المشاركة في الانتخابات النيابية أمر مشروع وحق دستوري وواجب وطني، وأمانة ينبغي على المواطن أن يحافظ عليها ويؤديها بالشكل الصحيح، إلى جانب أنها شهادة سَيُسأَلُ عنها أمام الله تعالى، لقوله تعالى: (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) [الزخرف/19].
ويجب على الناخب اختيار المرشح القوي الأمين والحفيظ العليم؛ لقوله تعالى: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص/26]، ومن أعطى صوته لمن لا يستحق فقد خان الله ورسوله وضيَّعَ أمانته، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال/27].
وأعضاء مجلس النواب بهذه الصفات، يتوقع منهم أن يقوموا بواجباتهم التي انتخبوا من أجلها، وحتى يكونوا العقل المدبر والعين الساهرة واللسان الجريء بالحق في هذا التجمع الذي يلتقي فيه قامات الأمة، وتقرر فيه القوانين التي يلزم بها المواطنون كافة.
والانتخابات وسيلة شرعية لاختيار النواب، تمثل إحدى آليات قاعدة الشورى التي تقررها الشريعة الإسلامية بالأدلة الكثيرة، بل سبق الصحابة رضوان الله عليهم بالعمل بهذه الآلية في بداية التاريخ، والنواب سابقا عُرفوا باسم "العرفاء"، وهم الذين يتولون أمر سياسة الناس وحفظ أمورهم، فكان صلى الله عليه وسلم يرجع إليهم لمعرفة آراء الناس في القضايا العامة، وكان يقول: (ارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعُوا إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ).
كما ننوه على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية والعمل بالإرشادات الصحية كافة من لبس الكمامات والالتزام بالتباعد الجسدي أثناء العملية الانتخابية، وأخذ كل وسائل الحيطة والحذر؛ حرصاً على الأرواح وسلامة الجميع؛ لقوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (لا ضَررَ ولا ضِرارَ).