آخر الأخبار

في اطار الندوة التاسعة لملتقى السلع قصيدة من روائع الشاعرة نبيلة حمد

راصد الإخباري :  

الطفيلة - من عبدالله الحميدي
طرحت الشاعرة نبيلة حمد، على منصة السلع قصيدتها التي حملت عنوان "سؤال" في اطار امسية الندوة التاسعة

فقد أشارت على منصة السلع الثقافية  للحيرة التي تعتلح الصدر، حين اعتزام   استدعاء الحنين

وتاليا القصيدة

قلبي  يدندن 
 والهدوء يحارُ
أمن الحنين
 إذا ذُكرتَ فرارُ؟

أو أنني
 لو  ما كتمتُ هواءنا
أنجو   بعطري
 والدروبُ مزارُ

تغلي الدقائقُ   والغيابُ وقودها 
فارحم  عيونا
 شوقها  جبّارُ

وارفق بقلبي
 واستمع  لنشيده
وارحم  فآلاف
 الظنون تُثارُ  
واكتب سلاما
 إن مررت بشوقنا 
فالشعرُ صوتي
 واللقا  إعصار

وامنح سحابات
 السراب رحيلنا 
واكتب حكاياتٍ
  لها  أعذارُ

من يرتبك
 إن تاه فيك صوابنا 
إلا النهاياتُ 
 التي تختارُ

واثارت القصيدة اهتمام اعضاء في الملتقى، بعد ان علقت الشاعرة بالقول انها محاولة للخروج  بالشعر من ثوب الحزن الذي كان سمته الغالبية، 

مع ان الشاعر ايمن الرواشده، استرعاه صمت حراك الملتقى، الذي عهده مواجا بالادب، ومتقدا بالحوارات، فكان ان صدحت شاعرتنا نبيله حمد، بما هو مفيد وجديد، 

اذ قال الشاعر خليل الخوالده لا فرار من الحنين لان ما ومن نحن إليهم يصيرون جزءا من قلوبنا يسيرون قطرات مع قطرات الدم في اوردتنا... الحنين حنون لذلك يلتصق في القلب.. أعجبني نشيد القلب والآف الظنون تثار...

وحمد الله ان القلب ينشد ولا يئن ولا يتألم.... (في هذا النص).

وقال جميل فيض خاطرك... اسعد الله مساءك بكل خير شاعرتنا المبدعة

لكن الشاعر بكر  المزايده. لديه احساس عده من الثوأبت ان لن يستمع إلى نشيد القلب إلا الروح.

ويرى الناقد والاكاديمي د. ابراهيم الياسين انه  تعود أن يبدأ تذوق النص من عنوانه بوصفه العتبة الأولى للدخول إلى فضائه المتسع فالعنوان (سؤال... ) يحمل كل معاني القلق والحيرة  والتردد... 

وقال ان كثرة التساؤلات في النصوص تعبر عن توتر نفسي لدى منشئ النص... ويجعل القارئ متحفزا لمعرفة من السائل ومن المسؤول وما نص السؤال... وهذا العنوان فيه استفزاز مبكر لوعي المتلقي وفجأة تضعنا الشاعرة في جملة خبرية (قلبي يدندن والهدوء يحار) تعكس ارتياحا وطمأنينة مبطنة يجسدها السؤال القلق المخير بعدها مباشرة

 إنه كما يصفه. هدوء يسبق العاصفة تبرزه الصورة الحسية الحركية المتمثلة في (الفرار... أنجو... الدروب مزار.. تغلي.. تثار... مررت.. إعصار... رحيل... النهايات). هذه الصورة مفعمة بالحركة بين هدوء وصخب... واستقرار وتوتر....بين حضور وغياب....

وبين هذه التضادات التي تسكن نفس الشاعرة قال ان الصورة الفنية المبكرة تاتي (تغلي الدقائق والغياب وقودها) لتجسد حالة القلق والتوتر والوجع بسبب الغياب الذي تحول وقودا يرفع حرارة الزمن

 وهنا قال ان مناجاة الغائب تاتي حاملة الرجاء الشديد. (ارحم... ارفق.. استمع... ارحم.. اكتب.... امنح...) ارحم العيون.... وارفق بالقلب... الذي يشتاقك.. وجاء الشعر يصيح في الآفاق بخثا عنك وينشد لقاء شديدا كالإعصار ليتبدد السراب وتتجلى حقيقة الحضور  وجمال اللقاء...

وقال د. الياسين، ما أعذب الشعر والإحساس! وما ابدع هذه الصورة المبكرة تغلي الدقائق والغياب وقودها... ما اصعب الغياب وما أقسى لوعته! نص متكامل على البحر الكامل يجسد أثر الحضور والغياب في النفس.