آخر الأخبار

الحليسي يقدم نماذج لدور تاريخي للمرأة على منصة السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
طافت ورقة العمل التي أعدها الاديب أحمد حسن الحليسي على  نماذج من دور المرأة التاريخي .

وقدم في الورقة التي جاءت في سياق ندوة ملتقى السلع الثقافي الثامنة. لمحات من تاريخ الامة لتلك الأدوار، 

وكانت الندوة خصصت لعرض قرابة عشر اوراق عمل عن ثقافة المراة، في الاردن والوطن العربي، رعاها د. خالد الكركي. رئيس مجمع اللغة العربية بعمان. 

وتاليا نص الورقة،، 

لم تكن المرأة العربية منفصلة تماما عن مجتمعها  , بل كانت فاعلة في كثير من الأحيان, بل وصلت إلى أعلى المراتب منذ القدم ,

 ففي اليمن كانت ملكة سبأ (بلقيس) امرأة متمكنة ومؤثرة في مجتمعها , مؤثرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا , نجد قصتها في القرآن الكريم , أقرت عدة مبادئ منها الشورى (قَالَتْ يا أَيُّهَا ٱلْمَلَأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ) , التأثير والإيحاء الإيجابي (قَالَتْ يَا أيُّهَا ٱلْمَلَأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَٰابٌ كَرِيمٌ ) , واستمرت في الإيحاء الإيجابي أنه من سليمان وسليمان نبي , وأنه باسم الله الرحمن الرحيم على الرغم من أن مجلسها قد أظهر القوة وأنهم على استعداد للحرب لكن إيحاءاتها قادت إلى الصلح وتبنى مجلسها رأيها حيث كانت النتيجة تأثير هذه المرأة حفظ مملكتها وسلمها من الحرب والدمار وأيضا أسلمت وأسلم قومها مع النبي سليمان . 
وهذه الزباء أو زنوبيا كانت ملكة لتدمر وحاولت فرض سيطرتها على الغرب والشرق وكانت قوة لا يستهان بها فتآمر أعداؤها عليها وجاءها أحدهم واسمه قصيربن سعد بن عمرو وقد جدع أنفه ليخدعها أنه على خلاف مع قومه والتجأ إليها ,لكنه كان يخطط لأمر وبقي في بلاطها مدة من الزمن حتى عرف مداخل القصر ومخارجه واتصل بقومه فداهموها في قصرها فعندما رأت قصير وقد هم بالفتك بها قالت : (لأمر ما جدع قصير أنفه ) وهذه العبارة أصبحت مثلا إلى يومنا هذا .

وفي العصر الجاهلي كانت تعقد مجالس للشعراء ومنها في سوق عكاظ في مكة وكانت الخنساء من الشاعرات الرائدات في هذا السوق وكان المحكم الشاعر الكبير النابغة الذبياني فعندما أنشدت قصيدتها : ( قضى بعينك أم بالعين عوار... أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار .. إلى آخر القصيدة , قال النابغة : لولا أبو بصير ( الأعشى) أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر من في السوق , فسمعه حسان بن ثابت وغضب من هذا الكلام وحدث نقاش بين الخنساء وحسان حيث انتقدته في القصيدة اللتي قالها , بل أن بيتا من الشعر لا نزال نستخدمه إلى يومنا هذا ,( وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار ) .

وفي صدر الإسلام والدولة الأموية أنشأت سكينة بنت الحسين رضي الله عنها أول مجلس أدبي في منزلها , وكان لسكينة نظرة نقدية في الشعر , قالت للفرزدق : من أشعر الناس؟ قال : أنا , قالت : لا , أشعر منك الذي يقول : لولا الحياء لهاجني استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يزار , ثم عاد مرة أخرى وسألته : يا فرزدق , من أشعر الناس ؟ فقال :أنا , قالت : لا , أشعر منك الذي يقول : إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا . 
وفي العصر الحديث تفاعلت المرأة مع مجتمعها بصورة كبيرة فارتادت الجامعات وكان منهن الأديبات والشاعرات مثل مي زيادة التي كان لها صالونا أدبيا يضم شعراء وأدباء كبار مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وخليل مطران . 

ولم يقتصر تأثير المرأة ومشاركتها على الشعر والأدب والحكمة , بل تفاعلت المرأة وشاركت في السياسة والعسكرية , فأم عمارة ( نسيبة المازنية ) أول ممرضة في الإسلام  , ورفيدة الأسلمية ( وتسمى الآن مؤسسات تعليمية باسمائهن ) , وزينب بنت علي رضي الله عنها كانت مثالا وقدوة في الذي حصل لآل البيت في معركة الطف في  كربلاء وخطبتها المشهورة في أهل الكوفة وتخاذلهم عن نصرة سيدنا الحسين رضي الله عنه ,واستمر للمرأة العربية  أدوار على مدى التاريخ في الحروب الصليبية وفي مقاومة الاستعمار مثل جميلة أبو حيرد في الجزائر رحمها الله .

