آخر الأخبار

نقش سحري كتبته الشاعرة نبيلة حمد على منصة السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - من عبدالله الحميدي

قصيدة "اجريدتي" للشاعرة نبيله حمد. ظلت مدوية، على منصة السلع، لساعات طويلة

كتبتها الشاعرة الاردنية. وهي تساءلت عن الزمن والتاريخ، الذي تعبره الامة، في خضم ما يحري
وتاليا القصيدة
أجريدتي،، 
ما في العناوين الرئيسة من خبر

إلا براءةَ ذمتي 

من وهم طيفك في الصور 

صمتي مواويلَ العجائز 

والحكايا والضجر 

ودعاءَ أمي وابتهالي 

وانسكابي في المطر

أجريدتي

  كم في الهوامش زورق

جمع المكاتيبَ القديمةَ ثم غاب 

كما جموعِ الراحلين 

وفي القلوب طوى البشر

كم قد جمعتِ كواكبي 

وطويتِ حُلما خائفا

وبلا سؤالي ذاب حرفي

وانكسر

من يقرأُ الصحفَ القديمةَ

من  يشتري 

من يصطفي من قوته 

كيما يسافرَ خائبا 

يحصي غواياتِ السنين

وفي ضباب يحتضر 

من يا شوارعنا الكليمة 

من يحتوي بيتا 

هَجِر

هل للحقائب 

أن تعود من السفر

وترد لي أرجوحتي

ليمونتي 

شغب الطفولة

والخرائب والشجر 

أجريدتي 

هل في زوايا الطيبين 

لنا مكان

تعب المكابر من خيوط المستحيل

فكيف  يسكن

في يديه

كيف احتمال 

الظل في الأحداق 

إن فُتنت بها صفر الوجوه

كأنها ضيف  لديه

كيف الملاعب والمدارس 

والدواوين البعيدة

توهم الظل المسافر 

  أنها الأحلام قد عبثت

  ونالت من وصايا والديه

وعرائش الكرم الغريب

تذيبه والبرتقال يجيء

حرا منشدا قصص الغرام

وقيد جدي حازم 

يرمي السكون بصوته

ما كان في ظن العجائز

أن يكون الشعر في دمنا

ولا الحبر الملوّث 

حاجبيكِ

تبا لها الأصفاد 

يا بنت العشيرة 

كيف والت ساعديكِ؟

أجريدتي يا نزفة العمر القتيل 

ويا نحيب المتعبين

ويا جنون الواهنين ويا أنا 

هل يقتل الحلم  القصيدة 

كي يشيعها  إليكِ ؟


تلك كانت القصيدة. التي تسلءلت عنها الشاعرة نبيلة حمد، وهي تقلب في الذكريات ، لابدا حوارات وتعليقات. طيبت الأجواء بالاضافات بدأها الاديب الاكاديمي د. صقر الصقور، بالتعليق شعرا فيقول. "ما في العناوين الرئيسة من خبر .. .. الا براءة ذمتي .."

تعبير عميق .. استأذنه ان اضيف لبراءة الذمة:
و يرونها رأي المآقي والبصر .. 
و برغم وهج حقيقتي ..

فمن اتهامات العناوين الرئيسة .. لا مفر ..

وتخيل الشاعر بكر المزايده. ان ما زالت أرجوحة البرتقال والمشمش تتدلى أمام ناظري وكأنها اشطان بئر على جدران الروح. سلمت وغنمت وابدعتِ

وهي وفق شاعرنا الاديب ايمن الرواشده  من روائع ما ورد في ترتيب مواطن الألم والعجز والحزن.. 
وقال انها ترنيمة للقلوب الصائمة والأكباد الحرّى.. 
اليد التي تمتد للمرأة بالإنكسار سيأكلها دود النسيان.. 
من قال أن الورد يمكن تخزينه في أكياسٍ تحت الأسِرّة.. 
دعوة الحرية قال انها تنفُذُ إلى صدور المتعبين.. 
مرةً أُخرى طرح منمق وتسلسل جميل.. 
القصيدة تعجُّ بالحزن وتفيض بالأمل.. 
دام نبض بوحكِ أيتها الشاعرة.. 

ولفت مدير ثقافة الطفيلة د. سالم الفقير الى ان الاستماع إلى صوت المرأة من المرأة ربما يكون مختلفا بعض الشيء...!! طريقة التفكير، تناول الأشياء، معالجتها، والوقوف عليها... هذا كله بحد ذاته يشكل رؤية جديدة نبحث عنها كمتلقين..

 هل الحقائب لن تعود من السفر..، هكذا استهل الشاعر خليل الخوالده. رأيه  وتتساءل كذلك
هل في زوايا الطيبين لنا مكان؟...
تساؤلات قال انهة اتعبت الكثيرين واتعبت فيما اتعبت المرأة ذلك الكيان الرقيق الشفاف الذي لا يكاد يبين الا ان يلقى فيض عواطفها ظلا في بحر الشفافية فتراه الناس وتجله وتقدره... ان الشعر فيض مشاعرنا هو وجداننا والمنا واهاتنا وأحاسيس نودعها أوراق المتلقي لكنه قد يعلم أن كان القلم قد بكا حبرا او الما او دما وهو يكتبها ام انها كتبها بفرح وسرور فافاض على الدفاتر عبرات الفرح..

وقال ان الصورة التي رسمتها قصيدتك أستاذة نبيلة مليئة بالألم ولكنها مضاءة بقناديل الأمل...أبدعت وسلم بوحك الجميل 

والشاعر الجديد على الملتقى. محمود صقر، تساؤل هل للحقائب أن تعود من السفر" رمزية تثير الشجن كيف تعود الحقائب دون حامليها لتعيد للمرء ذكريات الصبا والحنين ..  جميلة تلك المعاني .

