آخر الأخبار

اعشق عمااااان

راصد الإخباري :  



اعشق عمان، مذ زرت حبيبتي فيها لاول مرة عام١٩٧٠ كانت ساحرة الكلمات، رقراقة العذوبة، تمشي على استحياء
صرت ازور عمان اكثر من مرة في العام. يشدني شوق للترجل في سوق الحميدية، اعاين كل شيئ، اقلب البضاعات والنفائس، دون ان اشتري، خوفا على "المخمسه"
آخذ في سفري لعمان خمسة دنانير، ومعي، اقل من دينارين للسفريات، لكنني اتحاشى فكة الخمسة، ففي ذلك فرط لبعض احاسيسي، وانتكاسات لمشاعري، فللمخمسة قدسية خاصة
وبعد ان اغدو واروح مع شارع بسمان، واحتسي الشاي عند صديقي الحلاق. في صالون البوري، قريبا من الكتكات اعرج صوب هاشم
وما ادراك ما هاشم، انه صحن ثري بالحمص، مع زيت بلدي فواح، اضافة لصحن الخدمة. الفاتح للشهية، من فجل احمر، وبصل ابيض، ونعناع وبعض الجرجير الاخضر
لكنني اهيم وجدا بالبصل، فلا يكاد الصبي المصري، يقدم عدة شرائح، الا وانا انادي بالمزيد
وبعد الطواف بالشوارع وسط البلد، في كل زيارة لعمان، ومجالسة من هب ودب لدى هاشم. انطلق قافلا الى "حبيبه"
 فالكنافة تبعث في تلك الدخلة رسائل للمسامات، ان السعادة هاهنا
ابدأ باكلها، واتصفح وجوه الشباب والفتيات، واقفا ملاصقا للجالس على كرسي القش الوحيد، لانتزاعها عند اي حركة، واطرق واجما، شارد الذهن، باحثا عن قافية عنيدة لقصيدة جديدة، مستلهما صاحبنا الشنفرى وأُعْـدِمُ   أَحْيَانـاً   وأَغْنَـى  وإنَّمـا يَنَـالُ  الغِنَى  ذو  البُعْـدَةِ  المُتَبَـذِّلُ، لاعاود النظر للمخمسة من جديد
ليس مثلي مع يتعبد في محراب الجمال، ولا يشاكلني ابدا من يمحص تفاصيل التيه والدلال
اغفو مع الليل. تشنف آذاني همسات طروب، واصحو على زفرات ساحرة عندليب
هكذا ايامي وليالي الآن، لكن روابط وثيقة، ما زالت تلملم العرى، وتستحيل على الانهزام
تلك شريحة من ايامي القديمة، تبدلت من وسط عمان، لعمان الغربية. بعد دخولي عالم الصحافة في الراي عام ١٩٨٠ ومع ذلك ظلت الحبيبة، ساهرة في اكناف القصور، في الهاشمي الجنوبي، ليصلني الخبر، وانا في ضيافة صديقي الحبيب رجل الاعمال العصامي عادل القطامين، في تركيا، انها رحلت، واي رحيل كان موجعا !!!!
رحم الله غاليتي ام محمد. نورة حمدان العمريين، شقيقة الروح التي رحلت قبل سنين. دون ان اودعها