وفي الأردن شاركت المرأة في الحياة الأدبية بصورة فاعلة فظهر عندنا كثير من الشاعرات و الأديبات , وعندنا في هذا الملتقى أخوات شاعرات وأديبات متميزات في الشعر والقصة والرواية .
وفي الختام نأمل بتفاعل أكبر للمرأة في الحياة الأدبية ; لأن ذلك يثري المجتمع الأدبي و يساعد على دفع المرأة للمشاركة وإظهار الإبداعات الأدبية من شعر ونثر .

وقدم الادباء في المنصة تعليقات حيال الورقة. كانت الشاعرة نبيلة حمد في مقدمتهم اذ أشارت الى انها  دراسة شاملة ووافية تؤكد أن المجتمع  الإسلامي  عزز دور  المرأة  وجعلها ركنا فاعلا ووريدا يغذي نهضته ، 

وكتب الشاعر خليل الخوالده خاطرته المتعلقة بالنص الذي وجده قد طافت كلماته بنا أيها الأديب المبدع (الاستاذ احمد الحليسي) في ثنايا التاريخ... فرحت تنقلنا بين عصوره واجياله تعرج على كل دور ونشاط للمرأة في كل حقبة زمنية فكأنما ورقتك تاريخ يلخص مسيرة المرأة التي امتدت عبر التاريخ..

وعده الاديب هاني البداينه. سرد رائع لتسلسل تثبيت موقع المرأة كمكوّن أساسي في المجتمع وشرح مستفيض عن ابداعها في الأدب والنقد والثقافة وتوصية هامة تنهض بتفاعل أكبر للمرأة نحو اكتمال دورها الثقافي المبين....

ولم تتردد القاصة مريم عنانزه. في توصيف الورقة على انها تحمل نظرة ثاقبة لإبراز هذا الدور الفاعل، بإظهار الإبداعات الأدبية والنقدية بالطواف بنا في شتى العصور والأزمنة، رحلة ثقافة المرأة برؤى متجددة، بأناقة تعشب على مروج المعنى الجميل من أجمل الكلام والمنطوق، للنهوض والوصول باستراتيجيات هادفة وتخطيات وتحديات لأعلى المراتب وأسماها....

وقالت انه  وصف دقيق جعلنا نعيش اللحظة بصورة أدبية واضحة وأسلوب مشوق... دمت حافلا بالإثارة وكل جميل...

وعبر التربوي النابه محمد التميمي عن مدى إعجابه بالورقة وقال ان فيها نماذج من دور المرأة التاريخي .. أخذنا بأسلوبه  الشيق في رحلة من انجازات النساء قبل الإسلام ملكة سبأ  وعرج على الزباء ملكة تدمر وعهد الجاهلية مرورا بالاسلام  فالخنساء  وسكينة بنت الحسين وبالعصر الحاضر مي زيادة وغيرها ونفتخر بمجموعة من الأدبيات في ملتقى السلع الثقافي... 

ووجد الشاعر ايمن الرواشده في الورقة أمثلة رائعة يزخر بها التاريخ تشير إشاراتٍ بيّنة على حضور المرأة القوي في مختلف محافل الحياة السياسية والثقافية.. 

ورآها ما تزال تقود ثورةً في التغيير لتقف مواقف الشرف والبطولة..  تحية امتنان وتقدير لأستاذي الجليل أحمد الحليسي على هذه التقدمة الفريدة.. 

وسجل مدير الثقافة د. سالم الفقير. احترامه للنص وقال انه  إنصاف حقيقي للمرأة، وقراءة تاريخية جميلة، أنا مع هذا التوجه والرأي المبني على تقصي المعلومة تاريخيا.

وفي قراءة النص. وجد الاكاديمي الشاعر. د. صقر الصقور، انه يمهد للقارئ ليرهف الشعور لكلماته .. ثم يطرح انموذجا يتلوه اخر من نماذج الرقي .. والمشاركة والاعتلاء ..  ثم يختم بالتعزيز والتوجيه والنصح .. ذلك لعمري كمال وجمال معا ..

اما الباحث محمد النعانعه. فقال ان المراة مرت بمراحل كثيرة  من التطور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وكانت النساء شقائق الرجال ترضخ لمكبلات اجتماعية ودينية حالت بينها وبين تطورها ثقافيا

ورآه  طاف   في ذاكرة الزمن مبينا التطور التاريخي والمراحل التي مرت بها المرأة وصولا بدورها الحديث في الثقافة والادب والمعرفة جازما ان المجتمع الذكوري لا زال مخيما على المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي ورقة متسلسلة  شاملة

وامتع النص شاعر الحرف الرقيق بكر المزايده. وهو يتناول القصيدة جمله. ويحاكمها  بيتا بيتا. فيقول طبت وطابتْ الأنفاس وانت تسكب لنا جمالا  في كؤوس الخبرة. 

وكان آخر التعليقات تلك التي كتبها د. كامل الطراونه, الاكاديمي الشاعر، اذ قال بورك هذا العطاء الثر وما اروع هذا الاستعراض المتسلسل الذي وضعنا في فضاء متسع لنتعرف على دور المراة منذ الماضي السحيق لتكتمل الحلقة ولنتعرف على التطور والصور الجديدة لدور المراة في الحياة بعامة. اشكر لك هذا العرض الجميل الغني ..