ووصف التربوي محمد التميمي. الشاعرة بالمبدعة والأدبية  وقصيدتها(أجريدتي) ذات معان سامية وصور بلاغية نابضة بالحياة  رغم الجرائد القديمة  وحقائب السفر فهي عنوان جميل جدا في منطقة وتحليلاته يبشر بالحياة  
اما التربوي الاديب احمد الحليسي، فوجدها قصيدة جميلة ورائعة تنساب كلماتها كماء صاف رقراق بموسيقا عذبة، فيما د. احمد القرارعة اذاعي جامعة الطفيلة. فرآها ذات  معان سامية، وكلمات رائعة

وراتبها الشاعرة د. حنان الخريسات، قصيدة جميلة تفيض بالحزن والألم  ليس غريبا ان تميلي بحزن من وجدان متعب لكن بريق الأمل موجود 

وفي تعليقه قال الاعلامي الاردني د. عبدالمهدي القطامين. الجريدة التي تروي كل حكايا المتعبين ...وحقائب السفر التي تعود بغير صاحبها ...هي كالخيل التي تحرن ان سقط فارسها في اتون المعركة ....نص جميل ....مدهش ...انساني... سلم اليراع الذي كتب

 اما د. لبنى العبيديين مديرة تربية الطفيلة. فقالت هي عناوين الجرائد يا نبيلة ذابت من الأسى. وكم هي  الجرائد هائمة في مهب الريح
دام ابداعك وزادت حروفك ألقا عزيزتي

د. كامل الطراونه قال تزكو القصيدة بضياء الاحلام بذلك العالم الخاص بوقدة الحلم بخيط وصله المنعش الذي يجمع بين وهج الغياب وبوح الحاضر المنكسر في مرايا متناهية تشع هنا وتكبو هناك.

وقال ان بوحك حالم يستنهض الحاضر برؤى تاسف على ما توارى وراء الضلال ..فهنيئا لهذا البوح الحالم ..وشكرا للشاعرية الرقيقة العذبة المنشدة الى حقائب الماضي الجميل.

وعدها الاديب والتربوي ا. صالح الحجاج . قصيدة فيها رمزية للزمان والمكان وعميقة ومؤثرة... دام يراعك في الأفراح والمسرات.... 

وتتساءل الاديب والمباحث محمد النعانعه، من منا لم يمر بحزن وضيق ونقص من الأموال والانفاس والثمرات لقدحركت فينا مشاعر نبيلة من الاحاسيس والذكرى الاليمة والحزينة محزومةفي حقائب سافرت واخرى ىتنتظر السفر.... قصيدة حركت الوجدان والمشاعر... 

وفي بعثرته للقصيدة قال الناقد الاردني د. ابراهيم الياسين، انه نص يفيض شعرية متوقدة منذ عتبته الأولى( أجريدتي) ، التي استخدمتها الشاعرة لازمة تكرارية ببن مقاطع القصيدة المتلاحمة كالبنيان المرصرص، التي منحت النص بعدين أحدهما معنوي والآخر إيقاعي.

إن هذا الاستخدام الاستعاري لنداء الجامد ومساءلته وحواره عن أدق تفاصيل الحياة اليومية الماضية والحاضرة والمستقبلية (أجريدتي) قال ان فيه خرق لقانون اللغة وانزياح عن معياريتها يعكس شعرية النص..

. إنه كما قال، حوار الإنسان مع الجامد ليشاركة الإحساس والوجع والحزن والذكريات العتيقة..بدءا من العناوين البسيطة الرئيسة في حياتنا التي تعكس ملامحنا حيث (الصمت، ومواويل العجائز، الحكايات ، الدعوات والابتهالات والضجر، والانكيار وذوب الحروف)، مرورا بالتفاصيل القديمة والذكريات  الجميلة(جموع الراحلين، الزورق والمكاتيب، والأحلام الخائفة، وحقائب السفر، وشغف الطفولة، والبراءة، والبشر والمكان والإنسان، وزوايا الطيبين، وقصص الغرام، والمدارس والدواوين والملاعب) وانتهاء بحلم المستقبل (الأحلام  والشعر).

انه نص مكتمل البناء متجذر ممتد كسنديانة صلبة جذورها راسخة في الأرض وسيقانها وفروعها متطاولة حد السماء تشبه الإنسان المحب للمكان المتجذر فيه انتماء وعشقا وهنا يتحول الجامد إنسانا وتصير الجريدة التي تشكلت بهيئات متعدددة (نزفة العمر القتيل.. نحيب المتعبين.. جنون الواهنين) إنسانة مرهفة الإحساس رقيقة الشعور حالمة تبحث عن البراءة  والنقاء تتماهي مع الشاعرة (يا أنا) وتتساءل بمرارة ووجع هل يقتل الحلم القصيدة ويشيعها؟

وكان تعليق القاصة مريم العنانزه. آخر ما حفلت به القصيدة. اذ قالت. أنثى اشتعلت كنسيم الصباح، محلقة تكشف عن حلم الربيع بأجمل مما تتيح لنا اليقظة....
وعدتها لقطات محفورة بالذاكرة بشغف الطفولة وتعب السنين وآلامها، وهي كما رأت. رؤيا مختلفة مليئة بالألم والأمل المختزن في ثنايا الشعر... 
وقالت إنها كلمات موجزة بمعنى وفير ولغة أنيقة عذبة سطرت وجعا ورسمت أملا بحكايا وابتهالات أودعت في هذه الجرائد... دمت أيتها البهية تعكسين الجمال بمرآة ذوقك...