في الملتقى على المزيد من قصائدها خصوصا في مجال الشعر المسرحي
اما كلمات مشرف الامسية. د. غازي المرايات، فكانت ختاما لتلك اللحظات، حين قال يا لروعة الملتقى وهو يتزين بآلأفذاذ الاذكياء
جميل هذا المساء بالنباهة
والحذاقة والفطنه وسرعة البديهه... رائعين
أنتم أيها الرفاق...
يتهيأ لي أن الكلمات والحروف تتراقص وتتمايل على أطراف أناملكم وتتناولونها بخفة
السحره اللذين يسلبون
الألباب... رفقا بالهوى وبن
مااجملكم هذا المساء
الذي لا يشبهه مساء
دمتم دائما بخير وصحة وسعادة.